 بغداد / رنا الغزالافادت منظمات معنية بمحو الأمية في العراق بأن وزارة التربية لم تنفذ تعهدات قطعتها لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم (اليونسكو) على تنظيم برامج لتقليص نسب الأمية. وكشفت آخر إحصائيات اليونسكو أن نسب الأمية في العراق ارتفعت خلال العام 2012 إلى ستة ملايين شخص أمي.وكانت منظمات غير حكومية عراقية وقعت في آذار الماضي مذكرة تفاهم مع وزير التربية محمد تميم ومدير مكتب اليونسكو في العراق محمد جليد لإنشاء مراكز للتعلم المجتمعي بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
وبحسب بيانات وزارة التربية فإن المشروع يهدف إلى إنشاء 125 مركزا مجتمعيا لمحو الأمية وتطوير المهارات الحياتية في مختلف أنحاء البلاد بمشاركة 25 منظمة غير حكومية تقدم خدماتها لسبعة آلاف أمي، وخصصت له منحة مالية بقيمة 40 ألف دولار.لكن العمل الفعلي بالمشروع لم يبدأ على الرغم من مرور شهرين على توقيع المذكرة، بحسب ما ذكرت الناشطة المدنية في البصرة رئيسة جمعية المرأة الريفية عهود الفضلي لـ"المدى".وتؤكد الفضلي أن "الوزارة لم تبدأ بإرسال التخصيصات للمشروع ولم تعط الضوء الأخضر للتنفيذ, فيما تقوم منظمات غير حكومية في مدينة البصرة مثل جمعية المرأة الريفية ومؤسسة (عمار) بفتح مدارس متنقلة على نفقتها الخاصة لمحو أمية النساء في أقضية ونواحي المحافظة مثل الزبير وشط العرب وأبو الخصيب", مبينة أن هذه الصفوف تحتوي أكثر من 25 طالبة".يذكر أن منظمة اليونسكو حددت تعريف محو الأمية بأنه "القدرة على القراءة والكتابة مع فهم بيان بسيط يتعلق بشؤون الحياة اليومية، وينطوي الأمر على سلسلة متصلة من مهارات القراءة والكتابة، وغالبا ما يتضمن المهارات الأساسية الرقمية". وكان وزير التربية محمد تميم قد أعلن أوائل الشهر الجاري عن التعليمات الخاصة بتنفيذ قانون محو الأمية في العراق.يذكر أن العراق حاز في العام 1979  جائزة منظمة اليونسكو في القضاء على الأمية بعد أن أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن نسبة الأمية انخفضت إلى 10% في حينها.وتعزو اليونسكو في تقرير لها أسباب ارتفاع الأمية إلى أن المجتمع العراقي يعاني من مشكلات عدة أدت إلى خلق طبقة كبيرة من العاطلين عن العمل وطبقة أخرى غير متعلمة نتيجة الحالة الاقتصادية لمعظم العوائل التي أجبرت أبنائها على عدم التسجيل في المدارس وزجهم في مختلف الأعمال.وذكرت إلى أن 1/5 من العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و49 عاما لا يعرفون القراءة والكتابة، مشيرة إلى تفاوت واسع بين المناطق الحضرية والريف بهذا الخصوص.