 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/ محمود رؤوف ورق مقوى أسمر، كتب عليه بخط متعرج "عليكم السلام"، علّق على احد الحواجز الكونكريتية لأغلب سيطرات العاصمة بغداد ، رغبة وتعبيرا  من رجال قوات الأمن عن التزامهم الصمت لأنهم وضعوا سماعات الموبايل في آذانهم لسماع الأغاني الخفيفة، وآخرون كانوا يجلسون في ركن بعيد وهادئ،
اختاروه للتكلم بالهاتف الخلوي لساعات، لكننا  نفسر ذلك بأنهم سئموا رد السلام على المواطنين الذين يتجاوزن المئات، عند مرورهم  كل يوم ذهابا وإياباً، بالمقابل توجد في نفس السيطرات لوحات خطت بخط واضح وكبير "الكلمة الطيبة صدقة"،"احترم تحترم" شتان ما بين الاثنين، المواطن البغدادي المسكين يتحمل تقلبات المزاج الذي يتبدل مع تقلبات الجو الغائم المغبر المشمس، وما لا يمكن يتحمله أن يصل الأمر إلى منعه من الوصول إلى داره، هذا ما لا يمكن أن يصدقه العاقل ، سكان محلة 654 الواقعة في منطقة حي العدل/ شارع الأسواق المركزية، بدأوا بالتذمر والشكوى والصراخ، قائلين طفح الكيل نريد الدخول إلى منازلنا... وإليكم الحكاية: المربع الذهبي  قف وانتظر دورك في التفتيش ، أين الأوراق الثبوتية "المربع الذهبي" وإن كنت لا تملكها استدر، وعد حيثما تشاء فأنت لأن يسمح لك بالمرور حتى وإن كنت تسكن في الحي ،لا تسأل ،لا تناقش، هذه أوامر ضابط الوحدة، عجيب غريب ما يحدث من قبل بعض السيطرات الأمنية المنتشرة في العاصمة بغداد، سيطرة تابعة إلى الشرطة الاتحادية اللواء الثامن تنصب سيطرة في مدخل الحي السكني الذي يتوسط عدة مناطق منها منطقة الغزالية وحي العدل وصولا إلى ساحة عدن وشارع الأسواق والبدالة وحي الجامعة ، هذه الوثائق يجب أن تبرز عند الدخول يومياً الى الحي، ومن كان تعيس الحظ ونسي حملها يبقى يدور في الشوارع إلا بعد أن تأتيه المساندة من العائلة لإيصالها له، فهل سوف يأتي يوما ويطلب منا جواز سفر ليسمح لنا بالمرور في شوارع العاصمة .جواز سفرلا تستغرب يوماً وأنت تسير في شوارع العاصمة بغداد من أن يطلب منك جواز سفرك ليسمح لك بالمرور! يقول المواطن ابو عمران: هذه السيطرة أفقدتنا الصواب لأننا نقف ساعة ونصف كل يوم من اجل الوصول إلى منازلنا، رغم معرفة رجال الأمن بنا، فما الداعي لهذه التصرفات ، فلا يسمح بمرور اي سيارة الا بعد تفتيشها بشكل كامل وإبراز الوثائق الأربعة وسنوية السيارة ولا يفرقون بين السائق الذي يكون بمفرده وبين العائلة، بينما يقول  ياسر منصور: إن السيطرة الموجودة في شارع الأسواق بحي العدل تمارس نفس الإجراءات التعسفية التي مورست أيام انعقاد القمة، مضيفا أن هناك أوامرَ غير معقولة، مثلا لا استطيع الذهاب إلى بيتي إلا بعرض بطاقة السكن على السيطرة، والضيف الذي يأتي علينا تؤخذ سنوية سيارته، وهذا ما دفع الكثير من الأقرباء إلى عدم التواصل، فهم يمارسون عملية تهجير عشوائي في المنطقة، على الرغم من خلو المنطقة من أي خلل امني، ويؤكد غني أن ما صرحت به قيادة عمليات بغداد أمر مفرح لجميع العراقيين إذا ما تحقق، وقد علّق المواطن علي جاسم من سكنة منطقة اليرموك قائلاً: نحن ندعم إزالة جميع نقاط التفتيش الأمنية من الشوارع، لاسيما تلك التي تعطل حركة المرور، ولكن علينا أيضا دعم إيجاد بدائل، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولكن ليس على حساب المواطنين.أنبوبة الحديد   أما النموذج الثاني فنجد أن اغلب سائقي السيارات اعتادوا على ما يحدث أيام الظهيرة الساخنة وهم  ينتظرون أنبوبة الحديد التي يحملها رجل الأمن في سيطرة البياع  التي يمكن أن تعطيك رخصة المرور أو الانتظار في طابور آخر على  يمين نقطة التفتيش، وسط إجراءات تفتيشية غير منضبطة، حيث يقوم رجل الأمن الموجود في ممر التفتيش بطرح بسؤال واحد فقط للسائق "هل تحمل سلاحاً" يجيبه السائق "لا"، يقول له اذهب! اذاً لماذا هذا الإجراء غير الاحترازي وغير الدقيق ولماذا يعتمد على الجهاز الذي لا يكشف من يحمل سلاحا... فيكفي طرح السؤال إذاً وليذهب الناس آمنين سالمين إلى مبتغاهم .سيطرة تضيّع الوقت في المقابل، يشير عدد من العناصر الأمنية إلى أنهم يحاولون قضاء بعضا من الوقت في مغازلة النساء وتلطيف الأجواء. احد المنتسبين في سيطرة بغداد الجديدة يحمل عددا كبيرا من قصاصات الورق التي كتب عليها اسمه ورقم هاتفه، وهو يرمي بها كلما استطاع ذلك. ويقول لـ"المدى" : قد يصل عدد الأوراق التي أعطيها للنساء إلى أكثر من عشرين ورقة يوميا، ولا استقبل غير اتصال واحد كل شهر أو شهرين من إحدى الفتيات التي رميت لها الرقم .في حين يعتبر الكثير من الشرطة والجيش المرابطون في السيطرات الأمنية أن مظهر النساء غير المحتشم "على حد تعبيرهم" يدفعهم  للتحرش. فيما يعتقد فريق آخر ان بعض النساء يحاولن بشتى الطرق لفت انتباه عناصر السيطرة إليها سواء باستخدام المنبه أو الحديث بطريقة "لينة" إلى حد بعيد.وزارة الداخلية فيما أكد مدير العلاقات والإعلام في الشرطة الاتحادية وجود عدة دورات تثقيفية، تنظم من اجل تثقيف المنتسب في الشرطة ، في كيفية تعامل