عبدالخالق دوسكي / دهوككان أبو سلام البالغ من العمر(57) عاماً يتجول في حقله الذي زرعه هذا العام مثل بقية الأعوام بالحنطة وكله أمل أن يكون حصاد هذا العام متناسباً مع ما بذله من جهد وما صرفه من أموال ، غير أن آماله ذهبت أدراج الرياح شأنها شأن الأمطار النيسانية التي أثرت على ناتج المحصول . نظر أبو سلام مرة أخرى إلى الحقل وهو يقول " أثرت الأمطار كثيرا على محصول الحنطة هذا العام فقد زرعت أكثر من (1500) دونم لكنني أتوقع أن أحصد (100) دونم فقط لأن الأمطار لم تتساقط خلال شهر نيسان بالشكل المطلوب "
بهذه الكلمات عبر هذا المزارع عن معاناته هذا العام بسبب انحسار ناتج المحاصيل ليس في حقله بل في غالبية حقول دهوك،ولعل أكثر المناطق تضررا هي منطقة الشيخان التي وصل حجم المحاصيل التالفة فيها إلى (50%) بحسب إحصائيات المديرية العامة للزراعة في المحافظة . المهندس الزراعي مسعود مصطفى مدير التخطيط والمتابعة في المديرية العامة لزارعة دهوك أشار في حديث للمدى إلى أن محصولي الحنطة والشعير يعدان من المحاصيل الإستراتيجية التي تعتمد عليها المحافظة سنويا وقد " تمت زراعة (730) ألف طن من الحنطة و(30) ألف طن من الشعير هذا العام "وأوضح مسعود أن هذين المحصولين قد تأثرا بحالة الجفاف وعدم انتظام سقوط الأمطار ويتوقع أن لا يتم حصاد أكثر من 25% من المساحات المزروعة في دهوك نظرا لقلة الأمطار المتساقطة في شهر نيسان والتي أدت إلى انخفاض غلة الدونم الواحد إلى (200) كيلو غرام كما أن منطقة الشيخان أكثر المناطق تضررا بهذه المشكلة "وبين مدير التخطيط أن عموم إقليم كردستان قد تأثر بقلة هطول الأمطار حيث قال" إن غلة الدونم الواحد كانت تصل إلى( 400) كيلو غرام في الأعوام الماضية لكن يتوقع أن تنخفض هذه الكمية لتصل إلى (200) كيلوغرام للدونم الواحد ومجمل الإنتاجية التي يتوقع الحصول عليها خلال هذا العام قد تصل إلى (172) ألف طن من الحنطة " وأوضح مصطفى أن الفلاحين قد تحاشوا زراعة الشعير هذا العام مخافة عدم تسويقه وأضاف قائلاً " بلغت المساحات المزروعة بالشعير (33) ألف دونم ويتوقع أن يبلغ إنتاج الشعير في دهوك (23) ألف طن " وبخصوص مشكلة خزن الحنطة والشعير التي تعد من المشاكل المستديمة التي تواجه محصولي الحنطة والشعير أجاب " لتفادي هذه المشكلة فإنه تم وضع حجر الأساس لإنشاء مركز للتسويق في منطقة روفيا القريبة من بردرش ".وفي السياق ذاته فقد بين نوري طروانشي من مديرية زراعة دهوك أن اجتماعا خاصا للجنة العليا للزراعة برئاسة نائب محافظة دهوك قد عقد لبحث آلية حصاد وخزن وتسويق محصولي الحنطة والشعير لهذا العام وقال " تم في هذا الاجتماع إقرار تشكيل(11) فرقة من قوة الدفاع المدني تتوزع في أرجاء المناطق المزروعة بالحنطة وتم الإيعاز لمخازن الحبوب في الشيخان وفايدة وزاخو لتسلم محصول الفلاحين "وأوضح طروانشي أن اللجنة العليا للزراعة في دهوك قد حددت الأسعار التي سيتم شراء المحصول بضوئها من الفلاحين ،مشيراً إلى انه " سيتم شراء محصول الحنطة (درجة أولى )بقيمة 720 ألف دينار للطن الواحد أما الدرجة الثانية فسيكون بمبلغ (620) ألف دينار أما الدرجة الثالثة فيبلغ ( 520 )ألف دينار للطن الواحد كما تم تحديد سعر الشعير بـ(520) ألف دينار للطن الواحد " غير أن هذا التدهور في مستوى إنتاج الحنطة في دهوك قد دفع بالفلاحين إلى مطالبة الحكومة والجهات المعنية بضرورة رفع أسعار الشراء ،فالحاج سليم كوجر الذي زرع أكثر من ألفي دونم في سهل دوبان قال " لقد أثرت علينا الأمطار كثيرا خلال هذا العام لأن هطولها كان قليلا في شهر نيسان ما أدى إلى جفاف الكثير من محصولنا ،لذا نطلب من الحكومة أن تساعدنا في رفع أسعار الشراء كي نعوّض الخسارة التي تعرضنا إليها"
أكثر من 30% من محصولي الحنطة والشعير في دهوك تأثّر بالجفاف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 مايو, 2012: 08:18 م