ترجمة ابتسام عبد اللهباراك أوباما، الرئيس الذي فاز بجائزة نوبل للسلام بعد أقل من تسعة أشهر لتنصيبه، قد تحول إلى أشد القادة الأميركيين هجوماً وعدوانية على مر العقود. لقد ساعد الليبراليون على انتخاب أوباما جزئياً بسبب معارضته للحرب على العراق ولن نستعرض هنا كافة انجازات أوباما العسكرية، لأنها كثيرة جداً.
وشن أوباما هجومه على قيادة القاعدة، وأسقط الديكتاتور الليبي، وشن هجمات جوية (بلا طيارين) على الباكستان، وأشعل فتيل حرب مقنّعة في اليمن والصومال، وأوعز بزيادة أعداد القوات الأميركية في أفغانستان. كما انه أصبح أول رئيس أميركي يجيز اغتيال مواطن أميركي، أنور العولكي، الذي ولد في نيومكسيكو ولعب دوراً فعالاً في القاعدة وقتل في اليمن بواسطة طائرات أميركية (بلا طيارين). كما أن أوباما، كما هو معروف، أصدر أوامره بالهجوم على أسامة بن لادن وقتله.ومن دواعي السخرية، أن الرئيس استخدم خطابه أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام من أجل شرح فلسفته تجاه الحرب. وقد أوضح أن معارضته للحرب العراقية لا تعني مطلقاً تبنّيه للسلم:إني أواجه العالم كما هو، ولن أقف متفرجاً في وجه تهديدات للشعب الأميركي"، هذا ما قاله أمام لجنة نوبل، مضيفاً: "من أجل عدم الوقوع في الخطأ. إن الشر موجود في العالم. وحركة اللاعنف لم يكن بوسعها إيقاف جيوش هتلر. إن المفاوضات لن تقنع قادة القاعدة بالتخلي عن السلاح. إن القوة مطلوبة أحياناً – انه اعتراف بالتاريخ، عدم كمالية الإنسان، وحدود العقل".إن اليسار الذي دان جورج دبليو بوش بصوت عال، للعنف الذي استخدمه تجاه السجناء في غوا نتانمو، لم يتحرك عندما أصبحت إدارة أوباما الحكم والجلاد وأمرت بـ 250 طلعة جوية لطائرات بلا ربّان، منذ عام 2009 في الباكستان وأدى ذلك إلى قتل 400،1 شخص على الأقل.إن استعداد أوباما لاستخدام القوة – وسجله العسكري – قد جلب له تأييداً قليلاً في اليمين. فالمحافظون، يرونه ميالاً للسلام. ونجد انه بالنسبة لليمين واليسار، فإن سجل أوباما لا علاقة له بالإدراك الشعبي العام لقيادته، على الرغم من استعراضه الدائم لرغبته في استخدام القوة، إذ أن كلا الطرفين لا يعتبرونه رئيساً محارباً (كما هو).وكانت أولى تجارب أوباما العسكرية، قد جاءت بعد تنصيبه رئيساً بثلاثة أشهر، عندما قبض القراصنة الصوماليون على ريتشارد فيليبس، قائد السفينة الأميركية الاباما، في المحيط الهندي. وقد أمر أوباما باستخدام القوة من اجل إنقاذ فيليبس.كما أن أوباما بعد تسلمه المنصب، جدد تأكيده للحرب مع الإرهاب، في حين دعا الليبراليون إلى التفاوض. ولكن الرئيس الاميركي أعلن "الحرب ضد القادة وحلفائها".وقد لجأ أوباما في حربه إلى الطائرات بلا ربّان. ففي زمن بوش، كان هناك هجوم بتلك الطائرات في الباكستان كل 43 يوماً، بينما نجد إدارة أوباما تشن هجوماً مماثلاً كل أربعة أيام. وفي خلال عامين من حكمه، نجد الرئيس - الذي فاز بنوبل السلام - في حرب مع ست دول مسلمة: العراق، أفغانستان، باكستان، الصومال، اليمن وليبيا. فالرجل الذي ذهب إلى واشنطن كرجل ضد الحرب، أصبح أكثر شبهاً بروزفيلت منه إلى جيمي كارتر.إن المقارنة بالسرعة التي تصرّف بها كل من أوباما والرئيس السابق بيل كلينتون إزاء التدخل العسكري تبيّن إن كلينتون لم يفعل شيئاً إزاء سقوط طائرة بلاك هوك في الصومال عام 1993 كما انه لم يفعل شيئا في عام 1994، تجاه ما بدا حملة إبادة شاملة في رواندا. كما أن البوسنة كانت على حافة الإبادة الشاملة، قبل أن يتدخل كلينتون بعد عامين للتدخل. وفي المقابل نجد أن أوباما لم يستغرق سوى أسابيع معدودات لاتخاذ قراره بالتدخل في ليبيا عام 2011. وبدأت حملات جوية على القذافي بالتعاون مع الأمم المتحدة وحلف الناتو.وقرارات أوباما العسكرية لن تدهش أولئك الذين انتبهوا بدقة إلى ما قاله في 2007، (أيام الحملة الانتخابية):"إن كانت لدينا معلومات دقيقة عن أهداف إرهابية عالية القيمة، ولم يبادر الرئيس برويز مشرف اتخاذ ما يلزم، فإننا سنقوم بذلك".كما أن أوباما، ما أن جلس على كرسي الرئاسة حتى بادر زيادة أعداد العاملين في الاستخبارات الأميركية في الباكستان، وزيادة الطلعات الجوية.rnعملية أبو تاباد – اصطياد بن لادنولكن الموضوع الأهم الذي شدّ أوباما لاستخدام القوة، كان قراره بإرسال وحدة (ينعني سيل 6) الجوية الى ابو تاباد لاصطياد بن لادن. وإن كانت تلك العملية قد فشلت، فإن الأمر كان سيؤدي إلى ضرر تام بالنسبة له.وقد نصح المستشارون السياسيون أوباما بأن ذلك الهجوم سيؤدي إلى إساءة العلاقات ما بين اميركا والباكستان وسيجعل الحرب في أفغانستان أشد صعوبة.كانت التحديات كبيرة، إن هجوماً بالهليكوبتر قد يتحول إلى هزيمة كما حدث في الصحراء الإيرانية عام 1980، عندما أمر كارتر بمهمة لتحرير الرهائن الأميركيين في طهران والتي انتهت بمقتل 8 من المدنيين الأميركيين ولم يتم إطلاق سراح أحد.وفي الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الوطني أعطى أوباما فرصة لكافة مستشاريه للكلام: ما موقفك من الامر؟ و "بماذا تفكر؟". وقال معظمهم في أجوبتهم: إن المهمة صعبة جداً، بينما قال نائب الرئ
أوباما.. رئيس محارب
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 8 مايو, 2012: 07:49 م