بغداد/ المدىكانت تعيش حياة زوجية هادئة ومستقرة مع زوجها وطفلها ... إلا أن الشيطان اقتحم حياتها في صورة شاب وسيم أسقطها في شباكه واحتواها بكلماته المعسولة ولم تعد تستطيع الابتعاد عنه ... نسيت (ح) نفسها ... وتناست زوجها وطفلها ولم تعد ترى أو تسمع سوى عشيقها ...
وأصبح كل تفكيرها منحصرا في لحظات المتعة التي تعيشها بين أحضان عشيقها ... وعندما شعر الزوج بما يدور من حوله وبدأ يضيق الخناق حول زوجته ... ومنعها من خروج البيت إلا بصحبته ، قررت التخلص منه وأزاحته عن طريقها، حيث اتفقت مع حبيبها على قتل زوجها وشريك عمرها ... وهو ما حدث بالفعل ... واليكم تفاصيل ملفات هذه القضية التحقيقية ... منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها اخفق قلب (م) بالحب نحو (ح) وقرر التقدم لخطبتها ورحّب أهلها بالعريس الذي يتمتع بأخلاق طيبة وينتمي الى أسرة معروفة في النجف ... لم تمض سوى بضعة أشهر حتى تم الزواج الذي أثمر عن طفل جميل زاد من تقارب الزوجين الشابين ... خلال تلك السنوات لم تنطفِ نار الحب في قلب الزوج الذي يفعل كل ما يستطيع من اجل إسعاد زوجته فلم يكتف بعمله كمعلم في احد المدارس الابتدائية الريفية فجمع كل ما ادخره وافتتح دكانا صغيرا يبيع فيه الحاجيات المنزلية الضرورية ... وصار يقضي يوما بأكمله بين عمله في المدرسة والدكان وأصبح لا يعرف الراحة سوى بالليل ... وعلى الجانب الآخر كان الوضع مختلفا عند الزوجة فبدلا من أن تكون مع زوجها وبما يكابده من اجلها ... بدأت تشعر بالملل لبعده عنها ولابتعاده طيلة اليوم عن البيت حتى لو كان ذلك من اجلها، ومن اجل ذلك انطفأت كل المشاعر الحارة لديها تجاهه وأصبحت تعامله بمنتهى اللامبالاة .. وتطورت الأمور بظهور (ع) وهو شاب في مقتبل العمر في الثالثة والعشرين ورغم أنها كانت اكبر منه إلا أنها استسلمت تماما لنظراته واستجابت لكلامه معها في الموبايل... كان (ع) يقطن في منطقة قريبة من منطقتها... ولكنه رآها ذات يوم وهي تقف في دكان زوجها الذي خرج ليشتري بعض البضائع للدكان من المدينة... جاء يشتري علبة سجائر فتحدث معها ... وطال الحديث وعندما شعر بميلها له أصبح يمر عليها ويكلمها بالموبايل يوميا حتى وقعت في مصيدته... مصيدة الحب المحرم !... ولقاء بعد لقاء استدرجها إلى منزله لقضاء ساعات الحب، ولكن عندما بدأ جيرانه يتذمرون من تردد هذه المرأة عليه... اقترحت عليه اقتراحا وهو أن يصادق زوجها حتى يستطيع التردد عليها في منزلها دون أن يشك احد في أمرهما ... وتماشيا مع تفكيرها بدأ (ع) يحضر ومعه بعض الحبوب المخدرة لعشيقته لدسها لزوجها وطفلها في الأطعمة قبل حضور عشيقها بوقت مناسب ليأتي (ع) ويجد كل شيء متاحا لممارسة حبه المحرم في منزل الزوجية ...!آخر المطاف فجأة تحولت النزوة العابرة إلى حب حقيقي في نفس العاشقين وأصبحا لا يطيقان البعد عن الآخر ولذلك قررا أن يزيحا كل العقبات التي يمكن أن تقف في طريقهما ليتزوجا ... هنا تحول الحب إلى شيطان يبيح لهما القتل .. وعكف (ع) يخطط لجريمته بإتقان على أمل أن تكون جريمته كاملة ، وفي الليلة المحددة ذهب وتعمد أن يتحدث مع أصدقائه وجيرانه ويسامرهم ثم ينصرف إلى منزله بعد أن اخبرهم بأنه متعب وسينام حتى الصباح ... وعندما هدأت الحركة في العاشرة مساءً ارتدى ملابسه واستقل سيارة شقيقه البيك اب التي أعدها للمهمة التي سيقوم بها في تلك الليلة ... وعندما وصل بيت عشيقته كانت هي الأخرى قد قامت بالجزء الخاص بها وهو تخدير زوجها ... وبالفعل عندما دخل إلى بيتها حمله بعد أن وضعه في كيس كبير من النايلون خيطه لهذه الجريمة بعدما وضع الجثة في السيارة وغطاها بكمية من المحاصيل الزراعية وصناديق الطماطة وتوجه بها إلى طريق أبو صخير، وفي مبزل نائي انزل الجثة وقام بطعن الزوج عدة طعنات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ... وتركه وعاد مسرعا إلى بيته ... في ظهر اليوم التالي أخبرت الزوجة أشقاؤه بفقدان زوجها وذهبت معهم إلى مركز الشرطة وسجلت إخباراً بفقدانه حتى تتنصل عن المسؤولية وقالت في إفادتها أمام المحقق إن زوجها خرج بالأمس منذ الصباح الباكر متجها إلى مدرسته ولكنه لم يعد حتى الآن ... ولان الجريمة الكاملة لم تقع بعد فان الخيوط تتشابك لتصل إلى الحقيقة ... الشرطة كثفت من إجراءاتها للبحث عن الزوج المفقود ... وأفادت هذه المعلومات بان هناك شابا دائم التردد على منزل الزوج الغائب منذ أن تعرف عليه قبل اختفائه بأسابيع قليلة، وان هذا الشاب انقطع نهائيا عن التردد على المنزل فور اختفائه !.. وأكد بعض الشهود أنهم شاهدوا هذا الشاب أمام منزل المعلم في نفس ليلة اختفاء الزوج ... وفي نفس الوقت عثرت إحدى دوريات الجيش على جثة مجهولة بأحد الجداول النائية على أطراف مدينة أبو صخير وفي حالة تعفن وعند مضاهاة بصماتها وصورتها مع صورة المعلم المفقود الذي تم الإبلاغ عنه فإذا بالصورة تنطبق مع صورة الزوج الغائب ، وعندئذ وبعد وصول خبر العثور على الجثة إلى مركز الشرطة قام ضابط التحقيق باستدعاء الزوجة للتعرف على الجثة ... فإذا بها تتظاهر بالبكاء والعويل حزنا على زوجها ووالد طفلها .... إلا أن هذه التمثيلية لم تفلح مع ضابط التحقيق المتمرس
قتلت زوجها المعلّم رغم أنها تحبّه!
نشر في: 20 مايو, 2012: 06:47 م