علاء حسن من المناسب جدا وفي ظل التصريحات المستمرة على مدار الساعة اعتماد جهاز "التصريح الآلي" لبيان المواقف ووجهات نظر الأطراف المشاركة في الحكومة تجاه الكثير من القضايا، وبهذا الابتكار الجديد ستتوفر الفرصة للإعلاميين للحصول على المعلومات وآخر المستجدات،
وبطريقة وأسلوب الصراف الآلي في المصارف، سينطلق صوت صاحب التصريح بشكل واضح وبلغات متعددة فارسية وانجليزية وتركية فضلا عن العربية، وبإمكان المستمع لجهاز "التصريح الالي" التعرف على مواقف الكتل النيابية بدقائق معدودة ثم الخروج بقصص اخبارية لمؤسسته الإعلامية. الجهات "المستقلة" المعنية بإعلام الدولة بامكانها ان تختار مواقع معينة لوضع جهاز "التصريح الالي" وليس داخل مبنى مجلس النواب، لأن وجوده في هذا المكان سيعرضه لعطلات تقنية بسبب تدافع اعضاء الكتل للإدلاء بتصريحاتهم، لغرض الدفاع عن زعمائهم ورؤساء كتلهم، وربما سيؤدي التدافع الى تدخل عناصر الحمايات وتتحول المشادات الكلامية بين النواب الى اشتباك بالايدي، وتلويح باستخدام الاسلحة، ولاسيما في ظل بروز انقسامات داخل التحالف الواحد وارتفاع الدعوات المطالبة بسحب الثقة عن الحكومة، وفي ضوء ذلك سيخسر الاعلاميون فرصة الافادة من جهاز" التصريح الالي" ولذلك لابد من وضعه في موقع اخر، تحدده "الجهات المستقلة" لضمان توفير افضل الخدمات للاعلاميين.في زمن النظام السابق واثناء حملة تخفيف اوزان المسؤولين والمشاركة في تمارين التدريب العسكري تعرض لكسر الساق، واثناء زيارته من قبل زملائه" القياديين" والمسؤولين اضطر في اليوم الواحد الى سرد تفاصيل الحادث اكثر من عشر مرات، ولانقاذه من تكرار الحديث نصحه احد المقربين بتسجيل كلامه على "كاسيت" مسجل يستخدم عند الطلب، ربما يكون ذلك المسؤول اول من استخدم جهاز "التصريح الآلي" لبث خطابه، وتخلص من انزعاجات الاجابة على سؤال واحد. يقال ان تجربة الصراف الالي نجحت في العراق، لأن الاجهزة وضعت في اماكن محصنة تمنع تعرضها لمحاولات الباحثين عن محتوياتها، وحقق التعامل معها اختصارا في وقت سحب الرصيد، من دون المرور على الوجوه العابسة والمتجهمة، والمتطلعة للحصول على مبلغ زهيد جدا مقابل الترحيب بالزبون ورسم ابتسامة مفتعلة، وجهاز "التصريح الالي" سيتعرض للعبث من قبل جهات لا تؤمن بحقيقة التوازن في اطلاق التصريحات، وخصوصا من قبل النواب المتننفذين المقربين جدا من كبار المسؤولين، ولانهم يعتقدون بأن صوتهم هو الوحيد في الساحة، سيحملون الدرنفيسات لالغاء تصريحات زملائهم المعارضة لمواقفهم، واحداث خلل في الجهاز، مثل اي حرامي يحاول الحصول على محتويات الصراف الالي، وتكون النتيجة فشل المحاولة، وفي هذه الحالة ليس امام "النائب ابو الدرنفيس" الا استخدام "البوري ابو العكس " وتحطيم جهاز "التصريح الالي" بالدفرات والركلات بمشاركة افراد عناصر الحماية، وهذا السلوك سيحظى بدعم وتأييد الحلفاء ومباركتهم، لانه خلصهم من "طركاعة" جديدة تهدد مستقبل الحكومة.
نص ردن: جهاز "التصريح الآلي"
نشر في: 22 مايو, 2012: 07:24 م