 بغداد /المدىقالت منظمة تركية متخصصة بالنفط والطاقة إن تركيا تدرس بيع كهرباء للعراق بمعدل 12 ألف ميغاواط. وهذا المعدل من الكهرباء كاف إلى حد كبير للقضاء على الأزمة في العراق، إذ أن البلاد تحتاج من 14 إلى 16 ألف ميغاواط، لكن المنظومة الحكومية المتقادمة، مع الكهرباء التي يتم شراؤها من إيران ودول أخرى تولد نصف ما يحتاجه العراق.
ويعد العراق ثاني اكبر شريك تجاري مع تركيا إذ وصل التبادل التجاري العام بينهما إلى نحو 12 مليار دولار، أكثر من نصفه مع إقليم كردستان.وقال مدحت بالكان رئيس منظمة "ستيم" التركية المختصة بالنفط والغاز، في كلمته خلال مؤتمر لتطوير الطاقة الذي افتتح في اربيل إنه "حاليا نستعد لتجهيز العراق بنحو 12 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية" عبر إقليم كردستان.وازدهرت تجارة تركيا مع العراق رغم توتر العلاقات بينهما بسبب قضية نائب الرئيس طارق الهاشمي المتواجد حاليا في أراضيها، واتهام بغداد لأنقرة بالتدخل في الشؤون الداخلية والهجوم اللفظي بين رئيسي وزراء البلدين حول مزاعم التدخل.هذا ولم يتطرق بالكان إلى الأسعار أو طبيعة الاتفاقات مع بغداد واربيل بشان الآلية لكن قال "سنناقش في المؤتمر هذه المواضيع".ولم يفلح أي وزير للكهرباء منذ عام 2003 في تحسين قطاع الطاقة في العراق بالرغم من الإيرادات المالية والنفطية الهائلة.وأنفق العراق مبلغ 27 مليار دولار على قطاع الكهرباء للفترة بين عامي 2003-2011 ولكن واقع الكهرباء لا يزال مترديا.لكن المسؤولين في إقليم كردستان تمكنوا من تحسين واقع الكهرباء في منطقتهم المستقرة وتصل ساعات القطع في اليوم إلى اثنتين على الأكثر.بيد أن المدن الأخرى للعراق تصل ساعات القطع فيها إلى 20 ساعة وبعض الأحيان إلى 16 ساعة، وشهد العراق في الصيف الماضي احتجاجات، ويتوقع أن تتكرر في هذا الموسم.وقالت وزارة الكهرباء في منتصف شهر نيسان الماضي إنها وقعت عقدا لشراء 250 ميغاواط يوميا من الكهرباء من أويل فيلد سرفسيز الإماراتية للمساعدة في تخفيف نقص الكهرباء مع اقتراب أشهر الصيف شديدة الحرارة.في الوقت نفسه كشف وزير الثروات الطبيعية لحكومة اقليم كردستان اشتي هورامي عن اتفاق مع تركيا لبناء انبوب لنقل النفط من حقول الاقليم الى ميناء جيهان التركي في كانون الثاني 2014.وقال هورامي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي تانر يلدز في اربيل  سيتم الانتهاء من اكمال مشروع مشترك بين تركيا واقليم كردستان لبناء انبوب نقل للنفط من حقول كردستان الى ميناء جيهان التركي، في كانون الثاني 2014"واعرب هوارمي عن امله بوصول الانتاج الى مليوني برميل نهاية العام الحالي 2012 ويقدر الانتاج الحالي لحقول الاقليم 175 الف برميل يوميا.من جانبه قال الوزير التركي تنر يلدز ان هذا المشروع استراتيجي ومهم ونحن بحاجة الى عمل مشترك" لتنفيذه.واوقف اقليم كردستان في الاول من نيسان الماضي تصدير النفط بسبب خلاف مع الحكومة المركزية حول دفع اموال الى الشركات المنتجة في حقول الإقليم.وتعارض حكومة بغداد، بشكل متواصل الاستثمارات النفطية التي تنفذها حكومة الاقليم دون الرجوع الى الحكومة المركزية. وتبلغ حصة اقليم كردستان 17 بالمئة من موازنة الحكومة الاتحادية البالغة نحو 100 مليار دولار والتي تأتي معظم عائداتها من مبيعات النفط.يذكر ان العراق ينتج اكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط، يصدر منها اكثر من مليونين. يشار الى ان النفط يشكل 94 بالمئة من عائدات العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم يقدر بنحو 115 مليار برميل بعد السعودية وإيران.