 واسط / المدىأعلنت السفيرة الاسترالية في العراق ليندال ساكس أن حكومة بلادها لديها رغبة كبيرة في الاستثمار بالعراق ضمن مختلف القطاعات المدنية وفي مقدمتها القطاع الزراعي بأكثر من 2.5 مليار دولار كمرحلة أولى.
وقالت ساكس في مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ واسط مهدي الزبيدي في أثناء زيارتها للمحافظة إن "الحكومة الاسترالية لديها رغبة كبيرة في الدخول إلى السوق العراقية بعد الاستقرار الأمني الكبير في العراق مع توفر مناخات جيدة وملائمة للاستثمار في هذا البلد الذي تربطه مع استراليا علاقات قوية ومتينة".وأضافت "لدي توجيه من حكومة بلادي بزيارة بعض محافظات العراق لاسيما المحافظات التي تمتلك أرضية صلبة للاستثمار في مختلف المجالات تمهيدا لتوقيع مذكرات تعاون مشتركة وبروتوكولات اقتصادية وتجارية بين الجانبين، حيث توجد رغبة كبيرة لدى الشركات الاسترالية في الاستفادة من الفرص الاستثمارية الموجودة في تلك المحافظات في ظل قانون الاستثمار العراقي الذي يوفر ضمانات جيدة للمستثمرين الأجانب.وقالت إن "استراليا لديها قدرة كبيرة على الاستثمار في مختلف المجالات لكنها ستركز في المرحلة الأولى على الاستثمار في القطاع الزراعي وتحديدا في محافظة واسط ومحافظتي ذي قار والديوانية من خلال تنفيذ مشاريع لاستصلاح التربة".وأشارت إلى أن "التقديرات الأولية في المرحلة الأولى لحجم الاستثمار الزراعي تقدر بنحو 2.5 مليار دولار، وستكون الحصة الأوفر منها لمحافظة واسط التي تمتلك مساحات زراعية واسعة".وذكرت أنها قامت بجولة ميدانية مع الحكومة المحلية في محافظة واسط على أحد أهم المشاريع الزراعية بالمحافظة وهو مشروع الدجيلة الزراعي (40 كم جنوب شرق الكوت) والذي يحتوي على مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكن تخليصها من الملوحة لتكون أراضي منتجة للحبوب وفي مقدمتها القمح.وكان وزير التخطيط علي يوسف الشكري قد بحث في 19 كانون الأول من العام الماضي بمكتبه في مقر الوزارة مع السفيرة الاسترالية في العراق لندال ساكس، عددا من القضايا الاقتصادية والتنموية وسبل تفعيل العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها الاستراليون في المجالات الزراعية والصناعية. وحينها دعا شكري الجانب الاسترالي إلى الدخول كمستثمر فعال في القطاع الزراعي، لاسيما وأن استراليا تمتلك إمكانات عالية في هذا المجال.يذكر أن محافظة واسط تعد من المحافظات العراقية المميزة بإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية لاسيما القمح والشعير كونها تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة مع وجود نهر دجلة الذي يخترق المحافظة من الشمال إلى الجنوب، ويتوقع المسؤولون في المحافظة أن تحقق هذا العام أكثر من نصف مليون طن من القمح والشعير.في غضون ذلك، نبه الخبير الاقتصادي إسماعيل راضي، الى احتمالية تدهور الاقتصاد العراقي نتيجة لاستمرار تلكؤ العملية الاستثمارية في البلاد، داعياً إلى ضرورة الإسراع بتفعيل الصناعات المحلية لإنقاذ الاقتصاد الوطني من التدهور.وقال راضي (للوكالة الإخبارية للأنباء) لا يمكن للحكومة أن تبقى صامتة أمام المشكلات التي تواجه الاقتصاد العراقي بل ينبغي لها أن تتحرك نحو إنقاذه من التدهور الذي ربما يحدث نتيجة ذلك، من خلال تفعيل القطاعات الاقتصادية المهمة لاسيما "الصناعي" عن طريق تفعيل الصناعات المحلية التي تجلب الأموال الصعبة إلى البلاد.واقترح الخبير الاقتصادي  وضع خطة دقيقة وعلمية للنهوض بالمعامل الصناعية من قبل الحكومة الاتحادية من خلال تقديم الدعم المالي لها ومنحها السلف والقروض بآليات وإجراءات سهلة وبفوائد ميسرة من اجل عودتها إلى العمل كما كانت سابقاً، كون القطاع الصناعي يعتبر العصب الرئيس لانتعاش الاقتصاد الوطني.