TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: فرانسوا.. ماذا لو كُنتَ عراقياً؟؟

السطور الأخيرة: فرانسوا.. ماذا لو كُنتَ عراقياً؟؟

نشر في: 20 مايو, 2012: 07:36 م

 سلام خياطأقرأ الخبر مرتين، وأعيده ثلاثاً، لأتأكد أن ما أقرأه ليس كذبة نيسان، ولا هو دعاية لمستحضر تجميل يؤمل له أن يصلح ما أفسده الدهر بغمضة عين. زيادة في اليقين، أتمعن في تفاصيل فيلم بثّه أكثر من موقع الكتروني، لرجل عادي الملامح، عادي الملابس، بابتسامة متواضعة، لا قهقهة يطلقها مكابرا،
ولا كركرة يرسلها شامتا. يتوجه لمقر عمله ممتطيا دراجة هوائية (بايسكل!)، أحيانا يسوق سيارته الصغيرة بنفسه، يسكن بيتا –بسيطا- بالإيجار لقربه من مكان العمل ويحتفظ بقصره المنيف في الضاحية -اشتراه بعرق جبينه وحر ماله- يرتاده في الأعياد والعطل، إنه (فرانسوا هولاند) المليونير، رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي واجه هزيمتين انتخابيتين عامي 2006 و2009 فما يئس ولا هدّد ولا توعد، هذا الرجل سيتربع على عرش فرنسا للسنوات الخمس المقبلات، ويسكن قصر الإليزيه العريق، ذا الجدران المرمر والأثاث الستيل الفخم، والستائر الحرير والوسائد الريش النعام.بعد إعلان الفوز، لم يطلب إجازة استجمام لنفض غبار وتعب الحملة الانتخابية، ولم ينم مسترخيا ومتنعما بالأطايب، بل اعتزم زيارة دول الجوار –أولها ألمانيا، للبحث عن منفذ مشرف– يحفظ ماء وجه العملة الأوروبية، اليورو، من الانهيار التام، وانتشال الدول المتعاملة به من السقوط المحتم.أما الخبر –المدوي- الذي اتضح إنه ليس كذبة نيسان، فهو إقدام فرانسوا على مبادرة فريدة، بتقليص ثلث راتبه، والاكتفاء بثلاثة عشر ألف يورو بدل التسعة عشرة ألف، -يعادل حوالي عشرة آلاف باون إسترليني- هل تعرفون كم هو راتب حماية(ات) وزير عراقي؟ هل يستطيع رجل واحد أن يغير مسار بلد عريق وينقذه مما يتهدده من نكوص سمعة دولية، ودور مؤثر في الأحداث؟ ومن انهيارات في الاقتصاد والعلاقات والنسيج الاجتماعي برمته؟؟الجواب.. لا، لا يستطيع، لو فكر بمصلحته، لو لم يصغ لمستشاريه الذين يمحضونه النصيحة لوجه الوطن، لو لم يختر الكفاءة في رجال حكومته قبل المحاباة وشراء الولاء،، لو لم يتعظ بتجارب من سبقه والسابقين، لو غدر بأحلام الذين انتخبوه. والجواب: نعم يستطيع لو أصبح قدوة فعلا، في النزاهة وخير العمل، ليعيد الألق والبهاء لمبادئ الثورة الفرنسية، التي قامت على أفكار وأكتاف رجال النهضة مونتسكيو وفولتير وجان جاك روسو، وغيرهم، وإرساء مبادئ العقد الاجتماعي وإحياء الثالوث (الحرية والعدالة والمساواة).فرنسا عبرت مرحلة ساركوزي وكيف يلوك العلكة، وكارلا بروني وماذا ارتدت وماذا خلعت، العالم -كل العالم- على أعتاب مرحلة حبلى بالتغييرات الجذرية، مراقبتها مليا من أولى مهمات الساسة.. ولا تثريب على الشعوب المغلوبة على أمرها، إن جلست في مقاعد المتفرجين، تقزقز اللب، وتتعود من الشيطان الرجيم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram