اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كراهية مشروعة

كراهية مشروعة

نشر في: 11 مايو, 2012: 06:53 م

ماجد موجدأين ذهبت مبادئ المناضلين ضد سياسات حكم البعث؟ أين ذهبت الشعارات الرنانة للساسة العراقيين الذين سجرت عيونهم بنار التعاطف والتكاتف مع شعبهم عندما كان يتلوى تحت جحيم سياسة حكم صدام؟ لماذا حين كانوا (هناك) كانوا مشاهدين بارعين لكل صغيرة وكبيرة يحصونها بدقة حد البكاء لكي يقنعوا العالم أن شعبهم مظلوم وهو يرزح تحت جحيم الاستبداد؟ ما الذي حصل لهم وهم بين شعبهم منذ ما يقارب العشرة أعوام لا يرون ولا يسمعون؟ أين ذهب كل ذاك الحنان الذي أحنى ظهورهم أمام أية وسيلة لإنقاذ شعبهم؟
 البداهة تقول إن الشعب العراقي أو أي شعب آخر لا يبغض حاكماً لشخصه ولا يتمسك به أيضا على هذا الأساس، بل كل ما يعنيه منه هو مقدار العدالة والإنصاف والإخلاص التي تتسم به سياساته وبالتالي ما يتحقق لهم ولأبنائهم جراء ذلك من حياة مرفهة ومستقرة محاطة بالأمن والكرامة وان لم يتحقق لهم ذلك فبطبيعة الحال يزجون له الكراهية ويمقتونه ويفعلون أي شيء للخلاص من شره.ولكن هل ترى  أن هذه المطالب  تحققت الأساس والمشروعة للشعب العراقي بتغيير نظام حكم صدام؟الوقوعات المروعة التي عاشها العراقيون منذ التاسع من نيسان من العام 2003 وحتى الآن تقول غير ذلك، إذ ثمة جحيم اندلع في حياة الناس ومازال أواره ينطفئ هنا ويتعالى هناك بعد أن التهم مئات الآلاف بين الموت والتهجير والدس في المظالم حد الذل. هذا ما يحصل في العراق الآن وهو واقع حال لا يمكن إخفاؤه، ولا يمكن المكابرة بالقول إن كل ما يحدث من مآسٍ هو ثمن للحرية، ذلك أنها أي الحرية لم تتحقق بالمعنى الذي كنا نطمح ونحلم إذ سرعان ما بهت لونها وطمست ملامحها ولما تزل حلما لمن كان ينشدها.وهنا نكرر السؤال الذي ما انفك ينهش في الضمير، أين ذهب الساسة الذين أوصلوا العراق إلى ما هو عليه الآن، أين حماساتهم وشعاراتهم التي لم تكن تحمل إلا الخير والرفاهية والحرية والاستقرار دون أن يعلنوا أنهم طامعون بمنصب أو سلطة، أين الوعود والعهود بردّ المظالم وإنصاف المظلومين ودحر الظلمة والمستبدين... أين كل ذلك؟؟إننا أمام حقيقة مرة مفادها أن جميع الساسة حصلوا على مناصب كبرى في حكومات العراق التي أعقبت حكم صدام وبمعزل عن السبيل الذي حصلوا من خلاله على تلك المناصب فان ما يعنينا هو أن أصواتهم تختفي ما أن يصلوا إلى الكراسي التي يحصلون عليها، تلك الأصوات التي بحّت وهي تستنكر وتشجب وتطالب بإنهاء ما كان يمر به شعبهم من ويلات المظالم قبل سقوط صدام، حسنا هاهو شعبهم في عهدتهم وهو يرزح تحت أنين مظالم لا تقل قسوة وبؤسا، هذا إن لم تكن قد ازدادت حلكة وخرابا فأين هم من كل ما يحصل؟إن غالبية العراقيين صاروا يدركون أن ساستهم اليوم مسؤولون كل المسؤولية عن النفق المظلم الذي أدخلوا فيه وهم بلا حول ولا قوة سوى ما يحيطهم من الأسى والخوف والضياع، ذلك الضياع الذي عمل اغلب الساسة على أن يكونوا هم وخاصتهم بعيدا عن لججه ومحصنين ضد زوابع جحيمه... كنا نحن وساستنا الحاليون شركاء تحت طائلة ظلم صدام وحاشيته وقد احتقنت قلوبنا بكراهية لا تطاق لذلك النظام.. فسدت الشراكة الآن وأمر ساستنا معروف مثلما هو معروف أن كراهيتنا للظلم تزداد وتتسع ويكبر صراخها في الآفاق حتى تكسر أعناق الظلمة وهو يوم يروه بعيداً ونراه قريباً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram