TOP

جريدة المدى > محليات > سرطان الثدي يفتك بنساء البصرة والأسباب متعددة

سرطان الثدي يفتك بنساء البصرة والأسباب متعددة

نشر في: 19 مايو, 2012: 07:55 م

 البصرة / ريسان الفهد 18 عاما من المعاناة قضتها أم علاء بانتظار زوج اختطفته الحرب العراقية الإيرانية إذ شاء قدره أن يقع في الأسر، تاركا زوجته الشابة مع أبناء وبنات هي معيلهم الوحيد، حتى كبروا وبدؤوا يعيلون أنفسهم، فتزوج بعضهم وعاد الزوج من أقفاص الأسر ليجد نفسه جداً وأبا لعائلة لا ينقصها سوى وجوده.
أم علاء ربة البيت من أهالي البصرة، عملت في مهن عدة لتأمين لقمة العيش لعائلتها، فهي حينا خياطة، وحينا (خبّازة)، كما جربت حظها في بيع وشراء السلع برأس مال بسيط، إلا أن سعادتها بتنشئة عائلتها وتزويج عدد من أبنائها وبناتها، وفرحتها بعودة زوجها من الأسر، لم تكتمل عندما اكتشفت أم علاء أنها مصابة بسرطان الثدي، هذا المرض الذي فتك بالكثير من نساء البصرة. أم علاء الآن في جولة مكوكية بين المستشفيات والأطباء، بسبب الوضع المادي وارتفاع أسعار العلاج وتكاليف الفحوصات الطبية والتنقل، اضطرت المرأة إلى قبول التبرعات التي يقدمها البعض من الأقارب والأصدقاء ومساعدات المنظمات الإنسانية، وما زال الأمل يحدوها بالشفاء من مرضها لتهنأ بما تبقى من سنوات عمرها بحياة مستقرة على أقل تقدير. الدكتورة نوال سعود ذكرت لـ"المدى" أن السرطان تفتك بالنساء من مختلف الأعمار وحتى غير المتزوجات منهن، عازية ذلك إلى أسباب عدة "أبرزها البيئة الملوثة في عدد من مناطق البصرة، وخاصة حديد السكراب ومخلفات الحروب التي كانت المحافظة مسرحا لها".وأشارت إلى أن "المرأة تتحمل الجزء الأكبر من المشكلة وهو عدم التشخيص المبكر للمرض والإهمال في العلاج إلى أن يستفحل ويتحول إلى مرض قاتل حين ينتشر في أنحاء الجسم". الصحفية الراحلة أم رغيد والتي أعدت الكثير من التقارير والاستطلاعات الصحفية عن مرض سرطان الثدي، لم يدر في خلدها أنها ستكون إحدى ضحاياه، وبالرغم من تكفل إحدى المنظمات النسوية في البصرة بعلاج أم رغيد خارج البلاد، إلا أن المرض لم يمهلها كثيرا، لتودع الحياة تاركة خلفها زوج وعائلة منكوبة بفقدها. الناشط المدني جواد القطراني قال "على الحكومة المحلية أن تعالج مسببات المرض وهي رفع المخلفات الحربية المسرطنة، بالتنسيق مع دائرة الصحة ومديرية البيئة في البصرة، وتبني مبدأ الوقاية خير من العلاج، من خلال تنظيم ورش وندوات توعوية صحية حول السرطان في القرى والأرياف والمناطق النائية وخاصة المناطق القريبة من المخلفات الحربية". وأكد لـ"المدى" على ضرورة التنسيق بين دائرة الصحة ولجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة والمراكز الصحية في البصرة لتأخذ دورها الحقيقي في هذا المجال. وبهذا الصدد تقول الدكتور نهلة سلمان في حديثها لـ"المدى" إنه تم عقد العديد من الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية حول السرطان "وطالبنا بتجهيز المراكز الصحية بأجهزة الكشف المبكر عن السرطان في المحافظة وإرسال المصابين بمرض السرطان للعلاج خارج البلاد على نفقة الحكومة المحلية".وأضافت "لابد من متابعة بناء المركز العام لعلاج السرطان في المحافظة ومفاتحة وسائل الإعلام لتأخذ دورها في التوعية الصحية في المجتمع، ومفاتحة دائرة الصحة لتشكيل فرق نسوية جوالة لإجراء الفحص للنساء في القرى والأرياف، إلى جانب القيام بحملة للكشف المبكر للسرطان في المدارس الثانوية للبنات والكليات"، مشددة على ضرورة رفع المخلفات الحربية المسرطنة وإجراء الفحص عليها ورفع المحارق ونقل أماكن الطمر الصحي إلى خارج المدن، ومنع رعي الحيوانات داخل مركز المحافظة والقرى والأرياف.واستدركت سلمان لأن بعض هذه الأفكار والتوصيات تم الأخذ بها من قبل الجهات المعنية "ولكننا نطمح إلى المزيد لغرض بذل أقصى الجهود للحد من سرطان الثدي والإصابات السرطانية الأخرى".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعطل الدوام الأحد المقبل

إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية

بعد سنوات عجاف… هور الشويجة يعود إلى الحياة من جديد

البرلمان يناقش نظام المحاولات وتدرج ذوي المهن الطبية في جدول أعمال جلسته غدًا

إيران تتعهد بتعزيز الشفافية النووية وترفض التفاوض تحت التهديد

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة
محليات

اعتقال أبرز ناشطي التظاهرات في ذي قار يعيد الملاحقات الأمنية لمحتجي تشرين إلى الواجهة

 ذي قار / حسين العامل   أعربت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram