بغداد/ جواد محمد الكتل الكونكريتية التي تقطع شوارع بغداد، وغلق العديد من الطرق الرئيسية والفرعية، ومواكب المسؤولين التي ما أن تمر حتى يفرض على السيارات التوقف جانبا، كل هذه، منغصات يعانيها المواطنون منذ سنوات.إلا أن الجديد في الأمر هو عرقلة مشروع (التاكسي النهري) الذي يعتبر الحل الأمثل لأزمة الاختناقات المرورية من قبل سكان المنطقة الخضراء، تحت ذريعة حماية المنطقة وتأمينها من جانب نهر دجلة.
حسين كاظم من سكنة منطقة الكريعات، شمالي بغداد، يمنّي النفس بمشروع التاكسي النهري حيث سيؤمن له الانتقال بأسرع وقت ممكن إلى أماكن مختلفة في بغداد بعيدا عن الاختناقات المرورية، بحسب ما ذكر لـ"المدى".أما علي حسين من سكنة منطقة الجادرية، جنوبي العاصمة، يقول لـ"المدى": إن "التاكسي النهري كالحلم إذا ما تحقق سيخفف علينا متاعب الطريق وزحمة السير الخانقة".مدير شركة النقل البحري سمير عبد الرزاق يوضح لـ"المدى" أن التاكسي النهري هو حل جيد لأزمة الاختناقات المرورية, إذ نحن نركز بالدرجة الأساس على نقل الطلبة الجامعيين، مضيفا "هنالك لجنة ثلاثية مشتركة من وزارة النقل متمثلة بشركتنا ووزارة الموارد المائية وأمانة بغداد مسؤولة عن مشروع التاكسي النهري".مدير قسم المتابعة والتخطيط في شركة النقل البحري سعد كاظم الطائي بين أن شركة (marine enrgie) الفرنسية المتخصصة بهذا المجال قامت بمسح نهر دجلة بالكامل ضمن حدود مدينة بغداد وتم تعيين مواقع 22 مرسى في أواخر آب من العام الماضي". وأضاف الطائي لـ"المدى" أن شركته جادة في إكمال المشروع "وفي حال توفر الموافقات الأمنية والفنية على التصاميم المقدمة من قبل الشركات المستثمرة فإن وقت التنفيذ لا يتجاوز عام واحد، كما يجب توفر الزوارق المعدة للعمل حسب الشروط الموضوعة من النقل النهري".واختتم قائلا: إن "المراسي ستكون مزدوجة العمل وليست فقط للنقل, وإنما ستكون للسياحة وترفيه المواطنين"، مبينا أن المراسي بنظام البطاقة الالكترونية.أما المهندسة المشرفة على المشروع بشرى إسماعيل فقد بينت لـ"المدى" أن الموافقات الأمنية هي سبب تأخر العمل إذ أن "هنالك منعا للزوارق المدنية من المرور في مياه نهر دجلة التي تطل عليها المنطقة الخضراء". وأضافت أن "التاكسي النهري من المفروض أن يسري من منطقة الكريعات شمالي بغداد وصولا إلى منطقة الجادرية جنوبي العاصمة، لنقل الأشخاص بين تلك المنطقتين والمناطق الأخرى التي يمر بها النهر، وكذلك الانتقال بين ضفتي نهر دجلة".واختتمت قائلة: إن "العمل بدأ بثلاثة مراس وهي خضر الياس والعطيفية، وأبو نؤاس، لكن العمل متوقف في مرسى أبي نؤاس بسبب أعمال الكري واستحصال الموافقات الأمنية".مدير مراسي بغداد وعضو اللجنة الثلاثية سعد علي حمد قال لـ"المدى": إن فترة تجهيز المرسى لا تتجاوز الشهرين إذا ما توفرت الموافقات والظروف الملائمة للعمل.وعقب حمد على رأي مدير قسم المتابعة والتخطيط سعد الطائي بشأن وقت تنفيذ المشروع أن "أثني عشر شهرا مدة كافية لانجاز المراسي الأساسية العشرة على الأقل، فيما إذا صدرت الموافقات الأمنية".وأكد أن "المشروع لن ينجز في العام الحالي ولا حتى العام المقبل بسبب عدم استحصال الموافقات الأمنية".
سكان المنطقة الخضراء يعرقلون مشروع "التاكسي النهري"

نشر في: 16 مايو, 2012: 07:40 م