TOP

جريدة المدى > محليات > فقر الحال وغلاء العلاج يعيقان الطفل حسين عن التمتع ببراءته

فقر الحال وغلاء العلاج يعيقان الطفل حسين عن التمتع ببراءته

نشر في: 6 مايو, 2012: 09:06 م

 بغداد / دعاء آزادبنظرات أمل ويأس وحب وحزن، تنظر ضحى ذات الـ30 عاما إلى ابنها الأوسط الذي لم يتجاوز عمره الأربع سنوات وهو يتعلم أبجديات الحياة، وفي خلسة من أطفالها تنساب دموعها كلما صدرت عن أحمد مشاكساته البريئة، إذ بالرغم من سعادتها بنمو ولدها إلا أن ذلك يذكرها بابنها البكر حسين الذي بلغ سن الخامسة ولم يتعلم الكلام بعد وما يزال لا يستطع المشي أو حتى الوقوف على قدميه.
ضحى التي تسكن في محافظة البصرة، مع زوج لم يحالفه الحظ بالحصول على فرص عمل في الدوائر الحكومية أو غيرها، إلا مؤخرا، حيث تطوع كجندي في الجيش، وهما يسكنان في منزل عائلة الزوجة مع أطفالهم الثلاثة، اكبرهم حسين بعمر خمس سنوات، وأحمد بعمر أربع سنوات، وابنتها التي ما زالت في شهرها الخامس. في البداية لم يدع والدا حسين باباً يسهم بشفائه إلا طرقوه، على الرغم من سوء أوضاعهما المادية وارتفاع أسعار العلاج، ما اضطر ضحى لبيع مصوغاتها الذهبية، ودفعهم إصرارهم على إيجاد علاج لمرض ابنهم إلى التنقل من طبيب لآخر عسى أن يجدا حلا، وفي النهاية وبعد وقت طويل بين أروقة المستشفيات والعيادات الحكومية منها والخاصة انتابهم الملل واليأس من شفاء طفلهم، بحسب ما ذكرت ضحى لـ"المدى".وتضيف "عندما ولد حسين لم يكن يعاني من عاهة أو مرض، ولكن بعد مرور 40 يوما استنشق شيئا قليلا جدا من البودرة التي تستعمل للأطفال ما سبب له ضيقا في التنفس وأصيب بما يعرف باللغة الدارجة بـ(الشمرة) ولكنه تماثل للشفاء بعد فترة".وتابعت بالقول: "لم يستطع ابني التحرك كباقي أقرانه إلا بعد أن جاوز السنة الأولى من عمره"، مضيفة "انتظرنا لفترة طويلة كي يصلنا الدور لفحصه بجهاز المفراس الحلزوني، لكن نتيجة الفحص سببت لنا صدمة كبيرة إذ اتضح أنه يعاني من ضمور في الخلايا الحركية لذلك سيتأخر نموه".وتبين ضحى " إن ولدي لا ينطق سوى كلمتين (بابا، ماما) ولا يقوى على الوقوف إلا على رؤوس أصابعه بعد أن يضم قدميه إلى بعضهما لكي يتمكن من الوقوف على الرغم من تجاوزه الخامسة من العمر".وتفيد ضحى بأنه "في بادئ الأمر رجح الأطباء أن يكون وزنه الزائد سببا في تأخر حركته، إذ كان يعاني من السمنة، أما الآن فوزنه قل بفارق كبير عن السابق، لكن وضعه الصحي لم يتغير، هذا فضلا عن أنهم يعتقدون أنه يعاني من نقص في الأوكسجين عند الولادة"، موضحة أن حسين ولد في شهره السابع من الحمل لذلك وضعوه في حاضنة الأطفال (الخدج) "وقد يكون الأوكسجين في تلك الحاضنة ليس كافيا".وتشير إلى أن الطبيب أكد لها في آخر زيارة أن حسين لن يمشي إلا بعد سن السادسة.وتذكر ضحى "أقاربي نصحوني بمراجعة طبيب قالوا أنه جيد، لكني لن أذهب لأني لا أملك أجرة كشف هذا الطبيب، فضلا عن الدواء الذي سيصفه لي خاصة وأن سعر العلاج مرتفع، وبالإضافة إلى ذلك لدي طفلان بحاجة للرعاية والاهتمام أيضا".وتلفت إلى أنه مؤخرا حصل زوجها على فرصة تعيين في الجيش "لذلك قررنا أن نوسع غرفتنا التي نسكنها ضمن بيت أهل زوجي لكونها لم تعد تكفينا، لذلك وضعنا كل ما ندخر في هذا البناء".وخلصت ضحى "بالرغم من اليأس الذي ينتابني إلا أن هناك بصيص أمل ضعيف بشفاء ولدي، لأنني أشاهد في وسائل الإعلام حالات مرضية أسوأ من حالة ابني تماثلت للشفاء"، متمنية أن ترى ابنها ينمو ويتحرك كباقي أقرانه لأنه حسب وصفها "فرحة عمرها".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة
محليات

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة

 ذي قار / حسين العامل   أعربت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram