علاء حسن دول المنطقة العربية حريصة جدا على اطلاق القاب على الرؤساء والملوك، تجاوزت السائد والمألوف مثل صاحب السيادة والسمو والجلالة ، الى القائد الرمز والضرورة ، وصاحب الانجازات التاريخية ، وراعي الأرامل واليتامى ، ومنقذ الفقراء من الجوع ، والعاطلين من البطالة،
والمدافع عن المؤمنين من الكفار والزنادقة ، وغيرها من هذه الاوصاف التي يرددها ويستخدمها عادة الاعلام الرسمي .في العراق اعتاد كتاب العرائض على استخدام عبارات لم تكن مستخدمة سابقا ، فالطلب الموجه الى الوزير الفلاني ، يجب ان يركز على تقديم المزيد من التقدير والاحترام لصاحب المعالي ، والعرضحالجية استلهموا من الخطاب الاعلامي الرسمي اسلوب مخاطبة المسؤولين ومناشدتهم في الاستجابة لطلبات المراجعين ، في الحصول على راتب الرعاية الاجتماعية او معالجة حالة مرضية مستعصية " على حساب الحكومة " ، والعرضحالجي في مخيلته العديد من العبارات الجاهزة ، وحينما يرى الطلب صعبا ، يكتب عبارة الرجاء الموافقة على اسعاف الطلب حسب الضوابط مع فائق الاحترام لمعاليكم . قبل ايام قدم اهالي حي العامل بجانب الكرخ طلبا الى آمر لواء في الشرطة الاتحادية مسؤول عن فرض الامن في حيهم ، يتضمن ازالة حواجز كونكريتية في شوارع الحي ، ورفض الطلب لاسباب امنية ، مع وعود برفعها بعد الحصول على موافقات الجهات العليا ، والحواجز بنظر الاهالي "عكرة في الطريق " وضعت من قبل مسؤول امني سابق ، ولم يبادر اللاحق بازالتها لان الامر لايتعلق بصلاحياته ، وانما بشخص اخر ، صاحب القرار في هذا الشأن .صاحب القرار بازالة الحواجز يستحق ان يقدم له ابناء العاصمة بغداد طلبات تعنون الى "معالي صاحب العكرة " تتضمن الرجاء والتوسلات بفتح بعض الشوارع والطرقات، وسط احتفال شعبي كبير تنطلق فيه الهلاهل والاهازيج ، وترتسم الابتسامات وملامح الانشراح والسعادة على الوجوه لان "معالي صاحب العكرة" قرر ، وبعد دراسة عميقة وتحليل الموقف الامني ومشاورات مع الجهات المختصة فتح الشارع المغلق منذ خمس سنوات .في الايام المقبلة وبعد التأكد من التحسن الامني، كما ذكر مراسل فضائية قامت بتغطية احتفالية بافتتاح شارع مغلق، سيتخلص المواطنون من اعباء الحواجز ، وسيشعرون بجماليات المكان ، وسيتحقق التواصل الاجتماعي بين ابناء الحي الواحد ، ويغلقون الى الابد صفحات سنوات العنف والاحتقان الطائفي ، وينهي المراسل تقريره بابتسامة عريضة ، ثم تواصل المذيعة النشرة ، بقراءة برقية رفعت من المواطنين الى الجهة الفلانية ، تضمنت الإشادة بدور القادة الأمنيين وفي مقدمتهم معالي صاحب "العكرة" في رفع الحواجز الكونكريتية .بجهود العرضحالجية والعاملين في الاعلام الرسمي سيتفوق العراق على جميع بلدان المنطقة في منح الالقاب للمسؤولين ، وهذا الامتياز ، لم يأت من فراغ بل نتيجة جهود جبارة بذلتها الجهات العليا ، عندما اعتمدت خططا امنية وفرت فرص استتباب الامن في المناطق الساخنة ، ولذلك استحق "معالي صاحب العكرة " هذا الوصف ، مع منحه نوط الشجاعة .
نص ردن: معالي صاحب "العكرة"
نشر في: 19 مايو, 2012: 08:13 م