اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الإسقاط الثقافي والإيديولوجي على الفيلم السينمائي

الإسقاط الثقافي والإيديولوجي على الفيلم السينمائي

نشر في: 9 مايو, 2012: 08:28 م

كاظم مرشد السلّوم لا يخلو تناول أي حادثة حقيقية سينمائياً وجعلها الثيمة الأساسية للفيلم من إسقاط ثقافي وأيديولوجي، تبعا لثقافة هذا المخرج أو ذاك، وربما تبعا لما تريده الجهة المنتجة للفيلم.  فعلى سبيل المثال إن التعامل مع حادثة 11 سبتمبر وضرب البرجين التوأم ينظر إليها الفنانون كل حسب وجهة نظره، وهي نظرة لا تخلو من تأثير واضح لثقافة هذا المخرج أو ذاك، وقد قامت إحدى الشركات السينمائية متمثلة بثلاثة منتجين هم (الآن بريغان ،جاك بيران، نيكولا مورفي)
 بتكليف 11 مخرجا من 11 بلدا لعمل فيلم من 11 دقيقة عن حادثة الحادي عشر من سبتمبر، كل بمفرده وبحسب رؤيته للحدث تاركين لهم حرية الاختيار وبحسب تجربة وحس وخلفية المخرج الثقافية والتاريخية والفنية وقد وجهت الدعوات إلى كل من :-كيــان لوتش- الملكة المتحدة-كلود ليلوتش - فرنـســــا، شيـــــــــــــــــتن بين- أمـــــــــــــــــــــــريكـــــا ،غوانزاليز انريتو- المكسـيك،  يوسف شاهين- مصـــر، سميرة مخلباف                     - ايران، أدريسا أدويد راووغو- بــــــوركينا فاسو، ميرا نايير- الهنـــــد، دانيس تافونيك- البــوسنة، شوهي ايمامورا- اليـابان، جيتاي عاموس- أســـرائيل. وقد جاءت الأفلام على وفق رؤى خاصة بكل مخرج إزاء هذه الواقعة الحقيقية ولكن بإسقاط إيديولوجي وفكري يمثل ثقافة بلد المخرج ونظرة شعب هذا البلد إلى الواقعة من خلال وجهة نظرهم الخاصة إلى الولايات المتحدة والى نظامها الرأسمالي والى ما تقوم به من حروب في أرجاء العالم، لذلك كان الواقع الحقيقي واحداً، وهو ضرب برجي التجارة العالمية ، ولكن الرؤيا إلى هذا الواقع تباينت بين مخرج وآخر، فرؤية "يوسف شاهين" للحدث اختلفت تماما عن رؤية المخرج الإسرائيلي "جيتاي عاموس"  كون الموضوع له علاقة بصراع يمتد لعقود عدة بين إسرائيل والعرب الذين لهم موقفهم الخاص من الولايات المتحدة بسبب استمرار تأييدها لما تقوم به إسرائيل في المنطقة. وجاء تناول الواقع في هذه الأفلام على النحو الاتي:    حاول كين لوتشن في فيلمه الخروج من الشكل النمطي للأفلام التسجيلية محاولاً جعله مثيراً للذهن ومحفزاً لإتباع أساليب تفكير نفسية تجمع بين خيطين متباعدين هما قسوة وجبروت الجنرال الدكتاتور بينوشيه وبين تفجير برجي التجارة. مراهناً على قدرة المشاهد على الربط بين الاثنين وتقوم قصة الفيلم على أن هناك (كاتب أو صحفي لاجئ في بريطانيا) يشعر بالتعاطف مع الأميركيين بسبب تفجير الإرهابيين لبرجي التجارة العالميين ومقتل الآلاف من الأميركيين ولكنه يجعل من هذه المناسبة مناسبة للقول بأن القتل والعنف قبيح بشكل عام متى ما حدث ومن قبل أي جهة ويساوي بين حادثة تفجير البرجين وبين دكتاتورية بينوشيه، الذي ساعدته مخابرات الولايات المتحدة للتسلط على شعبه والإيغال في تصفية مناؤيه حتى وصلت أعداد ضحاياه أضعاف أعداد ضحايا الحادث الأميركي، هذه العاطفة لم تكن في حد ذاتها سوى «الرؤيا» التي تعبر عن تلك اللحظة الغامضة التي نشعر فيها فجأة بأننا أمام مقارنة ومقاربة حقيقية بين جريمتين تتكافأن في النتائج وتتغايران في الأسباب وجهة التنفيذ، ولم يعمد المخرج هنا إلى محاولة تبرير الجريمة بسبب جريمة سابقة وان كانت هناك مبررات موضوعية فـ(النتائج مرهونة بمقدماتها)، ولكنه عمد إلى التعبير عن الرفض بالتعاطف، لاستدراج الأميركي للتعاطف مع ضحايا شعبه كما يتعاطف الراوي التشيلي معه ، وقد لعب المونتاج دورا محوريا في تهيئة مقومات المقارنة بانتقالات مقنعة أشبه ما تكون بمن يقيم تجربة علمية في مختبر كيماوي ليثبت صحة فرضية ما، وكرس حيادية المخرج من الحادثة وأكد انحيازه للحياة وإدانته للجريمة في كل زمان ومكان.   وبالتأكيد لم يستطع المخرج أن يتحكم بحركة الكاميرا في المقاطع التسجيلية كونها أجزاء من مادة صحفية تلفزيونية وهي كثيرة في الفيلم إلا انه بكل تأكيد تحكم بحركتها وبحجوم اللقطات التي تم تصويرها داخل الأستوديو ليعطي الفيلم جنسه بين الأفلام الروائية وليس التسجيلية فكلما يعرض لقطات القتلى في التظاهرات التي جرت في تشيلي استخدم اللقطات الكبيرة التي تظهر الانفعال واضحا على وجه الراوي كما أظهره بلقطات متوسطة في أوضاع توحي بالتأمل كما فعل دور الإضاءة لتعكس مقدار الضغط النفسي الذي تعانيه الشخصية وتجد مقابلها الموضوعي في لقطات على وجوه الأميركيين الهلعين من هول الحادثة وفداحتها ، وفي النهاية خرج الفيلم معتمداً بشكل جوهري على المادة التسجيلية أكثر منه على المادة الروائية.     وجاء فيلم كلود ليلوتش روائيا جعل من الصورة التسجيلية بؤرة يدور حولها الحدث الرئيس حيث يحكي قصة شابة فرنسية صماء تقيم في الولايات المتحدة الأميركية وهي على علاقة بشاب أميركي يعيشان حياتهما معا ويتفاهمان في ما بينهما بلغة إشارية، وقد حدث بينهما إشكال أدى الى أن يتركها الشاب حيث كان يتباهي وبغرور كونه أميركيا ، على الرغم من حاجتها إليه ومع احتمال عدم عودته ثانية تدخل الشابة الفرنسية بدوامة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram