اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أوستروفسكي جديد في مسرحية قديمة!

أوستروفسكي جديد في مسرحية قديمة!

نشر في: 14 مايو, 2012: 07:10 م

ترجمة: المدىتروي مسرحية " المال  Money " لأوستروفسكي قصة البخيل كروتيتسكي وابنة أخيه البريئة اللذين يحاولان الاستمرار في الحياة في منطقة متهدمة من البلدة، كما يبدأ جون فريدمان عرضه النقدي هذا. لقد أنشأ كونستانتين رايكين علاقة عمل متينة مع الكاتب المسرحي أليكسندر أوستروفسكي منذ عهدٍ قريب. ومعالجته لمسرحية يدعوها "المال" هي المرة الرابعة التي انكب فيها ومسرحه (مسرح ساتيريكون Satirikon) على نتاج الكاتب المسرحي الذي عاش في القرن التاسع عشر في السنوات الأخيرة.
 وكما فعل مع "منصب مُربح"، أنجح نتاجات أوستروفسكي السابقة، قام رايكين بهزهزة الأصل، وألبسه ثياباً حديثة، وملأ قبّعاته، وشواذه وضحاياه بإحساسٍ معاصر.وأبدع دميتري رازَموف مجموعةً من الأشياء يمكن لأي واحد سافر بالقطار عبر ضواحي موسكو أن يتعرف عليها بسهولة : كراجات من الصفيح مغطاة جدرانها بمختلف أنواع الكلام الناشز؛ تسليكات كهربائية رديئة على جدرانٍ متهدمة؛ سيارات محترقة مهجورة؛ علب نفاية صدئة؛ قصاصات ورق مرمية تتطاير حيث تهب الريح.والناس هنا عاديون كعملة الخمسة كوبيك. واحد يدير كشك فاكهة. آخر يعيش في بؤس و حقارة مع زوجته و ابنة أخيه. امرأة وحيدةً مع ابنها في مبنىً متداعٍ. عائلة لها بنت ذات ادعاءات طبقية و تُظهر ذلك من خلال السلوك العدائي و الميل إلى اللبس على نحوٍ ساحر بطرقٍ غير مناسبة كلياً. و جميعهم لديهم خطط كبيرة، ولو أنها خفية، ومعظمهم مريبون أو طامعون في جيرانهم. وتبرهن "مال" رايكين مرةً أخرى على أن أوستروفسكي، الذي كتب مسرحياته قبل أكثر من 130 سنة، قد تمكّن من روح التجربة الروسية بالدقة التي اتسم بها أي كاتب آخر في أي نوعٍ أدبي. ولم تكن لدي أوستروفسكي بطبيعة الحال فكرة عما سيبدو عليه الناس في عام 2010، لكنه كان يعرف بالتأكيد ما سيكون شبيهاً بذلك. إن "المال" تكييف لمسرحية عنوانها الأصلي، المستمد من قولٍ شعبي، يمكن جعله "خِرَق للأغنياء Rags to Riches". فهي تحكي قصة البخيل كروتيتسكي، وابنة أخيه الحساسة البريئة ناستيا، والناس الذين حولهما الذين يتحايلون من أجل موقع ووضع مشروع في عالمٍ منخفض السقف ومكتظّ. وقد أضاف رايكين للقصة الأصلية مجموعةً من لصوص وقطاع طرق عديمي الهوية والاسم تقريباً يلوّنون القصة بأغانٍ ورقصاتٍ مواكبة للعصر. وتبرز من بين هذه المجموعة الغنائية الراقصة أليزافيتا مارتينيز. وتمضي الأمور في حركتها ببطء مع عرضٍ مطوَّلٍ قليلاً. ونتعرف هنا في المسرحية على دومنا ميغاشيفا، وهي في هذا التكييف للمسرحية عاملة سكك حديد تعشق التحدث وتهيم بابنها يليسيا. ويعيش إلى جوارهما جيران مستكبرون هم أصحاب كشك الفاكهة ــ يبيشكين، وزوجته المحبة للأبهة فيتينيا و ابنتهما المتكبرة المثيرة جنسياً لاريسا. وليس مما يُدهش في هذه الزاوية الرثة من البلدة أن تكون لاريسا الشيء الأكثر إثارةً تقريباً الذي تقع عليه عينا الفتى يليسيا على الإطلاق. ونظراً لكونها مترقبةً على الدوام للقيام بشيء، فإنهما سرعان ما يجدان نفسيهما أحدهما بيد الآخر. لكن جوهر القصة هو ما يرشح من حول كريتيسكي ( الذي يمثل دوره دينيس سوخانوف )، البخيل الدائم التذمر، الذي يحتفظ برزم من النقود مخيّطةً في سترته، مع أنه يدّعي أنه فارغ الجيب مفلس. و هذا ما يعقّد الأمور بالنسبة لابنة أخيه ( وتمثّلها نينا غوسيفا )، التي تشعر بالارتباك من الاعتراف بفقرها للمحترم المتقدم لخطبتها (ويمثّله أليكسي كورياكوف). ويقوم سوخانوف بتمثيل دور كروتيتسكي ككائن أدنى من الانسان. فنجده، و هو سريع الغضب، و حاد الصياح، و ماكر، و متشكك بكل واحد، ينسل هنا و هناك بطريقة الأفعى. و بالتالي، فلا عجب في أن لا يُحبه الناس و يرتابون بأن هناك شيئاً ما يتّسم بالخطورة في ما يتعلق به. و ذلك ما يحصل حين تُقلب الموائد، على كل حال، إذ نجد كروتيتسكي في لحظة ضعف، حين يفقد المال المخيَّط في سترته، يتحطم بشكلٍ مؤلم و كأنه ليس إلا شخصاً حساساً سريع الانكسار. هنا نرى في عينيه المفزوعتين و إيماءاته الخفية تفسيراً لسلوكه التستّري الشاذ. فهو يعرف أنه يعيش بين الضواري، الذين سيلتهمونه في دقيقة إذا أعطاهم الفرصة لذلك. وفي الواقع، فإن تلك اللحظة لا تطول في مجيئها. ذلك أن يبيشكين ــ وبعيداً عن أنظار الجميع، بالطبع، بمن فيهم نحن ــ لديه زمرته من قطّاع الطرق وراء ظهر كروتيتسكي حين يتجول البخيل المفزوع في متنزهٍ معتم ليلاً. وليس واضحاً كلياً ما يحدث هناك. لكن، ومع أن كروتيتسكي لا يعود يبدو للعيان، فإننا نشاهد يبيشكين وهو يسلّم بهدوء نقوداً لكل قاطع طريق عائد من الغابة.  عن/ The Moscow News

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram