إياد الصالحي كنا ولما نزل نترقب التحضيرات التي وعد بها الاتحاد العراقي لكرة القدم لتسهيل مهمة نجاح مشاركة المنتخب الوطني في تصفيات الدور الرابع الحاسم لمونديال البرازيل 2014 مثلما تحدث عنها رئيس الاتحاد ناجح حمود بحماسة اكثر من مرة بالصورة التي أثارت فينا الغبطة والسرور لما تعكسه هذه الوعود من تطمينات لدى الشارع الرياضي لتجاوز محطات الإخفاق التي رافقت مسيرة المنتخب في غير مناسبة تبخـّر أمله في الدفاع عن سمعته باعتباره أحد أقوى منتخبات القارة في السنين العشر الاخيرة.
وأمس وردتنا الاخبار من معسكر المنتخب الوطني في تركيا على لسان عضو اتحاد الكرة قادر شمخي في تصريحه لـ(المدى) بأن المنتخب باشر مرحلة الاستعداد الجدي في مقر إقامته بحضور جميع اللاعبين ممن يعوّل عليهم المدير الفني البرازيلي زيكو لقطع تذكرة التأهل الى كأس العالم على ملاعب فندق إقامة الوفد وفق الظروف المتيسرة ومدى تحرك الاتحاد والمدير الاداري للمنتخب رياض عبد العباس في تأمين الملاعب الخاصة بالتدريب بما يليق بمنتخب العراق أولاً وسمعة اُسود الرافدين وليس منـّة من أحد ( شقيق أم صديق) لأننا نُقيم معسكراتنا بكرامة ومن مال الدولة الذي يُفترض ان يُصرف في المكان المناسب واللائق ولن يقصّر احد في هذا الجانب الى الدرجة التي كنا نرى فيها الأُسود يتدربون على جانبي الارصفة القريبة من مقر اقامتهم كما حصل لمنتخبنا في احد تحضيراته التي أجراها في العاصمة السورية دمشق وسط حديقة عامة إبان توليه قبل ثلاثة اعوام !نقدّر ونثمـّن الجهود المخلصة التي يبديها اعضاء الاتحاد في تذليل المعوقات التي تواجه زيكو واللاعبون قبيل انطلاق التصفيات المؤدية الى نهائيات المونديال شريطة ان تنسجم مع تطلعات الوفد لأن من بين الأساسيات المهمة لمنتخبنا توفير مقومات الإعداد التي تبدأ من مقر الإقامة ووجبات الطعام وملابس التدريب وأوقات الترفيه للتخفيف عن الضغوط النفسية الهائلة التي يتحملها اللاعب من الآن حتى حسمه المهمة بنجاح من دون ان يفكر وينشغل بأمور أخرى يفترض ان تكون مهيئة بسلاسة من الجانب الإداري للوفد ، فغالباً ما تؤثر منغصات الطيران والإقامة وملاعب التدريب "السلبية" على مزاج اللاعب وتقوّض من معنوياته!وقبل ايام كنا في مهمة صحفية في الأردن الشقيق ، باح لنا احد اعضاء اتحاد الكرة هناك بأن ما توفر للنشامى من اجواء مثالية لم تشهدها الكرة الاردنية من قبل حيث تم استئجار طائرة خاصة لنقل اللاعبين الى عواصم الدول المنافسة في المجموعة الثانية بحيث خُصص لكل فرد مساحة متكاملة العدة بما يشبه السرير الخاص براحته ، ولن تكون هناك ساعات انتظار للوفد (ترانزيت) في طريق الذهاب الى اليابان واستراليا ، بل تم حجز فندق خاص له لقضاء مدة من الراحة بعيداً عن قلق ترقب (الفيزا) التي دأبت منتخباتنا على تحمله بمضض في كل مهمة واضطرار لاعبينا افتراش أراضي المطارات لقتل وقت الانتظار الممل والتخلص من الارهاق بالنوم امام انظار السياح الذين استغل بعضهم المشهد للإساءة لهم عبر وسائل الإعلام!نؤكد على ان بداية الطموح لتحقيق الإنجاز صوب البرازيل هو الاستعداد الصحيح الذي يتناسب مع حجم المهمة ولا يُدّخر جهد ما من اجل تفويت الفرصة على المدرب زيكو، عدم السير على خطى سلفه (فييرا وأولسن وسيدكا) في التذرع لاحقاً بشأن وجود تقصير اداري من الاتحاد لمرحلة التحضير لاستحقاقات جولتي الذهاب والإياب في التصفيات التي تتطلب ان يكون الأُسود في كامل اللياقة البدنية والانسجام في ما بينهم وهي مسؤولية كبيرة ينبغي ان يكون اتحاد الكرة على قدر التحدي الذي يضطلع به مثلما ثقتنا كبير برئيسه واعضاء مجلس الإدارة ليتفهموا رميتنا هنا لمصلحة المنتخب وليست سهماً ضد أحــد.
مصارحة حرة : معسكر الأُسود.. بكرامة
نشر في: 12 مايو, 2012: 08:22 م