علاء حسن أبناء العشائر من الجيل السابق في قرى محافظة ذي قار يعرفون من هو "عبد آل رحم" المتخصص بمعالجة الأمراض بـ"الجوي" أي الكيّ الذي يوصف بأنه آخر العلاج للشفاء من امراض مستعصية وأوبئة كانت سائدة وقتذاك في قرى وارياف الناصرية، فترك على رؤوس الكثيرين من ابناء عشائر حجام وبني ركاب وعتاب والشويلات وعكيل علامة علاجه
"جوية بحجم الدرهم وسط الرأس"، مع إشادة بقدراته الطبية، لانقاذه الآلاف من الموت بمرض الكوليرا، فضلا عن قدرته على معالجة الجدري والرمد، والرجل لم يكن يستوفي أجورا مالية لقاء تقديم خدماته، وحينما يحل في مضيف احد الشيوخ او الوجهاء يتوافد المرضى للاستعانة بإرشاداته وعلاجاته، وهو يقدمها بكل امتنان مع التمنيات بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية.عبد آل رحم ولد في العام 1905، وفارق الحياة مطلع سنة 1985، وطيلة سنوات إقامته بين عشائر الناصرية لم يفارق المنطقة إلا في العام 1920 متوجها إلى البصرة ليشارك في حملة التلقيح ضد مرض الكوليرا، ثم عاد إلى مكان إقامته ليواصل عمله، ويترك لمساته على الرؤوس. نائب عن محافظة ذي قار أعلن قبل أيام قليلة أن تجاوز الأزمة السياسية في العراق يتطلب إلغاء مجلس النواب الحالي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وما ذكره النائب عن ائتلاف دولة القانون، أثار ردود أفعال متباينة بين مؤيدة ومعارضة، ولاسيما ان الدعوات التي انطلقت سابقا لإجراء انتخابات مبكرة قوبلت برفض نواب من التحالف الوطني الذي يقود الحكومة ومنهم صاحب الدعوة الجديدة، وهو بالتأكيد "يعرف عبد آل رحم" ولمسته الشهيرة على رؤوس ابناء عشائر الناصرية، وربما لهذا السبب وجد النائب في طريقة "آل رحم" السبيل الوحيد لانقاذ العراقيين من أزمة سياسية اندلعت منذ نهاية العام الماضي، ومازال فتيلها مشتعلا نتيجة الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة والشد والجذب بين القوى الممثلة في مجلس النواب.بعض النواب وصفوا دعوة زميلهم بأنها غير جدية، وربما تخفي وراءها أهدافا لغرض الحصول على مكاسب لصالح جهة معينة على حساب أخرى، خصوصا إن التصريح يصدر للمرة الأولى من قبل الائتلاف الحريص على ديمومة الحكومة الحالية المشكلة على وفق توافقات استغرقت ثمانية أشهر لتحقيقها. باعتماد قاعدة الكيّ آخر العلاج، المشهد السياسي العراقي اليوم بأمس الحاجة لخدمات مماثلة لما كان يقدمه "عبد آل رحم" لكنه لم يترك بديلا له ليقوم بدوره ليس في مجال العلاج الطبي، وانما بالتخلص من الأزمات المستعصية، ودعوة النائب تستحق الدعم والتأييد، لأنها جاءت في وقت، عجزت فيه الأطراف السياسية كافة عن حلحلة الأزمة بالحوار والمؤتمرات، ولم يتبق سوى الكي أي الجوي على طريقة "عبد آل رحم" لإنقاذ العراقيين من وباء الخلاف السياسي.
نص ردن:"جوية" عبد آل رحم
نشر في: 7 مايو, 2012: 09:02 م