اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > 69 % من نساء بابل يتعرضن للعنف بمختلف أشكاله

69 % من نساء بابل يتعرضن للعنف بمختلف أشكاله

نشر في: 14 مايو, 2012: 07:20 م

 بابل/ إقبال محمد في احدث دراسة ميدانية اجتماعية  حصلت عليها "المدى" ظهر أن 86.8% من مجموع النساء المستهدفات تعرضن للعنف في محافظة بابل، وعن مصادر هذا العنف، أظهرت الدراسة أن الأهل يشكلون المصدر الأول له، فيما جاء المجتمع بالمرتبة الثانية ويليه الزوج.
وأكدت علياء الأنصاري رئيسة منظمة بنت الرافدين - وهي إحدى منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل والمشرفة مع الدكتور كامل الكيّم على وضع الدراسة وتطبيقها - أن المنظمة ومن خلال عملها المتواصل والدؤوب من أجل خدمة المرأة العراقية بشكل عام والبابلية بشكل خاص توصلت إلى أن أهم ما يعيق نهضة المرأة ونيلها حقوقها وتساوي فرصها مع الرجل وبالتالي قيامها بدورها القيادي في المجتمع العراقي الديمقراطي الجديد، هو تعرضها للعنف بكل أنواعه وبشكل مستمر بحيث بات ذلك العنف جزءاً من الحياة الطبيعية للأسرة العراقية والمجتمع بشكل عام. ما أدى إلى أن تستسيغ المرأة نفسها هذا العنف وتعتبره طبيعيا وجزءاً من حقوق الرجل وقواميته عليها. حلول واقعية ولكي تتمكن منظمة بنت الرافدين من تقديم حلول واقعية وجذرية لقضايا المرأة الشائكة والتقليل من العنف ضدها، نفذت عدة برامج منذ عام 2005، وما زالت تخطط وتنفذ العديد من البرامج لأجل تمكين المرأة وتأهيلها لممارسة دورها القيادي في المجتمع. وقد أثبتت التجربة، أن التثقيف والتوعية والتمكين، لا يمكن أن تأتي أُكلها دون أن يكون هناك إطار قانوني يحمي المرأة ويضمن لها حقوقها ويكفل لها العدالة في تحقيق المساواة في الفرص والحقوق بينها وبين الرجل. وأضافت لذلك، كانت الحاجة إلى قراءة واقعية وعلمية رصينة لواقع العنف الذي تتعرض له المرأة في بابل، من خلال دراسة ميدانية وعلمية لمعرفة حجم العنف الذي تتعرض له، مصادره، أنواعه، ماذا تريد المرأة؟ بماذا تفكر؟ ما هي مخاوفها؟ وما هي طموحاتها؟ وبالتالي كيف يمكن أن نحقق الحماية القانونية المرجوة للمرأة. في الوقت الذي تكاد تنعدم فيه الدراسات والإحصائيات المتعلقة بقضاياها وخاصة ما يتعلق بموضوعة العنف ضدها.وإن ما تعنيه منظمة بنت الرافدين بمفردة العنف هو: (أي اعتداء مبني على أساس الجنس يتسبب في إحداث إيذاء أو ألم جسدي أو نفسي للمرأة، ويشمل التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة أم الخاصة). ويشكل كل المفردات العنفية التي شكلت استبانة استطلاع الرأي وتم استقراء واقع المرأة من خلالها.وستكون هذه الدراسة هي الأساس الذي تعتمده المنظمة في جمع الأرقام والإحصائيات لقراءة واقع العنف ضد المرأة في بابل، والذي على أساسه ستتم كتابة مسودة مشروع قانون محلي في المحافظة لحماية المرأة من العنف من خلال تشكيل مديرية أو جهاز حكومي يضمن تلك الحماية ويؤمنها لها. وأضافت الأنصاري: لذلك قامت المنظمة من خلال كادر بحثي متخصص، بإعداد استبانة استطلاع رأي استهدفت 2500 امرأة من مختلف الشرائح (طالبات جامعة، طالبات إعدادية، موظفات، ربات بيوت، نساء ريف)، إضافة إلى استطلاع رأي 500 رجل تجاه حقوق المرأة. وخلال فترة زمنية استغرقت ثلاثين يوماً تم فيها توزيع الاستبانة في عموم المحافظة (شمال ومركز وجنوب) من قبل فرق جوالة حرصت على أن تزرع الثقة في نفوس النساء لكي يتحدثن عما يتعرضن له من عنف مع ملاحظة خوف النساء من التحدث والحذر الذي يحيط بقضايا المرأة بحكم طبيعة المجتمع العراقي وخصوصية الأسرة وقضاياها.بالإضافة إلى تنظيم منظمة بنت الرافدين عشر جلسات استماع استهدفت 200 امرأة في جلسات خاصة تحدثن فيها عن همومهن ومشاكلهن وعن طلباتهن وكيف يمكن مساعدتهن لحل تلك المشاكل.وقد أظهرت النتائج أن 86.8% من مجموع النساء المستهدفات تعرضن للعنف في محافظة بابل، وعن مصادر العنف هذا، أظهرت الدراسة أن الأهل يشكلون المصدر الأول له وبنسبة 52.%، فيما جاء المجتمع بالمرتبة الثانية وبنسبة 47.95%، يليه الزوج وبنسبة 28.6%.وقالت: هذا مؤشر خطير على نوعية التربية الأسرية التي تتعرض لها البنت في البيت، والتي يعول عليها تكوين الشخصية وبناء الذات. فالبنت الصغيرة (مشروع امرأة)، تعاني بسبب التمييز في التربية والعنف الذي يوجه إليها كالضرب والاهانة وعدم الاحترام والإجبار على فعل ما لا ترغبه ومصادرة رأيها وحرمانها من الخروج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية الترفيهية بحجة أنها (بنت)، وبذريعة الأعراف والتقاليد (عيب)، وأحيانا الدين (حرام)، وغيرها ما يخلق منها إنسانة خائفة ومترددة وغير قادرة على صناعة قرارها، إضافة إلى خوفها من المجتمع والآخر (الرجل بكل أصنافه) مما يمهد لاستضعافها في جميع مواقع الحياة وفي جميع أدوارها.مصادر العنف فنلاحظ أن مصادر العنف في الشرائح الخمسة المستهدفة، تتمحور حول الرجل (الأب/ الأخ/ الزوج/ الزميل في العمل/ الهيئة التدريسية الجامعية/ المجتمع)، والمجتمع في حقيقة أمره هو مجموعة رجال يسيطرون على أفكاره ورؤاه وينظمون قوانينه وأعرافه.وقد احتل العنف في العمل المرتبة الأولى، فقد شكل هذا النوع من العنف ضدها ما نسبته 78.6%، في حين جاء بعده العنف في المؤسسات التربوية (المدرسة والجامعة) بنسبة 76.7%، في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram