TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: جهاز "التصريح الآلي"

نص ردن: جهاز "التصريح الآلي"

نشر في: 22 مايو, 2012: 07:24 م

 علاء حسن  من المناسب جدا وفي ظل التصريحات المستمرة على مدار الساعة اعتماد جهاز "التصريح الآلي" لبيان المواقف ووجهات نظر الأطراف المشاركة في الحكومة تجاه الكثير من القضايا، وبهذا الابتكار الجديد  ستتوفر الفرصة للإعلاميين للحصول على المعلومات وآخر المستجدات، 
 وبطريقة وأسلوب الصراف الآلي في المصارف، سينطلق صوت صاحب التصريح بشكل واضح وبلغات متعددة فارسية وانجليزية وتركية  فضلا عن العربية، وبإمكان المستمع لجهاز "التصريح الالي" التعرف على مواقف الكتل النيابية بدقائق معدودة ثم الخروج بقصص اخبارية  لمؤسسته الإعلامية. الجهات "المستقلة" المعنية بإعلام الدولة بامكانها ان تختار مواقع معينة لوضع جهاز "التصريح الالي" وليس داخل مبنى مجلس النواب، لأن وجوده في هذا المكان سيعرضه لعطلات تقنية بسبب تدافع اعضاء الكتل للإدلاء بتصريحاتهم، لغرض الدفاع عن زعمائهم ورؤساء كتلهم، وربما سيؤدي التدافع الى تدخل عناصر الحمايات وتتحول المشادات الكلامية بين النواب الى اشتباك بالايدي، وتلويح باستخدام الاسلحة، ولاسيما في ظل بروز انقسامات داخل التحالف الواحد وارتفاع الدعوات المطالبة بسحب الثقة عن الحكومة، وفي ضوء ذلك سيخسر الاعلاميون فرصة الافادة من جهاز" التصريح الالي" ولذلك لابد من وضعه في موقع اخر، تحدده "الجهات المستقلة" لضمان توفير افضل الخدمات للاعلاميين.في زمن النظام السابق واثناء حملة تخفيف اوزان المسؤولين والمشاركة في تمارين التدريب العسكري تعرض لكسر الساق، واثناء زيارته من قبل زملائه" القياديين" والمسؤولين اضطر في اليوم الواحد الى سرد تفاصيل الحادث اكثر من عشر مرات، ولانقاذه من تكرار الحديث نصحه احد المقربين بتسجيل كلامه على "كاسيت" مسجل يستخدم عند الطلب، ربما يكون ذلك المسؤول اول من استخدم جهاز "التصريح الآلي" لبث خطابه، وتخلص من انزعاجات الاجابة على سؤال واحد. يقال ان تجربة الصراف الالي نجحت في العراق، لأن الاجهزة وضعت في اماكن محصنة تمنع تعرضها لمحاولات الباحثين عن محتوياتها،  وحقق التعامل معها اختصارا في وقت سحب الرصيد، من دون المرور على الوجوه العابسة والمتجهمة، والمتطلعة للحصول على مبلغ زهيد جدا مقابل الترحيب بالزبون ورسم ابتسامة مفتعلة، وجهاز "التصريح الالي" سيتعرض للعبث من قبل جهات لا تؤمن بحقيقة التوازن في اطلاق التصريحات، وخصوصا من قبل النواب المتننفذين المقربين جدا من كبار المسؤولين، ولانهم يعتقدون بأن صوتهم هو الوحيد في الساحة،  سيحملون الدرنفيسات لالغاء تصريحات زملائهم المعارضة لمواقفهم،  واحداث خلل في الجهاز، مثل اي حرامي يحاول الحصول على محتويات الصراف الالي، وتكون النتيجة فشل المحاولة، وفي هذه الحالة ليس امام "النائب ابو الدرنفيس" الا استخدام "البوري ابو العكس " وتحطيم جهاز "التصريح الالي" بالدفرات والركلات بمشاركة افراد عناصر الحماية، وهذا السلوك سيحظى بدعم وتأييد الحلفاء ومباركتهم، لانه خلصهم من "طركاعة" جديدة تهدد مستقبل الحكومة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram