بغداد / وائل نعمة في ساعات الظهيرة الأخيرة لشهر آب الحار من عام 2003 في بغداد، قتل صديق العراقيين –كما كان يسمى– و19 شخصا من زملائه، بعد أن حطمت شاحنة مفخخة فندق القناة، مقر مكاتب الأمم المتحدة في العراق. سيرجو دي ميلو ممثل الأمم المتحدة في العراق برازيليّ الجنسية كان من أول الضحايا لموجة السيارات الملغومة التي بدأت تستهدف البلاد يوما بعد آخر، وغادر بعدها معظم العاملين إلى الأردن بعد أن أصبح الوضع الأمني لا يسمح بتواجدهم في ظل عمليات القتل والخطف والابتزاز الذي طال البعض منهم.
اليوم، المقر مهجور، وتقول وزارة السياحة والتي تملك معهدا خاصا بتخريج طلبة يعملون في هذا المجال إن وزارة الصحة تسعى إلى تحويله لمركز خاص بإنعاش القلب، في حين السياحة مازالت ترى انه من الممكن إعادة بنائه واستفادة طلبة المعهد بالتطبيق العملي في داخله.بعثة "اليونامي" السياسية الطابع كما تقول أنسام العبايجي العاملة في احد مكاتب الأمم المتحدة تسكن المنطقة الخضراء المحصنة، والأوضاع الأمنية في البلاد لا تسمح بسهولة الحركة للعامين فيها. ولا تنوي البعثة الخروج من الخطوط الخضراء إلى الحمراء مادام الوضع الأمني على حاله.ووسط تلك التعقيدات في عمل الأمم المتحدة في العراق مازالت تعد تقارير ميدانية في كافة الصعد والمجالات، بينما تتهمها الحكومة وعلى لسان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بعدم الإنصاف والحيادية. ويقول علي الموسوي "بعض الموظفين في الأمم المتحدة يعملون لصالح جهات معادية".ودولة القانون تصف عبر احد أعضائها أن الأمم المتحدة مخترقة من قبل أزلام صدام، ويقول النائب جواد البزوني إن "بعض العاملين في الهيئة الأممية كانوا ضمن الأجهزة القمعية الصدامية".وترد انسام العبايجي بالقول "لا مصلحة للهندي والصيني وباقي الجنسيات العاملة في مكاتب الأمم المتحدة من إصدار تقارير منحازة أو الوقوف ضد العراق"؟بالمقابل هناك من يرى من شركاء العملية السياسية أن دور الأمم المتحدة في العراق أعطى طمأنينة وأضفى الشرعية على الكثير من المؤسسات الدستورية الديمقراطية. الأحرار من ضمن التيار الصدري يقولون "ساعدونا كثيرا في دفع وإنجاح الانتخابات، ودورهم ضروري"، ويضيف النائب الصدري أمير الكناني "الحكومة لا ترغب بجهة رقابية تكشف فسادها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان... والجهات الأمنية أكثر رفضا للوجود الأممي". بالمقابل هناك من يستغرب من الطبقة السياسية في العراق أن تشكك بصحة تقارير كانت قبل سنوات تعتبرها مادة دسمة لمهاجمة صدام. رئيس جمعية حماية الصحفيين عدي حاتم يقول "معظم السياسيين اليوم القابضين على السلطة في العراق كانوا معارضين في الخارج، ويعتمدون على التقارير الصادرة من ممثليات الامم المتحدة لاسيما في الجانب الإنساني لمقارعة النظام الدكتاتوري"، ويضيف "اليوم بدلوا رأيهم ويشككون بمصداقية التقارير لأنها تقف ضدهم". ويؤكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر، حرصه على البقاء إلى جانب العراق لتجاوز "المرحلة الانتقالية"، وقال كوبلر في وقت سابق إن "الأمم المتحدة تحرص على البقاء إلى جانب العراق، حتى يتمكن من تجاوز المرحلة الانتقالية بسلام، والوصول إلى استقرار كامل يتوج به عمله الدؤوب نحو إرساء الديمقراطية". التفاصيل ص 4
دولة القانون والحكومة: لا تصدقوا كل التقارير الأممية حول العراق
نشر في: 29 إبريل, 2012: 10:20 م