 كربلاء/ أمجد عليمراكز المدن والمحافظات العراقية متخمة بالأزمات وغياب الخدمات، فكيف الحال بالأقضية والنواحي، بالتأكيد أنها تعادل المراكز في مستوى معاناتها وعلى مختلف المستويات، دعونا اليوم نذهب باتجاه قضاء مهم من أقضية كربلاء، فهو منجم للكثير من المثقفين والسياسيين والأدباء، إنه قضاء طويريج الذي طالب مواطنون فيه الحكومة المحلية في كربلاء بدرج مشروع إنشاء جسر ثالث في مدينتهم، على أن يكون بين الجسرين القديم الذي أنشئ وافتتح عام 1957، والجديد الذي أنجز قبل عامين ولم تنته مقترباته بعد ليخفف الزحام عن وسط المدينة التي تعد المدخل الشرقي لمدينة كربلاء خلال الزيارات الدينية، فضلا عن مدخلها في نقل وحركة البضائع التجارية والسياحية.
معبر لمحافظات الجنوبويقول محمد الياسري وهو صاحب مكتب للعقارات في المدينة: إن مدخل مدينة الهندية التي تعرف في العراق بمدينة طويريج، لم يزل يشكو حاله وضيقه.. ويضيف أن المدينة تعاني الأمرين كما يقال، فالمركبات المختلفة القادمة من كربلاء والذاهبة إلى الجنوب عن طريق محافظة بابل والمركبات القادمة من الجنوب عن طريق محافظة بابل لا بد أن تمر جميعها وبالاتجاهين بمدينة طويريج، وهذا يعني أن مئات المركبات يوميا تمر بالمدينة وبشارع ضيق لا يتعدى عرض ممره الواحد خمسة أمتار، وهو ممر يصلح لشوارع فرعية في مدينة اعتيادية أو أحياء سكنية.. ويشير إلى أن الأمر يتطلب خطة جديدة لخارطة مدينة مستقبلية ومنها إنشاء جسر ثالث ليس فقط على نهر الفرات بل أن يكون جسرا ومجسرا ينقل المركبات من فوق وسط المدينة باتجاه المخرجين الشرقي على طريق بابل والغربي على طريق كربلاء.خمسة آلاف مركبةويقول الشرطي المرور "أبو علي": أن لا إحصائية دقيقة لعدد المركبات التي تمر على جسر طويريج القديم، إلا انه قدر العدد بأكثر من خمسة آلاف مركبة يوميا، وقال: ربما الأمر أكثر من ذلك لان الحركة مستمرة طوال ساعات اليوم بما فيها ساعات الليل.. ويضيف أن الجسر الجديد - الذي تم إنشاؤه، وهو يبعد عن منتصف المدينة بمسافة تزيد على كيلومترين - أولا لم ينجز بالكامل، وثانيا لا تستخدمه المركبات إلا الثقيلة منها، في حين أن المدينة تعاني من مركبات المسافرين وهي الأكثر عددا. ويشير إلى أن الأمر صعب جدا وهناك حوادث في كل يوم خاصة وأن المدينة يقطعها الفرات وجدولي أبو غرق وبني حسن، وعلى المسؤولين وضع مخططات لجسر ومجسر يعبر الأنهار ووسط المدينة أو أن يكون هناك طريق دوار يبدأ من نقطة التقاء الطرق الخارجية ويدور حول المدينة ثم يلتقي بالطريق الخارجي الآخر لربط طريق كربلاء - الحلة بهذا الطريق الدوار، والذي يحتاج بكل تأكيد إلى جسر ثالث وهو الحل الأمثل والأقرب إلى الواقع لأننا سنسمع أن التخصيصات لا تكفي.مطالب حكوميةمن جهته، يقول النائب الأول لمحافظ كربلاء عباس حميد الموسوي: إن مدينة طويريج ليست مدينة متكئة على نهر بل هي مدينة التقاء الفرات الأوسط بالجنوب ومدينة التقاء الفرات الأوسط بكربلاء، وتتحمل وزر الإهمال الذي عانته في زمن النظام السابق.. ويضيف أن الأمر تغير بعد سقوط النظام، وهناك اهتمام بالبنى التحتية التي هي مدمرة، فهناك مشاريع للمجاري والطرق وشبكات الماء وأيضا تم تنفيذ مشروع جسر جديد على نهر الفرات وسط المدينة، ولكن الأمر يحتاج إلى حسر ثالث، وأنا أطالب مثل مواطني المدينة بإنشاء الجسر من اجل حل الاختناقات  الحاصلة خصوصا في الزيارات المليونية الكبيرة.. ويوضح: أن الإرباك الكبير الذي يحصل لكثافة السيارات الداخلة والخارجة إلى كربلاء أثناء الزيارات يولد ضغطا كبيرا على الجسور المقامة حاليا، مما يحتم  إنشاء جسر ثالث.. ويحدد الموسوي موقعه أن يكون مقابل مستشفى الجمعية في المدينة  في تقاطع ملييج، مؤكدا وجود شوارع مبلطة في المنطقة ولا توجد أية معوقات أو صعوبات مما يسهل إنشاء الجسر، موضحا أن قضاء الهندية يمثل مدخلا رئيسيا للمحافظة، يسلكه الكثير من الزائرين من المحافظات الوسطى والجنوبية وحتى من باقي دول العالم مما يستوجب إقامة مثل هكذا جسور للتخفيف  من الزحام الحاصل.