عدنان حسين أدعوكم جميعاً (عن بكرة أبيكم، والحاضر منكم يُبلغ الغائب) لأن تشاركوني التصفيق بحرارة وحماسة من الصباح الى المساء ومن المساء الى الصباح، لمجلس محافظة البصرة تقديراً له عن اتخاذه القرار المناسب للهدف المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب.
المجلس الميمون اتخذ، كما تعلمون، قراراً بمنع الحفلات الغنائية في محافظة البصرة من أقصاها الى أقصاها وإباحة الفعاليات المسرحية والشعرية فقط، باعتبار ان الغناء عمل ماجن!هذا القرار التاريخي يأتي في وقته تماماً، فمجلس بالتعاون مع الحكومة المركزية قد نجح في حل كل المشاكل التي يعاني منها أهل البصرة وسائر المحافظات، ولم يعدهناك بصراوي أو بصراوية يشتكي من أي مشكلة. أزمة الكهرباء انتهت، وأهل البصرة ينعمون الآن بالطاقة الكهربائية على مدار 30 ساعة في اليوم الواحد (الساعات الست الاضافية يصدّرونها الى الجارة الشقيقة القائمة على مرمى حجر من البصرة، الكويت التي يجأر أهلها المساكين منذ تسع سنوات بالشكوى من انقطاع الكهرباء لـ 14 - 16 ساعة في اليوم!).وبحكمة ونزاهة مجلس محافظة البصرة والحكومة المركزية ومسؤوليهما الكبار والصغار، نجحت البصرة في أن تكون أول محافظة في العراق تنعدم فيها البطالة والفقر والبؤس،حتى ان شوارع المدينة خلت تماماً من الشحاذين. ولمجلس البصرة الفضل أيضاً في إدخال المدينة في موسوعة غينيس على نظافة شوارعها واحيائها السكنية وعلى عشرات ملايين الزهور التي تعطّر المدينة برمتها بما هو أزكى من العطور الباريسية.ومجلس البصرة الميمون أحدث طفرة حضارية واسعة في مستوى التعليم والثقافة، حتى ان كل بصراوي أصبح اليوم جاحظاً(نسبة الى الجاحظ)، وعلماء البصرة الكثار مشغولون الآن بالتحضير لغزو الفضاء الخارجي واستكشاف المجرات المجاورة لمجرة درب التبانة، أما أطباؤها فيجرون عملياتهم الجراحية الدقيقة عبر الانترنت والتلفون. وبفضل مجلس البصرة الميمون صار البصريون يشربون مياه الينابيع العذبة التي استدل على وجودها في جبل سنام أحد عباقرة المجلس الكثار.وبفضل مجلسهم الميمون صاحب القرار التاريخي بمنع الغناء، فإن البصريين يقتلهم الآن السأم والضجر، فلا مشكلة لديهم ولا شيء يقلقهم أو ينكد عليهم حياتهم .. حتى الغناء لم يعودوا يطيقونه فبادر مجلسهم الى إتخاذ قراره الحصيف والحكيم الذي يجيء في الوقت المناسب والمكان المناسب، تماما مثل أعضاء المجلس الذين ينطبق عليهم جميعاً وفرداً فرداً شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب".ولكي يعمم فضله ومعروفه فإن مجلس البصرة يعدّ العدة حالياً لإتخاذ القرار المكمل لقراره التاريخي باقامة مجالس النواح والصياح في كل حديقة من حدائق المحافظة وفي كل قاعة من قاعات مسارحها وفنادقها ودوائرها الرسمية وشبه الرسمية وعند زاوايا الشوارع وفي الساحات .. للتخفيف من السعادة المفرطة والرخاء الفائض لأهل البصرة!قولوا معي أخيراً: يسقط .. يسقط من غنّى: "أحيا واموت بالبصرة ... خلّت بنفسي حسرة"، فهو ماجن وكل من غنّى أغنيته من السابقين واللاحقين ماجن (باستثناء أعضاء مجلس محافظة البصرة المحاربين الأشداء الميامين للمجون)!
شناشيل:هنيئاً لكم أهل البصرة!
نشر في: 22 مايو, 2012: 09:21 م