TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > منطقة محررة: في ما خصّ الكاتبة الصغيرة آنا فرانك ومجايليها

منطقة محررة: في ما خصّ الكاتبة الصغيرة آنا فرانك ومجايليها

نشر في: 22 مايو, 2012: 06:43 م

  نجم والي1-2في شهر يناير 1934، لحقت الطفلة المولودة في مدينة فرانكفورت، والتي كان عمرها أربع سنوات، آنا فرانك، أهلها باتجاه هولندا. بعد عامين من وصولها هناك، في مايو 1940، اجتاح الألمان هولندا. وبعد ضم هولندا إلى ملكوت الرايخ النازي بسنتين، عام 1942،
وجدت عائلة فرانك نفسها مضطرة للاختفاء، مع عائلة أخرى أسمها "بيلز" في سرداب صحن بيت يقع في شارع "برينسينغراخت رقم 263". استطاعت العائلتان الاختفاء هناك، ساعدها العاملون، الذين ظلوا يديرون من نفس البيت المكتب التجاري لعائلة فرانك.آنا فرانك التي تعلمت اللغة الهولندية في أمستردام والتي  كتبت في هذه اللغة أيضاً، واظبت على الكتابة في دفتر يومياتها، لتوثق الخوف الذي أستحوذ على الحياة اليومية في البيت الخلفي، وقبل كل شيء، تتحدث بالتفصيل عن اضطراب الأعصاب، الذي كان على سكان البيت الثمانية المختفين هناك، أن يعيشونه. ولا تنسى أن تتحدث عن قصة حب رقيقة نشأت هناك مع صبي من العائلة الثانية، وكيف أن الوالدين يتشاجران كما يفعل والدا أية  فتاة مراهقة عادة.آنا فرانك  تكتب باجتهاد، خطها يتغير دائماً، سواء بسبب تطوره أو بسبب الشعور بالخوف الذي كانت تعانيه، أو بالسبب الانفعال المتحمس، كما تعيشه عادة فتاة بسن 14 عاماً: "أعرف، من عنده الحق، ومن ليس على حق. عندي رأيي الخاص، تصوري ومبادئي، حتى وإن بدا ذلك ضرباً  من الجنون بالنسبة لفتاة طرية مثلي، لكني أشعر بأنني إنسانة، أكثر مما أكون طفلة".السكان المحاصرون، كانوا يعرفون في مخبئهم، بأن الشرطة السرية الألمانية كانت تمشط البيوت دائماً بحثاً عن بقايا اليهود. ومع الوقت بدأ المختبئون بعقلنة نظام ووجبات الأكل، تحسباً لكل طارئ، إذ كانت تمر أيام طويلة أحياناً، يظل الشارع فيها مراقباً، مما يصعب نقل المواد الغذائية لهم. هكذا يبدأون بتوزيع الأكل في ما بينهم على شكل وجبات وكميات محددة، رغم أن الأب لم ينقطع عن إعطاء الدروس اللاتينية على طلابه بالخفاء.آنا فرانك تخبرنا، كيف أنهم سمعوا عن طريق الراديو بخبر دخول جيوش الحلفاء  إلى ايطاليا، الذي سيلحقه خبر إنزال الحلفاء في إقليم النورماندي، شمال فرنسا. للمرة الأولى تدب فيهم الحياة من جديد، ويتصرفون ببهجة وفرح، لأنهم يأملون بقرب ساعة حريتهم. لكنهم لخيبتهم، يفاجئون بعد أيام قليلة، من كتابة آنا آخر يوميات لها، في 20 يوليو 1944، بمداهمة الشرطة لهم، واعتقالهم: لقد وشى بهم أحدهم. هكذا يُشحنون مع بقايا اليهود الذين عُثر عليهم أخيراً إلى معسكر الاعتقال المعروف: أوسشفيتز، الذي سيدخله الجيش الروسي، وهم في الطريق إليه. فيتم إرجاعهم إلى ألمانيا. في ألمانيا يموت كل سكان البيت الخلفي تقريباً، وبأسابيع قليلة قبل تحرير ألمانيا ودحر النازية تموت آنا فرانك بعد أختها.لكن دفتر اليوميات الذي دوّنت فيه آنا فرانك كل شيء، تركته في البيت، ولحسن الحظ أنقذته صديقة لها. أوتو فرانك، الشخص الوحيد الذي عاش  المأساة وظل على قيد الحياة، تسلم الدفتر عند عودته إلى أمستردام. لقد ظهر دفتر اليوميات هذا، إلى العلن للمرة الأولى، قبل خمسة وستين عاماً، في ربيع عام 1947 بالضبط، تحت عنوان "Het Achterhuis ". منذ ذلك الحين بيعت منه أكثر من 25 مليون نسخة في العالم، ليصبح أحد أكثر الكتب الواسعة الانتشار إلى يومنا هذا في العالم، لأن ليس هناك كتاب مثله يستطيع أن يلقي الضوء على الوضع العام في ظل جمهورية الخوف النازية "الرايخ الثالث"، ويصف التفاصيل اليومية الصغيرة آنذاك. إنه كتاب إنساني، لا مكان فيه للشعارات السياسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram