اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المخرجة روناك شوقي:الرؤية المسرحية لا تكتمل بالعروض بل بلحظات الاكتشاف

المخرجة روناك شوقي:الرؤية المسرحية لا تكتمل بالعروض بل بلحظات الاكتشاف

نشر في: 7 مايو, 2012: 07:54 م

لندن/ عدنان حسين أحمدلا يقتصر اهتمام الفنانة المسرحية روناك شوقي على الإخراج حسب، وإنما يمتد إلى التمثيل وإعداد النصوص المسرحية من قصص وروايات عربية وعالمية على الرغم من ولعها الملحوظ بالأدب الروسي، المسرحي منه على وجه الخصوص. درست روناك التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد وتخرجت فيه عام 1977،
 ثم واصلت دراستها العليا في معهد (غيتس) بموسكو حيث نالت شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي. أعدّت روناك وأخرجت أكثر من عشرين عملاً مسرحياً نذكر منها [ (المومس العمياء)، (ريح الجنوب)، (نساء لوركا)، (أنتيغونا)، (راكبو البحر)، (شهرزاد)، (مس جوليا)، (بيت برنارد ألبا)، (المخبر)، (الجلادان)، (خارج الزمن)]، كما أخرجت هذا العام مسرحية (عندما تهوي الملائكة) وهي نص مُعّد عن رواية قصيرة تحمل عنوان (العنبر رقم 6) للقاص والكاتب المسرحي الروسي الشهير أنطون تشيخوف. ونظراً لغزارة تجربتها الفنية تمثيلاً وإعداداً التقيناها فكان هذا الحوار:*هل تشكلّت رؤيتكِ الإخراجية في معهد الفنون الجميلة ببغداد حينما درستِ التمثيل والإخراج، أم في معهد (غيتس) في موسكو حينما تخصصت في الإخراج المسرحي، أم لاحقاً بعد تراكم الخبرات والتجارب؟- ربما تراكم الخبرة والتجربة الحياتية والقراءة أثّرت بشكل أو بآخر على مسار تجربتي المسرحية، وكذلك فإن التنقّل في المهاجر المختلفة واكتساب ثقافة الآخر شكلّتا لديّ قاعدة  متغيرة في التعامل ودعّمت رؤيتي المسرحية رغم بساطتها، ولكن كل تلك العوالم وغيرها وطّدت عندي فكرة التحرر من هيمنة أسلوب على آخر. أهم العوالم التي ساعدتني على  إنضاج تجربتي المسرحية هي حرية التعبير، وحرية اختيار الموضوعة. نعم هناك أساسات قوية وجهتني الوجهة الصحيحة وهي أنني تتلمذت على أيدي أساتذة مهمين ابتداءً من معهد الفنون الجميلة حيث كان أستاذي قاسم محمد الذي أسس في توجهي الجاد في اختيار موضوعتي والعمل على خلق ممثل يعي نظرية التعامل مع الأداء المسرحي بكل أبعاده، ذلك لأنه تتلمذ على منهج من أهم المناهج المسرحية في العالم وهو منهج ستانسلافسكي  في التمثيل والإخراج. قاسم حاول بشكل وآخر اعتماد ذلك المنهج في توجهي كممثلة ومخرجة وأثّر على جيلي وأجيال أخرى، أما أستاذي بهنام ميخائيل فقد علمني أخلاقيات  المسرح وقداسته واحترام كل المفردات الملحقة به والتعامل معه على أساس أن المسرح هو المكان المقدس يدخله المسرحي والمشاهد من أجل الاعتراف وتطهير النفس. هذان العنصران الحرفية والأخلاق كانا أهم المبادئ التي أثّرت في توجهي المسرحي وكانا هاجسي في العمل مع الممثل وفي تأسسي لرؤيتي الإخراجية وتجربتي في التعامل مع الإنسان الذي هو بطلي الأساسي، أما ما يخص دراستي في (غيتس) فبالتأكيد هي الورشة الحقيقية في توجهي كمسرحية، فقد درستُ على أهم المدارس المسرحية الحديثة التي خرّجت من معطف ستانسلافسكي حيث البحث والتجديد الدائمين في تدريب الممثل وعلاقة المسرح بالفنون الأخرى. في تلك الفترة كان معهد (غيتس) يضج بأهم الأسماء المسرحية والأفكار والتجارب التي أثّرت بالحركة المسرحية العالمية، في السبعينيات والثمانينيات كان هناك نشاط دؤوب من أجل إنتاج عروض مسرحية تتسم بالحداثة والخروج عن التقليد، فعلاً كان المسرحيون في موسكو وبطرسبورغ في حالة بحث مستمر عن وسائل تعبيرية جديدة  تؤثر وتتأثر بالأساليب الخارجية. * تميلينَ إلى المسرح الروسي كثيراً ويكفي أن نشير هنا إلى مسرحية (وحشة وقصص أخرى) لأنطون تشيخوف التي أعددتها في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. هل لكِ أن توضحي لنا سرّ تعلقكِ بالمسرح الروسي، وما هي المعطيات الفنية التي يزوِّدك بها هذا المسرح العريق؟     - نعم، أنا أميل إلى المسرح الذي غذّى لديّ فكرة البحث والابتكار في الشكل والمضمون و( البناء السيكولوجي ) أحد أهم المفردات التي تركز عليها المدارس الروسية في تدريب الممثل، لذلك كان هذا توجهي في العمل مع الممثل وهو البحث المستمر في كينونات الإنسان، ربما أجد ذلك يتجلى في شخصيات الأدب الروسي. نعم، أحب العمل على الأعمال المسرحية الروسية مثل تشيخوف، وليرمنتوف، غوغول وغيرهم، ولو كنت متفرغة ولديّ دعم مسرحي، ولدي ممثلون لوضعت هذا الأدب كسلسلة مسرحية لدراسته ولإنتاجه، لما يحتويه من قراءة معاصرة لواقعنا وللإنسان الذي يعيش في زمننا بصراعاته الداخلية، إنه خزين روحي لا ينتهي عند عمل واحد، لقد تعدى الواقعية إلى مدارس أكثر حداثة. وليس اعتباطاً أن تنتج مسارح لندن بالسنة الواحدة أكثر من سبعة أعمال مسرحية لتشيخوف، أو كثرة  من الأعمال تنتج أكثر من مرة ويعود على إنتاجه بأساليب متغيرة وهذا يدل على أن هذه النصوص حية لا تنتهي عند هذا المسرح أو ذاك، هذا الأدب يحمل في طياته كل صفات الشر والخير، ويحمل مفاهيم كثيرة من العبث واللاجدوى والاغتراب الكامل الذي يشعر به إنساننا المعاصر، وفيه قراءة لواقعنا، فشخصيات هذا الأدب فيها من مفردات بطل هذا الزمن (الشرف، الفضيلة، السلطة، العنفوان، العذاب، الأحلام المؤجلة) كل تلك المفردات وغيرها مما يجعل العمل على هذه النصوص مختبراً مسرحياً في تشكيل أسل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram