TOP

جريدة المدى > محليات > الأهوار ترفض الاندثار وسكانها يتكيّفون مع النزوح الدائم بحثاً عن المياه

الأهوار ترفض الاندثار وسكانها يتكيّفون مع النزوح الدائم بحثاً عن المياه

نشر في: 11 مايو, 2012: 08:46 م

 الجبايش /  أحمد محمد"بيت القصب يا بيت القصبجدار... يا جدارأصغ أنت يا بيت القصب... يا رجل شوروباكيا ابن أوبارو – توتوهد بيتك وابنِ مركبااهجر كل ما تملك واطلب الحياة...احمل في مركبك بذرة كل الأحياء"
أبيات من أول ملحمة مكتوبة في العالم (ملحمة كلكامش)، في الألف الثالث قبل الميلاد على أطراف الأهوار جنوب العراق، تلك المنطقة التي تمتلك إرثاً تاريخياً وحضارياً وثقافياً كبيراً، ترفض الاندثار على الرغم من تراجع مناسيب المياه.الأهوار التي زارتها "المدى" تحاول استعادة عافيتها عبر إعلانها كأكبر محمية طبيعية في البلاد، لكن سكانها المتمسكين بنمط حياتهم ما زالوا يتنقلون في عمليات نزوح تكاد تكون مستمرة بحثاً عن الماء.rnتجفيف الأهواريذكر الناشط البيئي جاسم الأسدي في حديثه لـ"المدى" أن مساحة الأهوار كانت تبلغ 9650 كيلو مترا مربعا أي ما يقارب مساحة بلد مثل لبنان، إلا أن مساحتها تقلصت بشكل كبير ومفاجئ بسبب "عمليات التجفيف المدروسة من قبل النظام المباد"، ما أدى إلى تحول أغلب أراضيها إلى صحراء وتدمير الحياة الطبيعية فيها.وبدأت عمليات تجفيف واسعة للأهوار عام 1991 من قبل النظام المباد واستمرت لعدة سنوات، وتم ذلك من خلال بناء شبكة من السدود الترابية لتقطيع أوصالها، إضافة إلى قطع مياه الروافد المغذية لها من نهري دجلة والفرات، وإنشاء شبكة من الطرق داخل الأهوار.وأضاف أن "تجفيف الأهوار أدى إلى انهيار كامل للاقتصاد المحلي للمنطقة، المعتمدة على المياه بالدرجة الأولى ما نتج عنه هجرة أغلب سكانها إلى مناطق أخرى، إذ "تقلص عدد سكان مدينة الجبايش من 60 ألف نسمة عام 1991 إلى ستة آلاف نسمة فقط مطلع العام 2003، ليعاود الارتفاع إلى أكثر من 62 ألف نسمة حاليا بعد عودة الأهوار".ولأهمية مناطق الأهوار الثقافية والبيئية، اعتبرت الأمم المتحدة عمليات تجفيف الأهوار العراقية من أكبر الكوارث البيئية التي حدثت في القرن العشرين وتقارن بما جرى في البرازيل من قطع الأشجار في حوض الأمازون.ويقول عبد غاوي الفرطوسي (65 عاما)، وهو من أقدم الصيادين في الأهوار: إن "الكثير من العشائر الساكنة في المنطقة هاجرت إلى مناطق أخرى بعد عمليات التجفيف"، وأورد مثالا عن قريته التي كانت تحتوي على 450 بيتا، لم يتبق منها سوى بضعة بيوت بسبب هجرتهم إلى مدن داخل العراق وخارجه، وبعضهم انقطعت أخباره منذ ذلك الحين.وبين لـ"المدى" أنه ترك أهوار الجبايش بعد جفافها عام 1991 وانتقل إلى محافظة المثنى، والتي تركها هي الأخرى ليستقر في هور الدلمج بمحافظة الديوانية، ولكنه عاد إلى مسقط رأسه في الأهوار الوسطى بعد عودة المياه إليها عقب عام 2003.عودة الأهوارويؤكد الناشط جاسم الأسدي أن عودة الأهالي مشروطة بعودة المياه إلى الأهوار، التي تذبذبت كميتها بين سنة وأخرى، إلى أن تم "بناء سد ترابي على نهر الفرات بين مدينتي الجبايش والمدينة، من قبل وزارة الموارد المائية عام 2010، ومن خلاله استطاعت رفع منسوب مياه الفرات من (0.58 إلى 1.32) متر فوق مستوى سطح البحر"، وبذلك أمكن انسيابها إلى الأهوار بسهولة.وأضاف "الأهواريون متمسكون بثقافتهم وبيئتهم ولا يستطيعون تركها بأي شكل من الأشكال"، لأنها سبب الرئيسي في معيشتهم وطريقة حياتهم، المعتمدة على صيد الأسماك وتربية الجاموس.معاهدة دولية للأراضي الرطبةويتعرض العراق لمخاطر التصحر بسبب موجات الجفاف الناتجة عن قلة الحصة المائية لنهري دجلة والفرات بعد بناء عدة سدود عليها من قبل دول الجوار، على الرغم من وجود اتفاقيات ومعاهدات دولية تنظم ذلك، مثل معاهدة (رامسار) للأراضي الرطبة، والتي انطلقت عام 1971 في إيران وأصبحت سارية المفعول عام 1975، وتتخذ من مدينة جنيف مقرا لها، لكن انضمام العراق إليها كان متأخرا في العام 2007.وشرح الناشط البيئي جاسم الأسدي شروط الانضمام لهذه المعاهدة مبينا "أن تلزم الدولة الراغبة في الانضمام لها اختيار موقع يعتبر من الأراضي الرطبة ووضع خطة لإدارته، وبالتعاون بين وزارتي الموارد المائية والبيئة ومنظمة (طبيعة العراق) تم اختيار هور الحويزة كموقع لهذه المعاهدة".وتابع بالقول: إن "وزارة البيئة كلفت منظمة (طبيعة العراق) بوضع خطة لإدارة هذا الموقع"، مشيرا إلى أن الأخيرة استعانت بخبراء كنديين لهم خبرة طويلة بهذا المجال من أجل وضع هذه الخطة التي تم قبولها وقبول عضوية العراق في المعاهدة.ومنظمة (طبيعة العراق) منظمة علمية تهتم بطبيعة وبيئة العراق وهي ممثل لمنظمات المجتمع المدني العراقية  في سكرتارية معاهدة (رامسار).أكبر محمية طبيعيةويعتقد الأسدي أن "عام 2012 سيشهد ولادة أكبر محمية طبيعية في العراق، وذلك في الأهوار الوسطى"، موضحا أن "السبب هو لما تحتويه هذه الأهوار من نشاط اقتصادي هائل متمثل بصيد الأسماك وتربية الجاموس وتجارة القصب والحشيش، ولكن العرقلة الإدارية هي السبب في تأخر إعلان هذا المشروع"، على حد قوله.وتقع الأهوار الوسط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعطل الدوام الأحد المقبل

إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية

بعد سنوات عجاف… هور الشويجة يعود إلى الحياة من جديد

البرلمان يناقش نظام المحاولات وتدرج ذوي المهن الطبية في جدول أعمال جلسته غدًا

إيران تتعهد بتعزيز الشفافية النووية وترفض التفاوض تحت التهديد

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة
محليات

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة

 ذي قار / حسين العامل   أعربت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram