TOP

جريدة المدى > محليات > عمال ونقابيون: الاحتفال بالأول من أيار مات منذ زمن

عمال ونقابيون: الاحتفال بالأول من أيار مات منذ زمن

نشر في: 1 مايو, 2012: 07:39 م

 بغداد / دعاء آزادما لم يمحه الزمن من ذاكرة إبراهيم الذي جاوز عمره الخمسين عاما، مسيرة في سبعينيات القرن الماضي كانت تمثل احتفالا بعيد العمال، انطلقت من مطار المثنى في الساعة العاشرة صباحا واستمرت إلى الساعة الحادية عشرة ليلا، وصولا إلى القصر الجمهوري،
مسيرة تمشي ببطء تتقدمها النساء وتشارك بها جحافل من قطاعات العمال المختلفة حاملين لافتات تهنئ العمال بعيدهم وتمجدهم تصاحبها ألعاب نارية تزين سماء بغداد.ويضيف إبراهيم، أحد أفراد الطبقة العاملة، الذي حضر لمقر "المدى" ليحكي عن ذكرياته بهذا العيد، "كنا نواظب على حضور احتفالات 1 أيار، وكانت الحكومة في سبعينيات القرن الماضي تقيم احتفالات واسعة وتنفق عليها أموالا كثيرة، إذ تزين الشوارع والمراكب النهرية"، عازيا ذلك إلى أن ذلك النظام "كان يريد تلميع صورته أمام المجتمع، لذلك كان يقيم احتفالات بهذا العيد، وآخرها قبل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية".ويشير "لم يكن الاحتفال بهذا اليوم مجرد احتفال انما كان تحديا للنظم الحاكمة وتشجيعا للطبقة العاملة".ويأسف إبراهيم لغياب هذه المظاهر في الوقت الحالي، ما ترك أثرا سلبيا في نفسية العامل، مشيرا إلى أن "أجمل ما يميز هذا العيد سابقا هو تهاني الناس للعمال وهذا ما يعطي للعامل شعورا بأهمية دوره في المجتمع، لكن هذا غائب اليوم".ويذكر أن "الأوضاع السياسية التي عاشها العراق ألقت بظلالها على احتفالات عيد العمال، فمنذ تلقت القوى الوطنية أولى الضربات من النظام المباد في العام 1978 بدأت الاحتفالات تقل"، مضيفا "لن تعود الاحتفالات ما لم يعد وعي العمال بحقوقهم".فيما يصف النجار غانم حمدان (62 عاما) في حديثه لـ"المدى" احتفالات عيد العمال سابقا بأنها "احتفالات حقيقية تعيد الحيوية لنا، تشعرنا بوجودنا في المجتمع وتقوي عزيمتنا على مواصلة العمل، إذ لم تكن هذه المناسبة تختلف عن الأعياد الأخرى، كنا ننتظر هذا العيد ونعد له العدة".ويبين حمدان "كانت المعامل والشركات تتنافس فيما بينها في إقامة الاحتفالات وتكريم عمالها، إضافة إلى احتفالات العمال وعوائلهم في قاعات ونوادي بغداد إذ كانت كل حركة عمالية أو مجموعة معينة تتشارك الاحتفال في ما بينها، فضلا عن الاحتفالات التي تقيمها الحكومة في  الساحات والمتنزهات العامة".ويلفت إلى أنه "سابقا كانت الحكومة تقدم لنا الدعم في العمل لكن اليوم حتى احتفالاتنا اندثرت"."الاحتفالات هذا العام لم تكن بالمستوى المطلوب بسبب القيود  المفروضة على الطبقة العاملة"، بحسب ما يؤكد أمين عام اتحاد نقابات العمال هادي لفتة في حديثه لـ"المدى".ويتابع: "هناك قوى سياسية ـ لم يسمها ـ منعتنا من تنظيم مسيرة عمالية احتفاء بعيد العمال، إذ تعمدت تأخير إصدار رخصة للمسيرة حتى ساعات متأخرة من يوم أمس الأول الثلاثاء"، مشيرا "عمالنا استقبلوا عيدهم هذه السنة بألم وغصة في وقت تعتبر شعوب العالم هذا العيد عيدا وطنيا وشعبيا".وينبه لفتة إلى أن "العمال يعانون من مشاكل في الجانب التشريعي، إذ بالرغم من إصدار قانون العمل الجديد إلا أنه لم يجر العمل به حتى هذه اللحظة", لافتا إلى أن الحكومة تتعمد العمل بقوانين النظام المباد.ويوضح أن "أكثر تلك القوانين إجحافا لحقوق العمال هو القرار (150) الصادر عام 1987 والذي يقضي بتحويل العمال إلى موظفين، وهو ما حرم أكثر من 75% من الطبقة العاملة من حقوق العمل النقابي والتأمين الصحي والسلامة المهنية والضمان الاجتماعي، إضافة إلى أنه لم يجعل من العامل موظفا بل بقي حرفيا وليس من حقه الارتقاء في السلم الوظيفي كأقرانه من الموظفين".لفتة يشدد على أن "تكون الاحتفالات بهذا العيد ذات نكهة عمالية حقيقية، لأن الاحتفال ليس تعبيرا عن الابتهاج فقط بل هو وقفة ومراجعة لحقوق الطبقة العاملة".ودعا أمين عام اتحاد نقابات العمال القوى السياسية إلى الاهتمام بالعمال "وأن تغير النظرة الطبقية تجاه العمال ويعوا أن لهذه الشريحة دورا مهما في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي وكذلك عدم التدخل في انتخاباتهم التي هي حق من حقوقهم".الباحثة الاجتماعية فوزية العطية عزت غياب الاحتفالات إلى الظروف الصعبة التي مرت على العراق من الحصار الاقتصادي، وما صاحبه من قمع النظام المباد، إضافة إلى الحروب، والأزمات السياسية المتعددة، كل ذلك ألقى بظلاله على مظاهر الفرح كافة.وأكدت العطية أن "عدم احتفال العمال بعيدهم يشعر العامل بالإحباط، ما يؤدي إلى نتيجة سلبية، إذ لن يشجع العامل على إتقان عمله، لكون هذا العيد يمثل اهتمام المجتمع بما يقدمه من جهود طوال العام".وطالبت العطية وسائل الإعلام بالضغط على الحكومة لدعم العمال والاهتمام بعيدهم الذي هو أقل حق من حقوقهم، "إذ لا يمكن بناء دولة مدنية بدون الاهتمام بالعمال لأنهم ثروة المجتمع".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم
محليات

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم "المشكلات العائلية"

 ذي قار / حسين العامل   مع حلول عيد المرأة العالمي اعربت عدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في ذي قار عن قلقهن من مستقبل تتحكم فيه تشريعات برلمانية تبيح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram