المدى الثقافي استذكرت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة الفنان الراحل محمود صبري الذي هاجر منذ الستينيات إلى براغ، فهو من مواليد - 1927 - بغداد – المهدية. أكمل دراسته في العلوم الاجتماعية في انكلترا عام - 1949 - درس الرسم في لندن عام 1946، أطلق نظريته في الفن التشكيلي "واقعية الكم" عام 1971، أقام معرضه الشخصي الأول في براغ .
عند افتتاح الجلسة تحدث د.جمال العتابي مدير عام دائرة الفنون مؤكداً أهمية الفنان محمود صبري الذي هاجر من بطش السلطات الفاشية متخذا المنافي بديلا قسريا آخر، وهناك وافته المنية في براغ بعد أن قضى جل حياته متنقلاً بين بلد وآخر، ثم استتب به الحال في تشيكوسلوفاكيا سابقا – في أرياف براغ – حيث كتب نظريته "واقعية الكم". وقال العتابي : في هذا المكان لا نريد أن نؤبن الفنان الراحل محمود صبري لأننا نريد صوت محمود صبري مثلما هو أراد أن يبقى خالدا ورمزا مشعا وإبداعيا كبيرا في مسيرة الفن التشكيلي العراقي ، ولا أريد أن أتحدث عن هذا المنجز الكبير الطويل على مدى أكثر من ستة عقود من الزمن ، ولكن أريد أن اخرج عن هذا المألوف في طريقة التقديم والترحاب بكم في هذا الحفل ..قدّم الجلسة الإعلامي سعد نعمة، مشيرا إلى أهمية ودور هذا الفنان الرائد الذي أثرى بدوره النتاج التشكيلي العراقي من خلال أعماله التنظيرية والتشكيلية .وتحدث الأستاذ فوزي الاتروشي وكيل وزير الثقافة، الذي أعرب عن أسفه لفقدان هذا الفنان الكبير وقال : نحن مدينون للرواد الذين كانت قلوبهم وعواطفهم بين الوطن والغربة وقد حملوا الوطن إلى هناك ، وان البعض منهم لم يحظ حتى هذه اللحظة بقبر في ارض الوطن الذي ضحى من اجله ويشمل هذا الخطاب الجواهري والبياتي وسركون بولص وبلند الحيدري وآخرين . وأضاف الاتروشي أن محمود صبري احد هؤلاء، علم من الإعلام سوى كان في الوطن أو لندن أو موسكو أو براغ ، فهو كان ضمن لجنة الدفاع عن الشعب العراقي في تلك الأيام الصعبة عام 1963، حين هبت الرياح الشوفونية على الجميع أو في مناصرة الشعب اللبناني في لوحة حامل الصليب أو تل الزعتر في تضامنه مع الشعب الفلسطيني أو في تضامنه مع الشعب الكردي داخل العراق ،إذن هو علم خلط بين السياسة والفن ونجح فيهما.الناقد التشكيلي عادل كامل أشار إلى أن هناك مؤشرات في الكتابة عن الراحل قبل أربعة عقود ، بعدها كتب عدة دراسات عن الراحل نشرها في جريدة "المدى" و"البرلمان" و"الكلمة الحرة" وقال: في عام 1956، أعدت مجلة "الآداب" صفحات عن التشكيل العراقي - جواد سليم شاكر حسن آل سعيد – إسماعيل الشيخلي – حافظ جميل الدروبي – عطا صبري – فائق حسن – ومحمود صبري، كانت إجابة محمود صبري في المجلة هي اضاءات فكرية في فن التشكيل الجمالية والفنية ، ففي تلك الفترة تحديدا بعد عودة الرواد من البعثات لم تكن هناك مشكلات فكرية واضحة ، وأشار كامل الى انه كان هو الوحيد الأكثر تعرفا على الأفكار المعاصرة الحديثة، التي انتقد فيها جواد سليم وفائق حسن وحافظ الدروبي ، انطلاقا من كون الفن عاملا مغيرا، أو يسهم في تغيير الحياة وليس عاملا جماليا أو زخرفيا فقط .الناقد التشكيلي وأستاذ الفلسفة شوق الموسوي قدم ورقة بعنوان "محمود صبري أطياف وألوان فن جديد وعصر جديد" وصف الراحل بأنه من الفنانين القلائل الذين جعلوا من الفن قضية إنسانية واجتماعية كزملائه من أمثال جواد سليم وشاكر حسن آل سعيد وفائق حسن والفنان محمد غني حكمت ، وقال عنه : إن الفن لديه يرتبط بالمجتمع وبقضايا الإنسان الجوهرية ،التي تنقب في كل مرحلة من مراحله سواء كان ذلك في الجانب الأدائي او الأسلوبي او الفكري وهو يبحث عن معنى الحرية .
في دائرة الفنون التشكيلية .. محمود صبري رفيق الفلسفة واللون والحرية
نشر في: 9 مايو, 2012: 08:34 م