 بغداد / المدى جدد الحزب الشيوعي العراقي تأكيده على أن العملية السياسية في البلاد بحاجة إلى إصلاح من عدة نواح، لافتا إلى أن فشل الأطراف التي تصدرت لإدارة سياسة البلاد بالخروج من الأزمة يستوجب العودة إلى الشعب لإعادة الانتخابات لتصحيح المسارات
وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب حميد مجيد موسى، في كلمته خلال مؤتمر صحفي عقد يوم أمس في مقره الكائن في شارع ابو نؤاس وحضرته   "المدى": إن "البلد يواجه أزمة شاملة، إذ لم تتمكن القوى التي تصدت للعملية السياسية من إنجاز شيء يذكر طوال تسع سنوات".وأكد موسى على ضرورة "خلق أجواء شعبية وسياسية ضاغطة على تلك القوى من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة"، لافتا إلى أن "بحث الحلول من خلال الحوارات التي تجريها الكتل السياسية لم يعد مجديا، إذ أنها تتحاور منذ مدة طويلة دون أن تخرج بشيء".وشدد على أن يكون لـ"المواطن ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الوطنية والنخب الثقافية والاجتماعية دور حاسم، وتكوين رأي عام ضاغط باتجاه الخروج من الأزمة العاصفة التي تضرب البلاد"، مؤكدا أنه في حال "لم يستطع المتحاورون إيجاد الحلول فعليهم الرجوع إلى مصدر السلطات الحقيقي وهو الشعب العراقي، وذلك من خلال إجراء انتخابات مبكرة لمعالجة الوضع".موسى نبه في كلمته إلى أن "الحزب الشيوعي يقف بالضد من منح القوى السياسية المتصدية لإدارة البلاد وقتا إضافيا لحين انتهاء الدورة الانتخابية الحالية، فقد مضت سنتان من عمر الحكومة ولم تستطع هذه القوى الخروج من الأزمة، لذا يجب عدم تضييع الوقت"، على حد قوله.وأضاف أن "المؤتمر الوطني التاسع الذي عقده الحزب الشهر الجاري، تبنى هذه التوجهات استجابة لمتطلبات الظروف العصيبة التي يمر بها البلد، ومعاناة المواطنين جراء الأزمة السياسية".وذكر موسى أن "الحزب الشيوعي ومن منطلق التماس مع المواطنين واحتياجاتهم، فقد تبنى المؤتمر الوطني التاسع في توصياته العمل وفقا لما يصب في مصلحة المواطن، والعمل على بناء عراق ديمقراطي اتحادي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، انطلاقا من الشعار الجديد الذي تبناه المؤتمر وهو (دولة مدنية ديمقراطية اتحادية..عدالة اجتماعية)".واختتم كلمته بالقول: إن "الحزب من منطلق التماس مع الواقع اعتمد نسبة الكوتا للنساء والشباب في اللجنة المركزية، إذ 46% من أعضاء اللجنة المركزية جدد، وثلث أعضاء المكتب السياسي جدد، كما زادت نسبة النساء والشباب".بعد ذلك وجه بعض الحضور أسئلة تمحورت حول متبنيات المؤتمر الوطني التاسع، إذ أجاب سكرتير اللجنة المركزية حميد مجيد موسى في معرض رده على سؤال لعضو التيار الديمقراطي حسب الله يحيى، عن توجهات الحزب بشأن انتخابات مجالس المحافظات، أن "الحزب أوعز إلى جميع تنظيماته بالتهيؤ والاستعداد لهذه الانتخابات، إلا أن دخول الحزب فيها منفردا أو متحالفا أو عدم مشاركته فيها ستحدده معطيات الانتخابات في حينها".ولفت إلى أن الحزب يسعى إلى جمع وتوحيد القوى الوطنية من أجل العمل المشترك للخروج بالبلاد والمواطنين من الأزمة المستعصية الحالية، مشيرا إلى أن الحزب يسعى للمشاركة في جميع الانتخابات عملا بالنظام الديمقراطي.وبشأن استبدال شعار الحزب (المطرقة والمنجل) بالحمامة، أجاب عضو اللجنة المركزية رائد فهمي أحد المتسائلين عن ذلك بالقول: إنه "إذا كان الحديث عن التجديد بمنظوره الفكري، فإن الحزب سباق في هذا المجال، وأية تجديدات تطرأ فإنها تنطلق من الفكر الماركسي ولا تخرج عنه".وطرح أحد الحضور تساؤلا بشأن الإشكالات الواردة في الدستور، فأوضح عضو للجنة المركزية الشاب ياسر السالم أن "الدستور كتب في مرحلة كان يراد لها أن تكون انتقالية، وتضمن وجود تعديل بعض فقراته في ما بعد، وهذا ما بصدده القوى السياسية المتنفذة والتي تعمل على إجراء هذه التعديلات".وبين "لكن كيف ستجري هذه التعديلات في خضم هذه الأزمة التي تشهدها البلاد، وماذا يراد من هذه التعديلات، وهذا ما هو محط شكوك"، مؤكدا على ضرورة إشراك جميع القوى المساهمة حاليا في العملية السياسية والمؤسسة لها ومن ثم عرضها للاستفتاء العام.