في مثل هذا اليوم من عام 1889 ، ولد في مدينة النجف محمد رضا الشبيبي ، أحد أعلام اليقظة الفكرية في العراق الحديث ، الشاعر الفحل ، والباحث الرصين ، والمحقق القدير ، والسياسي المعتدل . ولد الشيسبي في أسرة علمية كبيرة ، فأبوه الشيخ محمد جواد الشبيبي ، أحد أعلام عصره أدبا وعلما ، وتوارث أبناؤه ملكته ، واشتهر أمرهم كالشيخ محمد باقر ومحمد حسين وسواهما .
ومنذ أوائل القرن العشرين ، أخذ اسم محمد رضا الشبيبي يبرز في الساحة الأدبية في بلدته النجف التي كانت تعج بالمدارس العلمية والمنتديات الأدبية ، وأخذ شعره المنشور على صفحات مجلة ( العرفان ) اللبنانية يثير الأوساط الأدبية ، إذ كان شعرا عصريا يتناول قضايا العصر بروح جديدة وثابة . لقد اعتنق الشبيبي الأفكار الحديثة التي فشت بعد الانقلاب الدستوري في الدولة العثمانية ، إلا انه اهتم بقضايا وطنه ، وأصبح أحد أركان الحركة الوطنية العراقية التي برزت بوضوح بعد الاحتلال البريطاني للعراق ، وعندما اندلعت الثورة العراقية عام 1920 كان الشبيبي رسول الثورة إلى ملك الحجاز للمطالبة بتأسيس دولة عراقية ، وبعد تأسيس الدولة الجديدة ، تولى الشبيبي مناصب نيابية ووزارية رفيعة ، وأصبح أحد وجوه العراق السياسية والعلمية والأدبية ، وعندما تأسس المجمع العلمي العراقي عام 1947 تولى رئاسته لسنوات طويلة ، كما انتخب لمجامع علمية ولغوية عربية عديدة . ورغم نشاطه السياسي الذي يتسم بالاعتدال والهدوء والمعارضة البرلمانية المثمرة ، فإن نشاطه العلمي التحقيقي لم يتوقف ، فأصدر العديد من المؤلفات التي تناولت تاريخ العراق وحضارته في العهود الإسلامية والمتأخرة ، وصب جهده لدراسة آثار ابن الفوطي ، حتى أصبحت تلك الدراسات مراجع جليلة للباحثين . وفي السنوات الأخيرة من حياته ركن إلى العزلة والبحث ونظم الشعر الوجداني ، حتى توفاه الله في عام 1965 . وقد تناولته العديد من الدراسات والبحوث .rn رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: ولادة الشــبـــيــبي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 6 مايو, 2012: 07:30 م