بغداد/ المدىالإعدام بالغاز السام من الوسائل القديمة التي ما زالت تستخدمها خمس ولايات أميركية، بيد أنها جميعها تعطي الخيار للمحكوم عليه إن أراد استبداله بالحقنة القاتلة. ينفذ الحكم في غرفة معزولة الهواء، ويقوم الجلاد بوضع أقراص سيانايد البوتاسيوم في إناء يقع أسفل الكرسي الذي سيقيد إليه السجين لاحقاً، وبعد إدخال السجين إلى الغرفة وتقييده إلى كرسي الإعدام تغلق الغرفة المعزولة، ويصب الجلاد كمية من حمض الكبريتيك المركز في أناء خارجي متصل عن طريق أنبوب طويل بالإناء الواقع أسفل كرسي الإعدام، وتسحب ستائر عن الشباك الزجاجي المطل على غرفة الشهود، ويطلب من السجين أن يدلي بحديث إن شاء.
بعد ذلك يقوم الجلاد بسحب مقبض خاص فيسمح للحامض المركز بالوصول إلى أقراص سيانايد البوتاسيوم فينبعث غاز سيانايد الهيدروجين السام ويتصاعد ليملأ هواء غرفة الإعدام. يغيب السجين عن الوعي خلال دقائق ثم يموت بسبب تأثير الغاز السام الذي يعطل إنزيمات التنفس الخلوي، فلا يدخل الأكسيجين الخلايا. يضخ غاز الأمونيا إلى الغرفة لمعادلة غاز السيانايد في غرفة الإعدام، ثم يدخل الحراس إلى غرفة الإعدام وهم مرتدون قناعات واقية من الغازات السامة، فيحملون الجسد الميت إلى الخارج ليتأكد طبيب السجن من موته.ويعتبر الإعدام باستخدام الطوق الحديدي الخانق ثاني وسائل الإعدام التي انقطع استخدامها. وتتكون هذه الوسيلة من مقعد يوثق عليه السجين بينما يقوم الجلاد بوضع طوق حديدي حول عنقه ويضيّقه تدريجياً ليضغط على العنق إلى أن يموت مختنقاً؛ وأحياناً يكون الطوق مزوداً ببروز مقابل الفقرات العنقية؛ فيتسبب ضغطه الشديد في كسر عنق المحكوم عليه. وقد استمر استخدام هذه الوسيلة في أسبانيا إلى أن ألغيت عقوبة الإعدام عام 1978م. وكانت بعض هذه الأطواق مزودة بشوكة معدنية تنفذ إلى النخاع العصبي. وتعتبر دولة أندورا الواقعة بين فرنسا وأسبانيا آخر دولة تلغي استخدام هذه الأداة في عام 1990م.ومن طرق الإعدام التي عُرفت على نطاق واسع في العصر القديم (الصلب). وقد اشتهر الصلب بسبب الواقعة المتعلقة بالمسيح عليه السلام؛ وانقسمت الديانات حول الاعتقاد في ذلك، فالإسلام يعتقد أن المصلوب شبيه المسيح، بينما يعتقد النصارى أن المسيح هو الذي صُلب فعلاً. وكان الصليب آلة للتعذيب والقتل، حيث يوضع صليب خشبي ضخم على الأرض في البداية وتثبت عليه أطراف المصلوب بواسطة مسامير كبيرة تدق إلى الخشب من خلال يديه وقدميه. يرفع الصليب بعد ذلك ويثبت في وضع قائم ويترك المصلوب معلقاً عليه إلى أن يموت بعد عدة أيام من العطش والألم والتعرض لعوامل الطبيعة من الحر، والبرد، والطيور الجارحة (وأما الآخرُ فيُصلبُ فتأكلُ الطيرُ من رأسه) (يوسف:41)، وكذلك الحشرات، وغير ذلك حسب المكان والزمان. وظهرت طريقة عجيبة للإعدام إبان الثورة الفرنسية أسموها تندراً (الزواج الجمهوري) حيث يُقتل المحكوم عليهم بالموت أزواجاً، في كل مرة رجل وامرأة يربطان معاً متقابلين وهما عاريين تماماً، ثم يغرّقان في الماء.وقد اخترعت عصابات المافيا في الولايات المتحدة طريقة غريبة لإعدام أعدائهم أو الوشاة منهم، يمكن تسميتها (الأحذية الأسمنتية)، الهدف منها بطبيعة الحال إخفاء معالم الجريمة. توضع قدما الضحية في وعاء أو صندوق خشبي يُملأ بالأسمنت، ثم يلقى في وسط النهر أو في عرض البحر ليستقر في القاع بسبب الثقل. هذه الطريقة ما زالت تُستخدم ونراها في أفلام (المافيا)، وقد شاع مصطلح أن فلاناً (يرقد مع الأسماك) كناية عن هذه الطريقة المبتكرة.وكانت عقوبة الخيانة العظمى في العصور الوسطى أن يشنق السجين ويقطع جسده إلى أربعة أجزاء، وقد قتل آلاف من الأشخاص بهذه الوسيلة إلى أن انتهى استخدامها عام 1814م. يُسحب السجين وهو مربوط فوق إطار خشبي إلى مكان المشنقة في ساحة عامة حيث يعلق من عنقه لمدة وجيزة ثم يُنزّل منها قبل أن تتحقق وفاته. بعد ذلك تبقر بطنه وتُستخرج أحشاؤه وتستأصل أعضاؤه التناسلية وتحرق أمام ناظريه. وفي النهاية يقطع جسده إلى أربعة أجزاء ويفصل رأسه عن جسده. أما التعذيب والقتل بالعجلة فيتضمن ربط السجين إلى عجلة ضخمة، فتمدد يداه ورجلاه على استقامة الأضلاع الموصلة بين إطارها المستدير ومركزها، وكلما دارت العجلة انهالت ضربات عشوائية على جسمه وأطرافه بواسطة قضيب حديدي ثقيل أو قادوم فتنكسر عظامه، وقد يظل الشخص يتعذب لعدة أيام قبل أن يموت.أما ربطة العنق الكولومبية فتتمثل في شق مقدم العنق أفقياً بأداة حادة وجذب اللسان إلى الخارج ليتدلّى من خلال ذلك الشق. وقد اشتهر هذا النوع من الإعدام في كولومبيا خلال حقبة من العنف والقتل. وفي الصين اخترع الوزير (لي سي) طريقة للإعدام، انتهى به الأمر أن أعدم بها هو نفسه. تبدأ الطريقة بقطع أنف السجين، ثم تُقطع يداه وقدماه من خلاف، ثم يُخصى، وأخيراً يُفصل جسمه من وسطه عرضياً إلى نصفين. كما شاع في الصين القتل بالتقطيع البطيء منذ العام 900 قبل الميلاد إلى عام 1905م، حيث وصف بأن جسد المحكوم عليه يقطع إلى ألف قطعة. الهدف من الطريقتين تعذيب السجين وقتله قتلاً بطيئاً ومؤلماً. ومن الطرق المشابهة تقطيع الجسد رأسياً إلى نصفين بالمنشار؛ حيث يعلّق السجين من قدميه وتكون ساقاه منفرجتان ثم يُشرع في نشره بمنشار ضخم ابتداء من منطقة العانة إلى أن يصل المنشار إلى العنق والرأس، والهدف من ذلك أن يظل على قيد الحياة إلى آخر لحظة.
من وسائل الإعدام القديمة والحديثة
نشر في: 20 مايو, 2012: 06:44 م