يوسف فعلالأحلام التي تداعب مخيلة العاشقين والساعين الى رؤية جميلة لواقع دوري الكرة تنقله من وضعه المزري الى واقع اكثر تفاؤلا تطرزها روح التنافس والاثارة وجمالية الاداء ، بدأت تتحول الى سراب خادع في طريقه الى اخماد جذوة الحماسة عند بعض ادارات الاندية التي تطالب بصوت عال بضرورة اطلاق دوري المحترفين في الموسم المقبل ،
و سر تبديد تلك الاحلام يعود الى مبالاة القائمين على ادارة دفة اللعبة في اتحاد الكرة وعدها ضرباً من الخيال.وعملية اجهاض تطبيق دوري المحترفين وقبرها في مهدها لها دوافعها غير المنطقية منها ان اللعبة تدار بعقلية الهواة ومحاطة بافكار بدائية مقيتة لم يتمكن العاملون فيها بكسر قيودها والانطلاق الى فضاء الاحتراف الفسيح بمعناه الشمولي وعدم الالتفات الى لغة المجاملات، وأسهم غياب الرؤية الناضجة على التأخير بالاعلان عن دوري المحترفين برغم ان اغلب الدول المجاورة احدثت نقلة نوعية في تطور دورياتها من خلال اطلاق دوري المحترفين.وعملية الانتقال من الهواية المتخفية برداء الاحتراف الهزيل الى عالمه الصحيح ليست عملية سهلة ، وانما تحتاج الى جهود جبارة وافكار خلاقة تؤطرها رغبة جامحة للعمل بجد ونكران ذات في المؤسسات الرياضية مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية واتحاد الكرة من خلال استحداث لجنة في الاتحاد تضم اعضاء من الاتحاد والاكاديميين والمدربين واللاعبين الدوليين المعتزلين تعمل سوية بين المكونات الرياضية الثلاثة لوضع دراسة متكاملة لتطبيق دوري المحترفين من دون حدوث المشاكل الادارية او الفنية او التنظيمية او المادية .وتشكيل اللجنة واعلان خطواتها لهما ابعاد مؤثرة على تطور آلية تقبل الفكرة من رؤساء الاندية تهدف الى تحريك الماء الراكد وتعمل على تهيئة الاندية الى فهم اهدافها وانها قابلة للتطبيق على ارض الواقع و باتت على الابواب وليست بعيدة المنال، وترك الامور تسير على عواهنها بطريقة ارتجالية لن تخدم تطبيق الدوري حتى في حالة الاتفاق عليها لان موعد اعلانها بصورة مفاجئة قد يشكل صدمة قوية وضربة موجعة للاندية التي تلعب في دوري النخبة لذلك على الاتحاد البدء بخطوة الالف ميل بدلا من الرضوخ لافكار بالية .ومحاولات تطبيق دوري المحترفين في اغلب الدول المجاورة عانت في بدايتها من الرافضين لها الذين سعوا بقوة الى اجهاضها بسبب صعوبة تقبل الافكارالجديدة ، لكن الاصرار على تطبيقها وشرح فوائدها الايجابية بدد تلك المخاوف وعندما طبقت الفكرة حققت طفرات هائلة في الدوريات العربية منها القطري والاماراتي والسعودي والاردني والمغربي والسوداني وغيرها.ولا يمكن لكرتنا ان تتطور ومستوى الدوري يتصاعد وهو بهذه الهزالة من النواحي الفنية والتنظيمية والعمرانية يرافقها كثرة الاندية التي يصل عددها الى 20 فريقا بينما لا نملك اكثر من 6 اندية يحق لها ان تدخل بوابة الاحتراف.وتطبيق دوري المحترفين مسؤولية اتحاد الكرة لفتح صفحتها بشجاعة للمساهمة في النهوض بواقع الدوري الى افضل المستويات كي تعيد الجمهور الى المدرجات وتزيد قوة المنافسة ، وهذا لن يتحقق اذا لم يقتنع اعضاء الاتحاد بدوري المحترفين ليكونوا رسلا لتطبيقه في الموسم المقبل.
نبض الصراحة: أحلام دوري المحترفين
نشر في: 13 مايو, 2012: 07:40 م