علاء حسن قبل ان تحتضن بغداد اجتماعات 5+1 لبحث الملف النووي الايراني في الثالث والعشرين من الشهر الجاري ، صدرت مواقف متباينة من قبل الاطراف المشاركة في الحكومة ، حول الجدوى من انعقاده ، ولاسيما انه جاء استنادا الى مقترح ايراني وافقت عليه الحكومة على حد قول النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ،
والقائمة العراقية بزعامة اياد علاوي وصفت عقد الاجتماع على لسان المتحدث باسمها النائب حيدر الملا، بأنه محاولة من المالكي لرد الجميل الى طهران لدعمها له في تولي منصب رئيس مجلس الوزراء ، وموقف اخر اشار الى ان العراق يجب ان يحرص على حل ازمته السياسية الداخلية ، ثم يلتفت الى القضايا والمشاكل الدولية والاقليمية ، ولكن نواب ائتلاف دولة القانون ، قللوا من اهمية تلك المواقف واكدوا ان العراق اصبح وسيطا مقبولا من قبل الجانب الايراني والمجتمع الدولي في معالجة الملف النووي الايراني ، بعد ان فشلت اطراف اخرى في التوصل الى حل يرضي طهران والمجتمع الدولي القلق جدا من امتلاكها اسلحة نووية، تهدد امن المنطقة .بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد نهاية اذار الماضي ، وبعد ان اعلنت الحكومة انها حققت انجازا كبيرا تمثل باستعادة حضور العراق في المحيط العربي ، توترت العلاقة مع قطر والسعودية ، وتبين ان المؤتمر لم يحقق كامل الاهداف، والدليل الانقسام العربي الواضح تجاه المشكلة السورية .الاطراف المشاركة في الحكومة لم تعترض على عقد الاجتماعات في بغداد ، خصوصا اذا اسفرت عن نتائج ايجابية ، يمكن ان تسهم في حسم الملف النووي الايراني الخاضع لمناقشات واجتماعات ، واتصالات منذ سنوات ، وبغداد ان استطاعت ان تحسم الامر، فانها تستحق ان ترفع لها قبعات كل عواصم العالم ، لانها حققت ما عجزت عنه الدول الكبرى ، وايران التي دعمت المالكي ليكون رئيسا للوزراء بحسب النائب حيدر الملا ، بامكانها ان تعطي تنازلات مقابل ضمان الحصول على موقف لصالح النظام السوري ، والامر ليس مستبعدا خصوصا اذا كانت التنازلات تأخذ شكل المراوغة وكسب المزيد من الوقت .التفسير الرسمي العراقي لاجتماعات 5+ 1 متفائل جدا في انها ستحقق نتائج ايجابية ، لان الموضوع ليس له علاقة باتفاقات اربيل ، وتحقيق مبدأ الشراكة في ادارة الدولة ، والقضايا الخلافية حول الدستور، ومسائل التوازن والملفات الشائكة بين الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، واستنادا الى التفاؤل الرسمي يبدو ان المزاج العراقي قادر على حسم المشاكل الاقليمية والدولية ، وعاجز عن الاقتراب من "الورطة المحلية" ، و لهذه المعادلة المضطربة اسباب وعوامل ، يعرفها المشاركون في العملية السياسية ، ورؤساء الكتل النيابية ، ومن يعلن يوميا تحذيراته من مخاطر التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي.اجتماعات 5+1 ربما ستنعقد قبل المؤتمر او الملتقى او اللقاء الوطني، الذي تم تأجيله لخاطر "عيون القمة العربية" ومن المتوقع ان يحدد موعده بعد بحث الملف النووي الايراني ، لان الاطراف الحريصة جدا على معالجة المشاكل الدولية قبل المحلية ، ترى الازمة السياسية العراقية مصطنعة او مستنسخة مثل النعجة" دولي ".
نص ردن: 5+1
نشر في: 14 مايو, 2012: 08:26 م