TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر: نبش القبور و"نبوءة" قراء المدى

عالم آخر: نبش القبور و"نبوءة" قراء المدى

نشر في: 21 مايو, 2012: 08:32 م

  سرمد الطائيلنتحدث اليوم عن الديناصورات وعلاقتها بالنفط والزلازل. ذلك اني سأتجنب الحديث عن تفاصيل لا تخلو من طرافة حصلت عليها بشأن اجتماع النجف، اثناء دردشة جانبية مع شخصية شيعية بارزة شاركت فيه. وسبب تجنبي لهذا ان بعض القراء (وبعض الاعلاميين ايضا)،
صاروا يتهمون امثالي بأن لدينا "مشكلة شخصية مع المالكي" تجعلنا نحتج على الحكومة، وهو ما تكرم الزميل هاشم العقابي في الاشارة اليه بلطف في عموده الاثنين. وهذه قضية صارت اوسع من الصحافة بل من "قواعد لعبة الحكومة" كما يبدو فالنائبة حنان الفتلاوي اختصرت الامر على تلفزيون الحرة حين قالت "ان السيد فخري كريم لديه مشكلة شخصية مع المالكي" خلال تعليقها على حديث تلفزيوني له ينتقد اداء رئيس الحكومة ومكتبه وبعض المقربين منه.وكي لا يقال ان لدي "مشكلة شخصية" مع طهران لا سمح الله، فإنني سأتجنب الخوض في الموضوع الايراني واجتماع خمسة زائدا واحد الذي سيعقد في بغداد غدا الاربعاء، وقد يتسبب في تعذيبنا نحن الذين نعمل في قلب العاصمة، بسبب قطع الشوارع الفجائي. ويمكنني ان اتحدث باسم كل اهالي بغداد وأقول اننا على استعداد كامل لتحمل ويلات التشديدات الامنية المتوقعة غداة اجتماع الدول الكبرى، وذلك املا بأن تحل طهران مشكلتها مع الغرب كي نحظى بجرعة أمان اضافية ويبتعد شبح الحرب عن منطقتنا. وفي الحقيقة فإن الغرب لم يعد يطلب من طهران سوى زيارة 4 مواقع يحتمل ان تكون مكانا لتطوير القنبلة النووية، اضافة الى لقاءات وجها لوجه مع 20 مسؤولا وخبيرا ايرانيا، للحوار "الاخوي" حول انشطتهم خلال آخر 15 سنة. والقضية "سهلة" وقد تنجح حكومتنا في اقناع الاخوة الايرانيين بالموافقة عليها، خاصة وان ايران تعاني كثيرا هذه الايام، فمثلا صار العراق هو الذي يزود الهند بكمية البترول التي كانت نيودلهي تشتريها من طهران، كما ان اوربا توقفت عن شراء النفط الايراني، ولا ينبغي ان ننام شبعانين وجارنا جائع.وبعيدا عن هذه السياسة، كتبت الاسبوع الماضي عن "الثقافة الزلزالية" وعن معلومات في علم طبقات الارض تؤكد ان العراق يتعرض لنشاط زلزالي غير مسبوق نتيجة عدم استقرار في "الصفائح التكتونية". وكان الامر بمناسبة هزات ارضية غير مسبوقة شهدتها الكوت والعمارة وكركوك، وأمامي الآن في فيسبوك صديق ينقل انه شهد قبل ساعة هزة قوية في الموصل. وتذكرت ان بعض القراء المتابعين حاولوا تنبيهي بعد نشر المقال المذكور، الى ان "استخراج النفط" هو الذي يقوم بتنشيط الزلازل، ونسبوا ذلك لخبراء يقولون ان زيادة انتاج النفط من ارض الرافدين هو الذي نشط الهزات الارضية وسيقوم بتنشيطها اكثر فأكثر. ولم يتجاوز انتاجنا النفطي 3 مليون برميل، فماذا سيحصل لو تحققت نبوءة عمالقة البترول وانتجنا 10 ملايين لا سمح الله؟ولو صدقت نبوءة قراء المدى فسنكون امام خيارين: إما ان يبقى النفط تحت الارض لتجنب الزلازل، وحينها سيبقى وزراؤنا ونوابنا ورؤساؤنا بلا اموال ولا امتيازات. او نستخرج النفط كي نمنح مسؤولينا مقاولات وامتيازات وصفقات، لكننا عندها سنموت بالزلازل!والامر يجعلني استرجع فيلما امريكيا عنوانه "مباشر من بغداد" او "لايف فروم بغداد" يروي كيف استطاع فريق محطة سي ان ان، بث مواد صحفية مهمة بالتنسيق مع نظام صدام حسين، قبل واثناء حرب 1991، لكن في نهاية الفيلم يغادر الصحفيون الامريكان عبر الكويت ويمرون بمشهد آبار البترول المحترقة بين البصرة والجهراء، حينها يقول احدهم: النفط سبب الحرب. فيقول الآخر: درسنا في الكيمياء ان البترول هو بقايا جثث الديناصورات المتحللة وهنا بالتأكيد مقبرة جماعية لنسل الديناصور. يرد ثالث: شركات النفط تنبش قبور الديناصور لتحصل على دولارات، وقد ورد في التوراة لعن شديد على كل نابشي القبور، ولذلك فمناطق الثروة النفطية ملعونة وفيها يندلع الصراع (ايران، العراق، ولا تنسوا جنوب السودان مؤخرا). هي لعنة اذن تصيب من ينبش قبر ديناصور. وهكذا فقد تنتهي حروب العراق ويتراجع عدد المفخخات، وقد تنتهي حروب ايران وتوافق على طلبات امريكا فنطوي صفحة المعارك. لكن المخيف ان نطوي صفحة الحروب كي نفتح صفحة الزلازل، لو صدقت نبوءة القراء الذين اشرت الى تعليقاتهم. لنبش القبور ثمن كبير دوما، اما لو كنا نقيم فوق قبور الديناصورات فإن لحكايتنا خاتمة أدهى. رحماك ايتها السماء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram