بغداد/ عبدالله خالد يُقسم حمزة خميس "24" سنة على انه سوف يحول زفة عرسه إلى حدث استثنائي عبر استخدام عدد من عربات الخيل "الربل" في ليلة يَعِدُ بأن تكون بغدادية بامتياز، وقال حمزة لـ(المدى) إنه أعجب بفكرة العربة لكي تكون بديلة عن سيارات الزفاف التقليدية.وعربة الخيل أو "الربل" كما يطلق عليها أهالي بغداد كانت وسيلة النقل المفضلة لدى الكثير من الأشخاص قبل دخول السيارات إلى العراق حيث تجوب أزقة بغداد.
سالم جواد دعبول (30 سنة)، صاحب مطعم يهتم بالتراث ويقع على شاطئ دجلة يقول "جلبت الربل من مدينة الموصل شمال العراق وهو مصنوع من الخشب الصاج والجلود، فيما الفرس الذي يسحبه من النوع التركي يمتاز بالعلو والضخامة، ليكون جزءاً من الديكور العام للمطعم الذي اتسم بالتراث وقد نالت الفكرة استحسان رواد المطعم". ويضيف، عانينا بعض الصعوبات في نقاط التفتيش، وبعض الناس قابلنا بالدهشة في الشارع لكن الجميع استأنس للفكرة فكثيرا ما يوقفنا رجال الأمن لغرض التقاط الصور التذكارية، و في بعض الأحيان يتركوننا نسير في الخط العسكري الذي لا يسمح بدخوله لغير القوات الأمنية". ويؤكد أن "عربته ستشارك في أسبوع المرور الذي تقرر أن يقام هذه الأيام، حيث ستكون العربة على رأس الموكب الممثل لقاطع الكرخ".وكانت مديرية المرور العامة قد أعلنت عن تنظيم أسبوع المرور اعتبارا من يوم أمس بمشاركة فعاليات مختلفة.احد زبائن المطعم "فارس كريم 40 سنة"، يقول: أعشق ركوب الربل من صغري ولهذا دعوت أبنائي للمطعم كي يشاهدوا الربل وشرحت لهم تاريخه وكيف كان يتنقل داخل أحياء بغداد وأزقتها. أما "عمر سعد 22 سنة" يصف فكرة ظهور الربل في الشارع البغدادي بأنها أكثر من رائعة لأنه يمثل تاريخ العراق بصورة عامة كتراث وسياحة وجمالية، ويتساءل سعد عن نجاح هذه العربة في ظل عاملين رئيسيين هما: "زحام الطرق وحر الصيف".دخلت عربة الربل إلى بغداد مطلع العشرينات عندما تم استيرادها من قبل أحد التجار العراقيين من بلاد الهند وكان عددها آنذاك عشرة ربلات فقط، وبعدها انتشرت أعداد كبيرة من هذه العربة بل وقد تم تصنيعها في العراق وأخذت بانتشار واسع حيث كانت تنقل راكبيها داخل أحياء بغداد ونقلهم من جانب الكرخ الى الرصافة وبالعكس.وإضافة إلى خضوعها لنظام مروري صارم في عهد الاحتلال البريطاني للعراق حيث تم تكليف جندي انكليزي يدعى "ابو دية" بواجب شرطي مرور لتنظيم سير الربلات في أحد شوارع بغداد وكان يفرض على المتجاوزين غرامات باهظة في حينها و"التجاوز" يقصد به هو أن يقوم صاحب الربل بحمل شخص بجانبه أي مقعد القيادة وحمل أكثر من أربعة أشخاص، إضافة إلى أنه إذا كانت العربة غير مجهزة بفوانيس جانبية مضيئة وجرس للتنبيه.تتكون عربة الربل من مقعد أمامي مرتفع لسائق العربة ويطلق عليه "العربنجي" وفانوس مخروطي الشكل ينار ليلا على جانبيه إضافة إلى وجود جرس للتنبيه مربوط بحزام على بطن الحصان. أما الركاب فمقعدهم تطوقه مضلة متحركة للأمام والخلف تسمى "بالشمسية" تمتاز بالسواد وأقل ارتفاعا من مقعد السائق وتحتوي العربة على مجموعة من الإنارة والثريات البغدادية.استمر الربل يجوب شوارع وأزقة بغداد إلى أن اختفى وأحيل على التقاعد في نهاية سبعينات القرن الماضي بعد انتشار وسائط النقل الحديثة ليصبح بعدها جزءا من التراث البغدادي المنقرض.وبدأ الربل يظهر بالشارع البغدادي بعد فقدانه سنين عدة فقد تميز أحد المطاعم في بغداد بالتراث وحبه للمعالم البغدادية التراثية القديمة واحتضانه لأكثر الصور التي فقدت من بغداد إضافة إلى وجود عربة الربل التي أسرَت ناظريها ومحبيها.
الربل يعود إلى بغداد..وأصحابه يصرون على المشاركة في أسبوع المرور
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 مايو, 2012: 09:33 م