نيويورك / وكالات نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريرا في عددها الصادر الأربعاء الماضي عن الأشهر الأخيرة لحياة أسامة بن لادن، حيث ذكرت انه مؤخرا تضاءلت حظوظه في محاولة لرسم استراتيجية جديدة لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي بدأت تقترب فيه قوات البحرية الاميركية من مخبئه في باكستان،
ولكن بعد سنة على مقتله يبدو ان المسؤولين الأميركيين حاولوا فهم الرجل بشكل أعمق، حول "نضالاته" الداخلية وخططه لجماعة القاعدة الذي شارك في تأسيسها. ويضيف التقرير انه كشف عن بعض الوثائق مؤخرا تظهر مدى هاجس بن لادن في سعيه لإدارة شبكات المجموعات المحبطة والمتناثرة للقاعدة في اليمن والصومال لاستعادة السيطرة على فصائل "المجاهدين" في سنواته الأخيرة. ويكشف نقلا عن مسؤولين أميركيين ان الآلاف من الوثائق التي ضبطت في المداهمات من المذكرات الإلكترونية والخطابات التي استحوذت على المحادثات بين بن لادن ومساعديه في مختلف أنحاء العالم، توضح ان ليس لديه اتصال بالإنترنت، والوثائق المكتوبة باليد تتطلب فترة تصل الى شهر لنقلها الى الدوائر المطلوبة.وينقل التقرير عن بروس ريدل، مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية لمكافحة الإرهاب، ومستشار البيت الأبيض "ان بن لادن لم يكن منعزلا عن العالم، كان يتلقى اتصالات من عناصر تنظيم القاعدة من جميع أنحاء العالم، وكان يوجههم لتنفيذ أي أعمال "ارهابية". ويقول التقرير ان بن لادن يعرض في خطابات له تفسيرات قانونية بشأن ما إذا كان العمل "الإرهابي" مسموحا به بموجب الشريعة الاسلامية، مضيفا انه عندما حاول الأميركي الباكستاني الأصل فيصل شهزاد تفجير سيارة مفخخة في "تايمز سكوير" في نيويورك في ايار/مايو 2010، لاقى توبيخا من بن لادن، حيث خرج من عزلته التي فرضها على نفسه للتنديد بشهزاد في وسط باكستان. ويخلص التقرير الى ان بن لادن كان يشكو مؤخرا من "الآثار السلبية" لصورة تنظيم القاعدة، معتقدا ان الهجمات داخل البلدان الإسلامية كانت مسيئة لصورته العامة، مشيرا الى أن الكثير من الجهاديين "تراجعوا عن خطاب القسم، وانهم غدروا فينا في كافة أنحاء العالم".