اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > على المسرح .. صوفي "مايم" مارسو

على المسرح .. صوفي "مايم" مارسو

نشر في: 9 مايو, 2012: 08:29 م

ترجمة: عباس المفرجيهذا واحد من العروض التي كانت ذائعة الصيت، هذا الخريف : صوفي مارسو تعود إلى المسرح، الذي لم تصعد إلى خشبته منذ عام 1993 (في مسرحية "بيغماليون" ، جورج برنارد شو ، إخراج برنار مورا على مسرح ايبرتو ) ، بعد ظهورها الأول في 1991 ، في مسرحية "ايروديس" لجان انوي ، وإخراج جورج ويلسون. هنا تمثل مارسو مسرحية من دور واحد، نقلا عن السويدي انغمار برغمان ، "تاريخ روح" . قُدِّم هذا العرض على مسرح ديه سيلستان ، في ليون 16 أيلول ،
 بعد مسرح روند - بوان ، وجولة جزئية في لوريان ، نيس وايكس – ان - بروفانس.نحن نفهم أن الممثلة كان قد استهواها هذا السيناريو الذي كتبه السينمائي السويدي فارو [برغمان]، الذي كان يتمنى إخراجه في لقطة كلوز - آب واحدة طويلة، لكنه لم يستطع تحقيق حلمه (تحوّل السيناريو إلى مسرحية، اعدّتها الممثلة جين فريدمان وحرّرها برغمان)."تاريخ روح" هي توليفة جميلة نسمع فيها أصوات داخلية لامرأة، اسمها فكتوريا ، في لحظة عودتها إلى حياتها الآيلة إلى التمزّق . تمرّ داخل رأسها أحلامها المجهضة ــ كانت تطمح إلى أن تصبح ممثلة، لكنها لم توّفق ــ طفولتها وهي ابنة لقس، زواجها المخفق من ألفرد الخائن، وهو قس أيضا، ثم انهيارها الذي قادها إلى مصحّة الأمراض العقلية . ((الصعوبة، بالطبع، هي أنني أعيش في فراغ، أملأه بأحلامي واستيهاماتي))، تقول فكتوريا، التي تكتب قصائد لا يقرأها أحد. هذا هو الأمر ، فضاء من الأحلام والإستيهامات، والـ ’’روح‘‘ الداخلية لامرأة، التي هي ثمن لنص تُظهِر فيه بنيدكت اكولاس (مخرجة المسرحية) كم هي الحياة اليومية حسنة، كي لا نقول عادية.مخرجة العمل ، التي تؤدي هنا ظهورها المسرحي الأول ، بعد أن تمرّنت على الرقص المعاصر ثم تعلمت في مشغل المسرح "104" لروبير كانتاريلا وفردريك فيسباش ، وضعت بطلتها بلا فائدة في فضاء مسرحي خال من الديكور ــ في المسرح ، الخلو من الديكور يمكن أن يكون مهيبا، كما في مسرح كلود ريجي أو بيتر بروك ، لكنه هنا بعيد عن ذلك ، مع هذه الستارة الرمادية الفقيرة وهذه القطع من قماش الشاش التي لا تقدّم شيئا.هذا الخيار ، كان معززا أكثر بشخصية الممثلة صوفي مارسو ، وبدورها . صوفي مارسو ، هذه التي تشبه قليلا ((البنت التي تسكن في البيت المجاور))، الممثلة في الحياة ’’الحقيقية‘‘ ، التي تشبه تلك التي نراها في السينما الفرنسية، تلعب في هذه الـ"تاريخ روح" دورها بشكل جيد، بإخلاص وسحر لا يُنكران، لكن في نبرة طبيعية طمست البعد الحلمي والشعري في نص برغمان.محفزة بهذه الطريقة بواسطة مخرجتها، نراها كذلك تحضّر عجينة حلوى، تضعها جانبا، ثم تمشي هنا وهناك، قبل أن يبلغ العرض أخيرا، قرب نهايته، عاطفة حقيقية ، مركزا على ’’روح‘‘ فكتوريا ، مقيدة في المصّحة ، وعلى روح الممثلة .لكن المجموع يبقى صقيلا بعد كل حساب ، ولا يمكنك أن تمتنع عن الحلم ، وأنت خارجا من المسرح ، بممثلة مثل هذه ذات طبيعة قوية، تسبر الأعماق على طريقة آن الفارو، على طريقة جان مورو أو على طريقة ادجاني، واستطاعت أن تجعل من هذا العزف البرغماني المنفرد يشبه سوناتة لشوبرت.عن صحيفة لوموند

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram