بغداد/ المدى حذرت منظمات شبابية وحقوقية في محافظة النجف، الاثنين، من مؤشرات خطيرة لانخفاض أسهم المواطنة ومعاملة الإنسان في العراق حسب انتمائه الديني أو العرقي أو الطائفي أو السياسي، داعية إلى تغليب لغة الحوار والسلام والتعايش في العراق، فيما اعتبرت أن السلم الأهلي من القضايا الشائكة في البلاد.
وقال رئيس منظمة النجدة الشعبية حسنين الشرقي إن "أكثر من عشر منظمات شبابية وحقوقية عقدت، امس، اجتماعا في النجف ضمن مشروع فريق السلام المدعوم من منظمة مساعدات الشعب النرويجي"، محذرا من "وجود مؤشرات خطيرة لإنخفاض أسهم المواطنة في العراق". وأضاف الشرقي أن "الإنسان في العراق يعامل حسب انتمائه الديني أو العرقي أو الطائفي أو السياسي مما يفوت الفرصة لبناء وتعزيز المواطنة و يصبح المجتمع غير متساوٍ أمام سلطة القانون والحقوق والواجبات"، مشيرا إلى أن "المجتمعين ناقشوا قضايا حل النزاعات والتعايش السلمي وأساليب التفاوض وصولا إلى الهدف الأسمى وهو إحلال السلام ".وتابع الشرقي أن "هذا الاجتماع هو الأول في عملية تدارس موضوع التعايش السلمي وستليه  اجتماعات عدة بمستويات مختلفة"، لافتا إلى أن "النزاعات وعدم التعايش السلمي تهدد وحدة العراق وتمس بكرامة الإنسان العراقي".واكد الشرقي أن "تلك المشكلة ناتجة عن التغيير الذي حصل في  نيسان 2003 و تراكمات حكم ديكتاتوري لأكثر من 30 عاما"، معتبرا أن "مشكلة السلم الأهلي من القضايا الشائكة والمرتبطة بعدم الاستقرار الأمني والأزمات المختلفة التي يمر بها البلد".ودعا الشرقي الى أن "تلك المنظمات دعت إلى تغليب لغة الحوار والسلام والتعايش في العراق وصولا إلى بناء مجتمع السلام والمحبة في البلاد"، مبينا أن "هناك انعكاساُ عنفياً على الواقع المجتمعي نتج عن عدم اختيارنا لوسائل ناجعة في حل النزعات منها التفاوض والحوار ما انعكس هذا الواقع على الحياة الاجتماعية".وأكد الشرقي أن "مشروع فريق السلام يهدف إلى نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي حيث مر العراق بمراحل مختلفة من عدم الاستقرار ونحن كنشطاء مدنيين قلقين من هذا الملف"، مضيفا أن "مشروع سفراء السلام يتضمن  فعاليات عدة منها التنسيق و التشبيك مع منظمات المجتمع المدني وأيضاً اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين في الحكومة ودعوتهم إلى إرساء مبادئ السلام وأيضا هنالك نشاط الرياضة من اجل السلام". وأوضح الشرقي أن "مشروع سفراء السلام مدعوم من منظمة المساعدات للشعب النرويجي الذي يستهدف طلاباً من جامعة بغداد والمستنصرية بشكل مباشر ومنظمات المجتمع المدني بشكل غير مباشر"، لافتا إلى أن "المشروع يتضمن طبع 600 نسخة من دليل تدريبي عن النزاعات ودور الشباب في العراق، و2000 فولدر للتعريف بالبرنامج وموقع الكتروني، فضلا عن إعداد مقاطع فيديو بشأن التعايش السلمي وإنشاء شبكة من منظمات المجتمع المدني". ويضم العراق خليطا متنوعا من القوميات والأعراق والأجناس والاديان، غالبية سكان العراق هم من العرب مع وجود كبير للقومية الكردية ثم تليها التركمانية والآشورية وكذلك الشبك مع تواجد للأرمن والشركس وغيرها من القوميات. تتواجد في العراق أيضا جاليات لدول عدة يُقدّر عديدها بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقدر عدد المتواجدين في العراق منهم حاليا بما يقارب الـ13 الف نسمة والمصريين والسوريين والسودانيين إضافة إلى أكراد من تركيا يتجاوز عددهم العشرة آلاف نسمه وأكراد إيرانيين إضافة إلى بعض عرب الأحواز (الأهواز)الذين نزحوا من إيران.