TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: العقوبة.. نوم انفرادي

نص ردن: العقوبة.. نوم انفرادي

نشر في: 11 مايو, 2012: 08:40 م

 علاء حسن عقوبة النوم الانفرادي، لم تصدر من جهة قضائية بحق متهمين أو مدانين بارتكاب جرائم جنائية أو إرهابية، و العقوبة  من هذا النوع مصطلح  متداول بين الرجال المتزوجين كبار السن، أذعنوا لتلك العقوبة لأسباب تتعلق بعوامل صحية بالدرجة الأولى  ونفسية  وحتى اقتصادية. 
الخاضعون  للنوم الانفرادي، ومعظمهم  يطلقون الشخير أثناء النوم  وصوت شخيرهم يصل إلى  البيوت المجاورة  وخصوصا في الأحياء الشعبية المكتظة،  تقبلوا العقوبة  بصدر رحب وروح رياضية، احتراما لمشاعر الزوجات ورغباتهن في الاستغراق بالنوم العميق بعد يوم عمل منزلي شاق  يتطلب ساعات من الراحة.النوم الانفرادي ربما  يكون عقوبة عراقية بامتياز غير معروفة  في مكان آخر، فالرجال من دول العالم المتحضر في إمكانهم معالجة الشخير بسبل ووسائل متوفرة هناك، فضلا  عن راحة البال والعيش في أجواء مستقرة سياسيا وامنيا واقتصاديا، وتسخير كل شيء  لخدمة  عباد الله من سفر  وحكومة إلكترونية وضمان اجتماعي وفرص عمل، وفوق كل ذلك طبيعة خلابة  خالية من التلوث، وطرق سريعة وشوارع مفتوحة لا وجود للسيطرات فيها، ودور سينما ومسارح ونواد ترفيهية ورياضية. والشخص الذي يعيش في دولة تمتلك كل هذه المواصفات لا يعاني مشاكل صحية أو اضطرابات نفسية، لأنه لا يرى الشرطي إلا  في حال حصول حادث  سير أو أثناء طلب نجدته ومساعدته.  والمسؤولون في تلك الدول يركبون الدراجات الهوائية  للمشاركة في حملة الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث، شعوب تلك الدول عندما تسمع بعقوبة  النوم الانفرادي في العراق المعروف  لديهم بامتلاكه  ثروة نفطية هائلة، سيراجعون المراكز الصحية لقياس درجة ضغط الدم، لشعورهم بالأسى والأسف لوجود عقوبة النوم الانفرادي في بلد يقال عنه انه كان مهد حضارة قديمة جدا  وياخرابي بحسب "أشقائنا المصريين ".الحاج أبو ستار الساكن في حي الحرية منذ كان يعرف باسم مدينة "الهادي" ربما يكون أول عراقي يتعرض لعقوبة النوم الانفرادي، ففي عقد السبعينات  كان يمضي ليله في "الهول " بانتظار عودة الأبناء من بارات شارع أبي نؤاس،  وفي الثمانينات اعتاد الجلوس بقرب الهاتف الأرضي  بانتظار مكالمة من احد زملاء احد أولاده يطمنه إلى أن الهجوم الأخير بعيد عن قاطع  العمارة. وفي التسعينات اخذ منه غزو النظام السابق للكويت ما تبقى من عافية، وبعدها واصل عمله في ورشة النجارة  مع أبنائه ليوفر المصروف اليومي لأسرته الكبيرة من الأبناء والأحفاد في سنوات فرض العقوبات الاقتصادية، والحصول على الدواء  للحاجّة أم ستار المصابة  بأمراض مزمنة.نموذج أبو ستار نسخة من ملايين العراقيين المحكومين بالنوم الانفرادي، وتفاصيل حياته تكشف أسباب تلك العقوبة،  فالأحداث التي حصلت في العراق منذ عشرات السنين فرضت عقوبات قاسية على أبناء هذا الشعب، فتجرعوها على مضض  من  اجل  أن يعيش الأبناء والأحفاد في أجواء خالية من أية عقوبات لم ترد في كل قوانين العالم إلا في العراق، صاحب مسلة حمورابي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram