طه كمرقبل بداية الموسم الحالي لدوريالبة استبشر المراقبون والمتابعون والمحللون ورجال الإعلام والصحافة وجمهور الاندية العراقية خيراً لما آل اليه برنامج وآلية نظام الدوري الذي أعلن عنه انه يضم 20 فريقاً تلعب بطريقة الدوري من مرحلتين بعد ان انتفت الحاجة الى نظام المجاميع الذي جعل دورينا خالياً من الإثارة والندية كونه يحتم على الفرق المشاركة تأهل فريقين من كل مجموعة الى المربع الذهبي وهذا ما يجعل فرص الفرق الجماهيرية منها ضئيلة جداً مثلما حصل في المواسم التي اعقبت عام 2003 عندما إنزوت فرق الشرطة والطلبة والجوية والكرخ وحتى الزوراء الذي استطاع اخيراً ان يحصل على اللقب في الموسم الماضي.
توقع الجميع ان يحمل دوري الموسم الحالي معه بصمة جميلة تعيد الى الاذهان المواسم التي خلت والتي كانت خلالها المنافسة على اشدها واتحدى كل من يعرف هوية بطل الدوري حتى قبل موعد الدور الاخير منه بيوم واحد لتأتي ساعة الصفر في الدور الاخير وتعلن عن هوية بطل الدوري الذي كان محصوراً بين فرق الزوراء والجوية والشرطة والطلبة إلا اننا فوجئنا في هذا الموسم بتذبذب مستويات فرقنا المحلية خصوصاً الجماهيرية منها في الوقت الذي توعدت فيه ادارات تلك الاندية وملاكاتها التدريبية فرق الدوري واعلنت جهاراً ان لقب هذا الموسم لن يفلت من يدها لاسيما بعد مرحلة الإعداد النموذجي من خلال زج فرقها بمعسكرات تدريبية خارجية وبدأت حملات المزايدات في جميع انديتنا وسفرها المستمر الى تركيا وإقليم كردستان العراق تحضيراً لخوض غمار منافسات الدوري وعادت تلك الفرق للدخول في معترك الدوري بعد ان وصلت حملاتها الدعائية بخوضها مباريات عدة مع الفرق التركية وغيرها من الفرق التي عسكرت في بلدانها محققة الفوز على تلك الفرق ليبدأ انصار فرقنا العملاقة يضرب اخماس بأسداس متأملين مستقبلا ورديا ينتظر فرقهم عسى ألا تعود تلك الايام الرمادية التي مرت على تلك الفرق في المواسم الماضية إلا ان الرياح أتت بما لا تشتهي سفن هؤلاء الناس المغلوبين على امرهم بعد ان أفرزت لنا الادوار الخمسة الاولى من المرحلة الاولى تصدر فرق الجوية والشرطة والصناعة والنجف وتدني مستويات الزوراء حامل اللقب ودهوك والطلبة لتعود لنا الادوار الخمسة الثانية بحصيلة جديدة هي ارتفاع حظوظ أربيل ودهوك والجوية والكرخ وهبوط غير مبرر لفرق الزوراء والصناعة والكهرباء والمصافي وبغداد المتخم بالنجوم فيما تواضعت نتائج فريق الشرطة ليبقى يراوح في مكانه محققاً اعلى رصيد من التعادلات وصل الى عشرة تعادلات ضارباً كل الوعود التي وعد بها جمهوره ومحبيه عرض الحائط كونه المستفيد الاكثر من خلال استقطابه نخبة كبيرة من لاعبي الاندية.كل هذه الامور جعلتنا في حيرة من أمرنا كوننا لم نعد نعوّل على فريق ينفرد بنتائجه المميزة ازاء بقية فرق الدوري فكل فريق يحقق فوزين او ثلاثة ما يلبث ان يتقهقر في المباراة الرابعة لتبقى التوقعات والتكهنات مبهمة فلا بأس ان نكون في غفلة عن هوية البطل او الوصيف او صاحب المركز الثالث إلا ان تذبذب المستويات يجعلنا لم نتمكن من الاتفاق او البوح عن امكانيات فريق ما دون آخر فالجميع متشابهون بحظوظهم وادائهم ونتائجهم السلبية باستثناء فريق أربيل الذي إنفرد بعيداً بصدارة الدوري وقد أُبالغ اذا قلت ان هوية بطل الدوري قد حسمت مع نهاية المرحلة الاولى وسيكون الامبراطور الاصفر زعيماً لدوري الموسم الحالي مع بقاء نزيف الفرق الجماهيرية مستمراً من دون علاج في موسم ارتفعت فيه اسعار اللاعبين الى ارقام خيالية لم نألفها من قبل وبالتأكيد فان ادارات الاندية تلك هي المسؤولة عن هذا التذبذب وانها مؤكداً قد وضعت العلاج التام والحلول اللازمة لهذا الانحدار ، مع علمنا أن آخر الدواء الكي.
بصمة الحقيقة : آخر الدواء الكـي
نشر في: 14 مايو, 2012: 07:32 م