 إياد الصالحييبقى العمل الاداري المحترف والتنظيم الصحيح عنوانين بارزين في منظومة الكرة العالمية التي عرفت التخطيط الأنموذج منذ فترة طويلة في قارة أوروبا تحديداً حتى لحقت بها دول عدة من بقية القارات الأربع وكان العرب آخر الملتحقين بركب الاحتراف بسبب طبيعة الهواية لدى ممارسي اللعبة ودور الانظمة الضعيف
والمتذبذب في دعم الكرة قبل ان يستشعروا في الألفية الثانية مدى تأثيرها المهم على الشعوب وخاصة الشباب منهم.فقد قضيت وزميلي حيدر مدلول فترة معايشة في اروقة الاتحاد الاردني لكرة القدم للفترة من 26 نيسان حتى 1 آيار الحالي لغرض اعداد ملف موسع عن الكرة الاردنية لمجلة (حوار سبورت) في عددها الصادر مطلع حزيران المقبل لمناسبة اقامة منافسات الدور الرابع الحاسم لتصفيات كأس العالم 2014.وحقاً كانت معايشة مثمرة ليس على الصعيد المهني فحسب ، بل الاحساس الوجداني كعربي بقيمة التحدي لدى الاخوة في الاتحاد الاردني لكرة القدم وعلى رأسهم الامير علي بن الحسين نائب رئيس (فيفا) رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة على تطويع المستحيل واحداث ثورة كبرى في العمل الاداري الاتحادي والناديوي بالتناغم مع الاعراف والضوابط الدولية التي تؤكد دائماً على ضرورة التطبيق الشامل للفكر الاحترافي ليشمل دائرة اللعبة كاملة بدءاً من مدارس الواعدين التي يشرف عليها الامير علي بنفسه وصولاً الى سياسة التسويق والاستثمار التي شذبت كثيراً من مظاهر العوز المادي الذي كان يفرض طوقاً خانقاً على ميزانية الاتحاد نتيجة الظروف الاقتصادية العصيبة للحكومة الاردنية ومتطلبات التنمية الهائلة ما أدت تلك السياسة الى استقلالية الاتحاد الاردني عن الدولة وتحصيل موارده ذاتياً من انشطة الاعلان والتسويق في دوري الكرة التي بلغت خمسة ملايين دينار اردني هذا الموسم بعد ان كان ربع هذا المبلغ عصي الدخول الى خزينة الاتحاد لغياب الرعاة الداعمين ، ما شجعه على منح مبلغ 200 الف دينار اردني لكل ناد مشارك في الدوري.خمسة ايام من الاطلاع والتفاعل والتحاور مع شخصيات أردنية مؤثرة في العمل الاداري والفني كانت كفيلة بتدوين انطباعات مدهشة عن مدى التطور اللافت الذي بلغه الاتحاد الاردني للعبة خلال السنتين الاخيرتين ، ومن دواعي سرورنا ذلك الاهتمام الملحوظ الذي لمسناه عن قرب من مسؤولي الاتحاد بالمدرب عدنان حمد المدير الفني للمنتخب الاردني وفخرهم بتواجده معهم ، وليس هذا فحسب ، بل يعدونه اليوم واحداً من اسرة الهيئة التنفيذية للاتحاد لما يمتلكه من عقلية راجحة ومشورة صائبة تدعم برامج الاتحاد وتخدم توجهاته صوب المنتخبات الوطنية بدليل انهم لن يروا في فقدان تذكرة العبور الى المونديال نهاية العلاقة بين الطرفين نظراً لتمسكهم بستراتيجية العمل الطويل التي تصل بهم الى تحقيق اهدافهم بالتوالي ايماناً منهم بقدرة حمد على ابقاء منتخب النشامى قوياً وصامداً ومنافساً على القمم القارية مهما احتدمت الظروف من حوله.لا يسعنا إلا ان نقدم شكرنا وتقديرنا لنائب رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد محمد العليان والمدير الاداري للمنتخبات الوطنية احمد قطيشات ورئيس الدائرة الاعلامية الزميل مفيد حسونة ورئيس لجنة التسويق والاعلان مهند محادين والمدير الفني للمنتخب الاردني عدنان حمد لما ابدوه من تعاون كبير وحسن استقبال لانجاح مهمتنا فضلاً عن فتح اروقة الاتحاد واقسام لجانه امامنا لتوثيق المنعطف الكبير الذي يشهده في آليات عمله بالكلمة والصورة ونقله الى العرب كأنموذج راقٍ نأمل ان يحتذوا به من اجل مصلحة الكرة العربية التي ما زال امامها وقت طويل من الاجتهاد والتعلم والتصبّر لاحداث الفارق بين الزمنين الماضي والحاضر تماشياً مع الحراك السريع للدول المتقدمة في مجال الادارة والتنظيم والتدريب والتسويق والاحتراف ما ينعكس ذلك على دورياتها وانديتها ولاعبيها ومدربيها الذين يشكلون وحدة كروية وطنية عنوانها "منتخب البلاد" سفيرها المشرّف في محافل تقرير المصير.