(2-2) حاوره :يوسف المحمداويالجرأة ودقة البحث والتحليل هما صفتان متلازمتان وجدتهما عند الباحث العراقي رشيد الخيون سواء في الجزء الأول من الحوار أم الثاني الذي أكد فيه لـ"لمدى": انه لا وجود للديمقراطية في ظل صعود الأحزاب الدينية للحكم، مبينا انه لا وجود للدولة في العراق، وما موجود هو أحزاب وطوائف،
وعن الإعلام العراقي قال إنه لا يستطيع الحكم على العديد من الأشياء، بسبب أن اغلب وسائل الإعلام العراقية إما طائفية أو عشائرية، ويرى الخيون أن المالكي لا يمثل الشيعة، وكذلك الهاشمي لا يمثل السنة، موضحاً بأنهما يدعيان ذلك وفي ما يأتي نص الجزء الثاني من الحوار: استغلال الرموز* حين نقل الإمام علي الخلافة إلى الكوفة، قال حين وصل العراق "هذه رحلي وهذه أسمالي فإن خرجت من الحكم بغيرها فأنا خائن"، وعمر الذي اشتهر بزهده وعدالته، ومع كل هذا الفساد هناك بعض الساسة يجعلونهما رمزاً لهم، وهم بخلاف عدالة ونظافة الخليفتين تماما؟- أولاً الحديث الذي ذكرته عن علي بن أبي طالب كان في عصره، وكان في ذلك الزمن لا يملك شيئا، ولو كان موجودا الآن لما تحدث بذلك الشكل، وعلينا أن لا نذهب بعيدا ونتكلم بالحقائق، ولو كان عمر موجودا الآن لما خرج مرتديا ملابس الصوف وتحدث بتلك العدالة، لأن الوضع الآن يختلف كليا عن تلك الفترة، فنحن اليوم في عصر التطورات ولو وجد أحدهما الآن لاستخدم الحاسوب والانترنيت والفيس بوك، وكذلك تجده يستخدم كماليات السلطة، ولابد أن يقدم نفسه بشكل لائق أمام دول العالم، وكذلك عند مقابلة الناس، وهذا الحديث فيه نوع من المبالغة وهو لا يمثل رأي السلطة، وانما هو حديث صوفي يمثل النزاهة الشخصية، والحاكم بمثل تلك المواصفات وذلك المبدأ من الممكن جدا في زمننا هذا، لا ينجح في إدارة السلطة، نحن نتحدث عن حالة ثانية مختلفة، نعم البعض يستغل اسم علي بن أبي طالب والحقائق غائبة، وحتى إذا صدق من يسير على خطاه، فليس من الضروري أن لا يحصل على مرتّب مثلا، أو لا تكون له سيارات خاصة،أو لا يمتلك بيتاً مناسباً كرئيس وزراء أو كرئيس جمهورية، علينا عدم المبالغة بهذا الأمر.rnصحف المعارضة كانت تكذّب*يا سيدي أنا لا اقصد على المسؤول أن يكون نسخة من علي او عمر، وإنما اقصد التحلي بأخلاقهما ونزاهتهما، لان الفساد عند بعض المسؤولين تجاوز حدود المعقول، والمواطن يئن من الأزمات.- نعم، وعلينا مطالبة هؤلاء المسؤولين بالواجبات وفق الآليات الدستورية، وعدم استخدام تلك الرموز، لان في استخدامها ظلما للجميع، لأن علي بن أبي طالب ليس ملكاً لفئة معينة، وكذلك عمر بن الخطاب، والقصة هي اعقد مما نتصور، والذي يتوجب علينا هو مقارنة أحاديث السياسي وأقواله السابقة أيام صدام مع ما يفعله الآن، ونقول له ماذا كنت تقول عن صدام في صحيفتك أيام المعارضة، والكثير من صحف المعارضة كانت أحيانا تكذب، والكثير من القضايا التي ذكرتها تلك الصحف لم يفعلها صدام، والكثير من الأمور فعلها صدام ولم يذكرها إعلام المعارضة لعدم علمه بذلك، فنحن نطالب السياسيين بالعدالة والحق وفق الدستور، لان صرف أموال الدولة بهذه الصورة الفاضحة يعد مخالفاً للدستور ولجميع القوانين والأعراف والشرائع.rnالآداب العامة يحدّدها الساسة*بما أنك ذكرت الدستور، أقول إن دستور العراق عام 1925 كفل حتى حقوق اليهود، بل أن في لجنة صياغة الدستور آنذاك كانت شخصيات يهودية، لكننا وبعد عقود نأتي على دستور عام 2005، فتجد فيه العديد من الإشكاليات والمحددات ، مثلا هناك مادة تقول ضمان حرية الرأي والتعبير بشرط أن لا تخالف الآداب العامة، ولم يحدد ما هي الآداب العامة، ألا ترى انه حبس مبطن للحريات؟- جعلوها مفتوحة للتأويل، وحتى تكون الآداب العامة بيد السياسيين هم من يقررونها ويحددونها، فمن الممكن جدا أن يدق ناقوس في إحدى الكنائس أيام الأعياد، ويعد ذلك مخالفا للآداب العامة، وأنا اسأل هل جعل المسافة بين مسجد وآخر عشرة أمتار، وان يؤذن 50 مؤذناً بنفس اللحظة في منطقة سكنية يمكن أن تكون مساحتها 2كم مربع، ألا تعد تلك الأمور مخالفة للآداب العامة، فالآداب العامة عريضة وواسعة، والدستور حمال أوجه، وواحدة من الإشكاليات هي عدم إمكانية تأسيس دولة، نعم أهل السلطة يقولون لنا إن هناك دولة ، وهذا خلاف للواقع ويقولونه لأنهم منتفعون.أيام صدام كانت هناك دولة، لأنه لم يزِل المؤسسات، وجاء بالحزب بدلا من الدولة ليحكم العراق، أما الذي يحدث الآن فهو غياب الدولة ووجود أحزاب وطوائف بدلا منها، في ظل غياب المؤسسات. أتمنى أن نغير الحديث لأن هذا المحور ليس من تخصصي.rnيكذّبون على الدين!!* ثورات الربيع العربي أفرزت وصول الإسلاميين للحكم، مع غياب واضح للقوى العلمانية والديمقراطية، أين الخلل؟- العمل الحزبي الديني والسياسي هو اعتداء على الدين والناس والديمقراطية، فحين احمل المقدس كصورة لرمز ديني مع اسمه كدعاية انتخابية، فانك لا يمكن أن تنافسني مهما كان الشعار الذي ترفعه مثل "في سبيل مياه عذبة"، او "من اجل شوارع نظيفة" خاصة وأنت ترفعها وسط جمهور اغلب الناس فيه من البسطاء، فيذهبون لصورة المقدس، وهم أي تلك الجهات في ذلك العمل تقوم بعملية الغش والكذب ، وهم ب
رشيد الخيون لـ(المدى ): في ظل وجود أحزاب دينية ليست هناك ديمقراطية!
نشر في: 2 مايو, 2012: 07:09 م