 الناصرية/ حسين العاملهياكل حديدية من الأنقاض، أكوام من النفايات، ومحال مشرعة الأبواب يترقب أصحابها عودة التيار الكهربائي ليستأنفوا أعمالهم التي توقفت بسبب الانقطاع غير المبرمج للتيار، هكذا يتجلى المشهد في الحي الصناعي بمدينة الناصرية الذي ما زال يعاني من النقص الحاد والمزمن في الخدمات الأساسية.
يقول أبو عادل، صاحب محل لتصليح السيارات في البلوك الأول في الحي الصناعي لـ"المدى": إن معاناة أصحاب المحال الصناعية في الحي كثيرة "ومن جملتها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ولساعات طويلة ما يتسبب في الكثير من الأحيان بتعطيل مصالحنا وحرماننا من مصدر رزقنا الذي يعتمد بالدرجة الأساس على الكهرباء".وأوضح ما يواجهه أصحاب المحال الصناعية من مشاكل ومعوقات في عملهم اليومي "معدل ما يجهز به الحي الصناعي من الطاقة الكهربائية يتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات طيلة فترة النهار".وتابع بالقول: "مجمل أعمالنا ترتبط بالكهرباء كالخراطة والتفريز واللحام وأعمال الكهربائيات وتصليح الإطارات وشحن البطاريات، إضافة إلى صبغ وسمكرة السيارات والأعمال الأخرى التي تتطلب وجود واستمرار التيار الكهربائي".وأكد أبو عادل أن ذلك "اضطر الكثير من أصحاب المهن إلى هجر محالهم والانتقال إلى مراكز المدن وفتح محال لممارسة مهنهم هناك"، مضيفا أن هذا "أخذ يؤثر سلبا على طبيعة النشاط الاجتماعي والبيئي في مركز المدينة وينعكس سلبا على حركة العمل وأرزاق أصحاب المحال في الحي الصناعي".ولفت إلى أن الكثير من أصحاب السيارات أخذوا يفضلون تصليح سياراتهم داخل المدن ويتجنبون المجيء للحي الصناعي الذي يبعد عن مركز الناصرية بنحو 10 كم.وتابع أبو عادل وهو يروي تفاصيل ما حصل ويحصل من تراجع في النشاط الصناعي في أكبر حي صناعي في محافظة ذي قار: "يفتقر الحي الصناعي في الناصرية لأعمال النظافة المنتظمة والشاملة حيث تنتشر النفايات وأنقاض وهياكل السيارات في شوارع الحي، وهو ما يعيق حركة العمل والنشاط الصناعي".وأفاد بأن "هناك مشكلة التجاوز من قبل بعض الأفراد على حوض الشارع والأرصفة، إذ قام بعض المتجاوزين ببناء أكشاك خاصة خلافا للتصميم الأساس للحي المذكور"، لافتا إلى أن "الكثير من شوارع الحي الصناعي تعاني من الحفر وتراكم طبقات من الأطيان والدهون، وهي اليوم أحوج ما تكون إلى إدامتها وصيانتها بصورة مستمرة بسبب طبيعة الأعمال الصناعية والنشاطات غير التقليدية التي تتطلب الإدامة المستمرة".من جانبه، دعا علي حسن، صاحب محل حدادة في البلوك الرابع، إلى استحداث مفارز خاصة للإطفاء والإسعاف الفوري والشرطة في الحي الصناعي، مؤكدا حصول الكثير من الحرائق والحوادث الطارئة التي تتطلب تدخل تلك المفارز بالسرعة الممكنة.ولفت حسن في حديثه لـ"المدى" إلى جانب آخر من نقص الخدمات يتمثل بانقطاع الماء لفترات طويلة خلال فصل الصيف، فيما تتراكم الأطيان والأوحال في شوارع الحي طيلة فصل الشتاء ما يؤدي إلى عرقلة حركة سير المركبات في شوارع الحي وبالتالي تعطل حركة العمل وحرمان أصحاب المحال من مصدر رزقهم الأساسي.ودعا حسن الجهات المعنية إلى تقوية ضخ مياه الشرب واستحداث شبكة مجار نظامية لتصريف مياه الأمطار، مطالبا بإعادة الحياة للهواتف الأرضية التي ما زالت متوقفة عن العمل منذ عدة أعوام.مسؤول اللجنة النقابية في الحي الصناعي عبد الله نعيم عبد الكريم، أشار إلى أن لجنته وعددا من أصحاب المحال في الحي الصناعي قدموا وعلى مدى الأعوام الماضية عدة طلبات إلى محافظ ذي قار ونائبه ورئيس مجلس المحافظة بشأن تحسين واقع الخدمات في الحي، لكن دون جدوى.وذكر لـ"المدى" أن مطالباتهم كانت تتمثل بتأمين التيار الكهربائي لأصحاب المحال خلال ساعات العمل التي تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الساعة الثالثة ظهرا، وتنظيف وتبليط وإنارة شوارع وبلوكات الحي، فضلا عن تزويد الحي بمفارز إطفاء وإسعاف وشرطة كما كان معمولا به في السابق وذلك لأغراض أمنية ووقائية.وقال: "كما تضمنت المطالبات الدعوة إلى مفاتحة الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية بشأن تمليك المحال الصناعية لشاغليها كونهم أمضوا نحو 30 عاما على استئجارها وفق نظام المساطحة من مديرية البلدية، وكذلك تضمنت المطالبات الحد من زيادة بدلات الإيجار التي تفرضها الدائرة المذكورة بين آونة وأخرى".