عدنان حسيننشرت "مجموعة من أصحاب المصارف الأهلية" منذ يومين إعلاناً في بعض الصحف يحذر مما وصفته "غزو وهجمة إعلامية مسعورة تستهدف البنوك والمصارف الأهلية بشكل منظم"، متهمة "مافيا الإعلام الأصفر الكالح" بالسعي لـ"ابتزاز هذه المصارف والضغط عليها للحصول على مكاسب مادية".
ويبدو أن الهجمة الإعلامية المشار إليها في الإعلان تُحمّل المصارف الأهلية المسؤولية عن انخفاض قيمة الدينار في الأسابيع الأخيرة وتتهمها بغسيل الأموال وتهريبها، كما يشير الإعلان الذي يكشف عن "أن هذه المافيا الإعلامية تتصل بأصحاب المصارف الأهلية وتُعلمهم صراحة إنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستمرار في الحملة وإطلاق شتى أنواع التهم والنعوت بحقهم.... أو دفع الإتاوة والرشوة لإيقاف هذه الحملة، ولا بأس لاحقاً وبعد قبض (المقسوم) من كيل المديح للمجاهدين من أصحاب هذه المصارف لجهودهم الكبيرة في دعم الاقتصاد الوطني". لست ممن لديهم أدنى معرفة بخفايا المعاملات التي تؤدي إلى انخفاض قيمة العملات أو ارتفاعها، أو دراية بأسرار غسيل الأموال وتهريبها، لكنني أعرف أن ثمة مصارف أهلية وحكومية سواء بسواء في أنحاء مختلفة من العالم بما فيها العراق تلعب ألاعيب العملة وغسيل الأموال، وأعرف أكثر ما يعنيه "الإعلام الأصفر الكالح" ومافياته، فهذا مما نحن مبتلون به أعظم الابتلاء في عهد ما بعد صدام الذي أردناه أن يكون مختلفاً تماماً عن عهد صدام فإذا به يحفل بالكثير من سوءات نظام صدام وببلايا ورزايا إضافية من العيار نفسه ومنها هذا "الإعلام الأصفر الكالح" المدعوم مالياً وسياسياً من أحزاب ومنظمات وميليشيات ومافيات وشخصيات نافذة في الدولة، بل يُسهم بعضها في قيادة الدولة مباشرة.هذا الإعلام الأصفر الكالح له حواضن قوية سياسياً ومالياً، وهو لا يراعي حرمة وطنية أو اجتماعية ولا يتقيّد بأخلاقيات المهنة ولا يلتزم بقواعدها وتقاليدها، ويجد ما يكفي من ممثلي "القضاء الواقف" الفاسدين لكي يدافعوا عنه ويبرروا ما يمارسه من موبقات ويهونوا مما يرتكبه من جنح وجنايات. المجموعة من أصحاب المصارف الأهلية صاحبة الإعلان حذرت من "هذه المافيا الجديدة التي تحاول السيطرة على مقدرات البلد الإعلامية والاقتصادية"، ودعت إلى "القضاء عليها"، معتبرة أن هذا من مسؤولية "عدة جهات أبرزها نقابة الصحفيين العراقيين ووزارة المالية ورئاسة الوزراء"، وبهذا تكون المجموعة قد أخطأت في العنوان الذي وجهت إليه رسالتها. للإعلام الأصفر الكالح في بلادنا حواضن ودعامات، كما أسلفنا، والجهات الثلاث التي عنون أصحاب المصارف الأهلية رسالتهم إليها يتراوح دورها وموقفها بين كونها مفرخة لهذا الإعلام، وحاضنة ودعامة له ولمفرخته، وساكتة عن الحق.
شناشيل: مافيا الإعلام الأصفر الكالح
نشر في: 12 مايو, 2012: 09:21 م