بغداد/ وائل نعمة هياكل خضرٌ صامتة، تمر الريح وتصفر بين أعمدة الحديد الجامدة، تحولت إلى مقاهٍ شعبية، عجائز وعاطلو المنطقة يشربون الشاي ويتبادلون أطراف الحديث تحت ظلها الواسع. أربع سنوات مضت على المنحة الإيرانية لبناء مئتي مدرسة حديدية في العراق لم تبن ولا حتى واحدة منها.ويتابع حسن علي من سكنة الجهاد التي تقع في وسطها احد الهياكل "استغلها السكان لوضع الشعارات وصور مرشحي الانتخابات، والبعض الآخر حولها إلى حاوية نفايات عملاقة".جاءت المنحة الإيرانية لتحل وبشكل سريع مشكلة شحة الأبنية المدرسية، وقد وضع وزير التربية السابق خضير الخزاعي في حينها الحجر الأساس في عام 2008
لتشييد مئة مدرسة بطريقة التنفيذ السريع في بغداد ومئة أخرى في المحافظات .الخزاعي ذكر في وقتها وخلال حفل الافتتاح في منطقة الشعلة: أن مدة انجاز هذه المدارس لا تتجاوز الستة أشهر.زاد الجدل حول المدارس وأكد عدد من النواب في لجنة النزاهة ومتخصصين بأن الشركة التي كانت تنفذ المشروع تلكأت في انجازه، والمواد الحديدية تعرضت للتلف، لأنها مواد لا تتحمل البقاء طويلا تحت تأثير أشعة الشمس والحرارة ويجب الشروع بالبناء بعد مدة قصيرة من وضع الهياكل الحديدية. تركت الهياكل على حالها، وأصبحت المنحة الإيرانية في خبر كان، ودخلت أنباء استضافة الخزاعي في البرلمان لسؤاله عن المدارس في نفق مظلم ولم تخرج إلى اليوم! وكشف النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أن المباحثات التي أجراها رئيس الحكومة العراقية في طهران الأسبوع الماضي تضمنت إعطاء الجانب الإيراني الموافقة على إنشاء أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة في العراق. ويفسر وكيل وزارة التربية للشؤون الفنية تلكؤ المنحة الإيرانية قائلا "العراق تعاقد مع شركة أهلية سمعتها سيئة"، وأضاف عدنان إبراهيم "عاتبتنا الحكومة والسفارة الإيرانية لأننا لم نتشاور معهم في التعاقد وأكدوا لنا بان الشركة فاشلة". إبراهيم يرى أن الوعد الإيراني ببناء مدارس لا يخرج عن "الكلام البروتوكولي"، مشددا على ان العراق بحاجة الى خمسة آلاف مدرسة.وإيران لا تنال رضا الجميع حتى في الجانب الاقتصادي، وتشكك عضو لجنة الخدمات البرلمانية فيان دخيل من إن المدارس ستتوزع بشكل عادل، وتتابع فيان "هل ستقوم إيران ببناء المدارس في كل العراق ام ستختصرها في محافظات معينة"!.
وكيل التربية: عرض طهران الجديد لبناء 3000 مدرسة "كلام بروتوكولي"
نشر في: 1 مايو, 2012: 10:47 م