TOP

جريدة المدى > محليات > عيـون المدى: اضحك مع العادات

عيـون المدى: اضحك مع العادات

نشر في: 13 مايو, 2012: 07:59 م

 عبد الكريم العبيديمن منا لا يملك عادة سيئة ؟، ربما تكون صغيرة "فيثولهه المقابل"، وربما تكون متوسطة، ولله في خلقه شؤون، ولكن أحيانا تكون صارخة وهنا تغدو مشكلة وظاهرة اجتماعية بحسب البعض، ونادرا ما تجد شخصا بلا "عادة"، فثمة من يدخن "سكائر لف"، ويفضلها على كل السكائر الأخرى، "هاي عادته"، رغم أن رائحة سكائره ربما تثير انزعاج زوجته وأولاده وبناته، والمشكلة الأخرى أنه "متعود" على رمي أعقاب السكائر في زوايا الغرفة، وحتى لو وضعوا بقربه منفضة، لكنه ينسى وجودها ويرمي عقب السكارة على الأرض.
غير أن سوء العادة واكتسابها كنمط سلوكي قرف تبدو أعقد بكثير، فإخطبوط العادات السيئة جرف العديد من الطبقات والأوساط واقتحم الفضاء الثقافي أيضا، فكم من "متثاقف" راح يمسك بيده "لفكس" وصحيفة وكتابا وأدمن على زيارة صالة ثقافية في عصر كل يوم والذهاب إلى مقهى "الشابندر" في صبيحة كل يوم جمعة، وحضور دائم و"ثقيل" في كل فعالية أدبية يقيمها اتحاد الأدباء والكتاب، ظنا منه أن "عادته السيئة" تلك سترشحه إلى عنوان "مثقف"، ليبحث بعدها، بطرق وسلوكيات متملقة ومتدنية عن منصب ما في إحدى المؤسسات الإعلامية ليغدو بين "عادة سيئة وضحاها" رمزا ثقافيا فارغا وضارا".إننا، حقا تنقصنا ثقافة اجتماعية وتربوية، فطفولتنا عنوانها الحرمان، وشبابنا ضيعته الحروب وأعوام القحط الأسود، وأغلب ما نظهر عادات سيئة سببها الهمجية والشعور بعقدة النقص والتخلف. ولكن من منا لا يملك عادة سيئة ؟، تجول في شوارع بغداد وفي أزقة أحيائها السكنية وداخل المقاهي وسيارات الأجرة وفي غرف ومكاتب الدوائر الحكومية وبين جدران البيوت وفي طوابير الانتظار الطويلة وأحص ما تراه من عادات سيئة ومشينة أحيانا، بعضها يخدش الذوق العام وبعضها الآخر يستفز العرف والحشمة وقد يخترق بعضها المنظومة الأخلاقية ويصل إلى مرتبة السلوك المرفوض والمعيب، فما الذي تقوله عن شخص يحك أسفل بطنه ويفرط في حك "المناطق الحساسة" في سوق مكتظ بالنساء!؟، "وبالمناسبة هذه عادة ذكورية حصرا"، ثم ماذا نعلق على عادة سيئة أخرى يمارسها البعض طيلة النهار وتتمثل بالبصاق على الأرض وبطريقة مقززة!؟، بل ماذا نقول عن من يتمخط ويمسح أصابعه وأنفه ببنطاله أو قميصه أو كم دشداشته!؟ ـ بعضهم يرفع أطراف دشداشته إلى صدره ليمسح انفه كاشفا عن نصف جسده الأسفل!. وثمة من يقف لصق الحائط ويتبول أمام أنظار المارّة، وهناك من يتبول داخل دورة المياه ولكن على حواف السيفون أو يغوط ويخرج تاركا مخلفاته بذمة من يأتي بعده!، وهناك الكثير من "العينتين" الذين لا يستحمون لأسابيع وربما لأكثر من شهر كي يتلذذ بعرض رائحة جسده القرفة على كل من يجلس بجانبه في مقهى أو داخل سيارة أو في دائرة عمله ـ والحق، وفي لحظات كتلك سيشتري البعض كمامة حتى لو وصل سعرها إلى ثلاثين ألف دينار!، ويجب أن لا ننسى أولئك الذين لا ينظفون أسنانهم على مدى عقود ويصرون على تقبيل كل من يقابلونه في الشارع وعندها تغدو تلك اللحظات المهلكة بحجم الموت!.العادات السيئة هذه غالبا ما تجدها داخل سيارات "الكيا"، وعليك أن تصبر وتحتسب وأنت موقوف "بالنظارة"، فداخل سيارات الأجرة ووسط الزحام الخانق وارتفاع درجة الحرارة يشترك الكثير من الراكبين بحمل مهفة أو كارتونة أو صحيفة يشتريها الراكب لتحريكها أمام وجهه فقط!، وغالبا ما يتبادلون قناني المياه المعدنية، وبعضهم يلتهم لفة فلافل، يمسكها بكفيه المليئة بالأوساخ ويتحدث ويجادل وهو يأكل وخداه منتفخان، وهناك من يطقطق أصابعه في كل دقيقة، وثمة من يحرك ميدالية ويزعج الآخرين بطقطقة المفاتيح، وهناك من يدخن سيكارة ويولع الأخرى بعقب السيكارة المنتهية، وهناك من يكثر من التثاؤب ويبرره بنقص حاد في ساعات نومه بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وثمة من يطفئ "الدكمة" وينام حال صعوده ويبدأ بمعزوفات الشخير النايلي والسويحلي، وهناك من ينبش أنفه على مدار الساعة ويرمي قذارته بين أقدام الراكبين ثم يمسح أصبعه بمقعد السيارة، والكثير من الراكبين ينبش أذنه بإصبعه أو بمفتاح وكلما امتلأ مسحه بملابسه وعاود النبش!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة
محليات

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة

 ذي قار / حسين العامل   أعربت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram