| 1 - 2 | أجرت قناة الحرّة لقاءً مع الأستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون دار حول الأزمة التي تشهدها العملية السياسية. وقد شخّص كريم خلال الحوار الصريح جداً مع قناة الحرّة مواطن الخلل والكبوات التي عانت منها عملية بناء الدولة ، وتم التطرق في اللقاء إلى أحداث موثقة لتوضيح الكثير من الأمور التي كانت خافية على الكثير من المواطنين.
ويعرب رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون في هذا اللقاء عن قلقه المشروع تجاه العملية السياسية وتجاه الدولة العراقية وخشية انحرافها وسقوطها في امتحان الديمقراطية والعودة نحو التفرد والتسلط ومشروع الديكتاتورية الذي استنزف قدرات الدولة العراقية وهدر طاقاتها وأباد الكثير من أبنائها.فخري كريم إذ يكشف الكثير من الخفايا في هذا الحوار فالغرض منه ليس التسقيط بل التشخيص الحقيقي للأزمة. المقدّم: وصلت الأزمة بين إقليم كردستان وبغداد إلى حد التراشق والتهديد بكشف المستور، فما هي الأبعاد الخفية لهذه الأزمة وإلى ماذا يمكن أن تؤدي؟ وأي المحطات التي يمكن أن تتوقف عندها أخيرا؟. معي اليوم السيد فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وهو المعروف بأنه أحد عرابي الاتفاقات القديمة التي أدّت إلى تشكيل الحكومة، وبالتأكيد أحد عرابي الاتفاقات التي جرت مؤخرا في أربيل، لتسليط الضوء على أهم ما جرى في تلك الاتفاقات وهذه الاتفاقات. كما قلت في المقدمة، هناك سؤال يدور الآن في الوسط الإعلامي والثقافي مفاده هل وصلت الأزمة إلى طريقها المسدود؟ فخري كريم: أريد أن أوضح أن المقدمة يجب أن تتغير، إن الأزمة السياسية هي أزمة سياسية عراقية وليست أزمة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، هذا هو الإطار العام للأزمة الذي بدأ يتفاعل منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن، الأزمة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، هي أزمة ناتجة عن الوضع السياسي غير الطبيعي السائد في البلد، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أزمة بين إقليم كردستان وبين المركز، وإنما الحديث عن أزمة مكونات، أزمة بين الكتل، أزمة تشتدُّ يوما بعد يوم، وبصراحة بين رئيس الحكومة بالتحديد وبين مختلف الأطراف المشاركة في الحكومة شكليا أو فعليا، واعتقد أن هذه الأزمة وصلت إلى عمق التحالف الوطني، وبالتالي كما هو معروف إن طرفاً أساسياً من أطراف التحالف الوطني أصبح حاملا لحل لهذه الأزمة وهو مقتدى الصدر والتيار الصدري، وبالتالي أرجو أن تركز على الأزمة السياسية في البلد وليس بين إقليم كردستان والحكومة المركزية. المقدم: الانتقال إلى موقف التيار الصدري، أريد الأبعاد الخفية لهذه الأزمة، وأنت قلت الأزمة بين رئيس الحكومة تحديداً وبقية المكونات، ولكن هناك من يقول إن الأزمة الحالية هي بين رئيس الحكومة الآن وبين رئيس إقليم كردستان وبين رئيس القائمة العراقية، يعني بين أشخاص، هي أزمة أشخاص. فخري كريم: أنا آسف جدا أني أقول إن هذا الخلل البنيوي في الحياة السياسية في البلد يراد له من قبل البعض أن يدفع بهذا الاتجاه، أن تجري شخصنة هذه الأزمة وحصرها بخلافات شخصية بين أطراف قيادية في المكونات السياسية، وهذا خطأ كبيرا جدا، ومعروف لماذا وما هي خلفية دفع الأمور بهذا الاتجاه، خلفية دفع الأمور بهذا الاتجاه مؤسفة جدا، على سبيل المثال إن الأخ السيد المالكي وميريديه المحيطين به يحاولون تأليب الشارع الشيعي ومحاولة دفعهم إلى زاوية غير صحيحة، وهو أن هنالك تآمرا يستهدف الشيعة وحكم الشيعة، وهذا التآمر هو مصدره بلدان عربية وإقليمية والمكون السني، والآن يريدون أن يضيفوا الكرد أو إقليم كردستان، واعتقد أن هذا لعبة خطيرة جداً جداً وليست جديدة، هذه اللعبة كان يستخدمها صدام، وكل الحكومات المتعاقبة التي كانت تريد أن تدفع البلد إلى مهاوي الاقتتال والحرب، والتجاذبات الأخرى، وهي تختزل الإرادة الشيعية والقرار الشيعي بشخص معين، ولربما بفريقه الحاكم، وهي قضية يجب التنبه لها من الشارع الشيعي. المقدم: بالمقابل أستاذ فخري، توجد هناك محاولة – كما يقول البعض - لإيهام الشارع الكردي بأن هناك عدوا مفترضا وهو المالكي، وهو مستبد ويمكن أن يستخدم السلاح ضدهم، هنالك اتهامات لدولة القانون وللمالكي بالتفرد بالسلطة أو بجر البيئة السياسية للتفرد، وهم يقولون إنها اتهامات غير مبررة، وهي محاولة لإيهام الشارع الكردي والسني بوجود عدو. فخري كريم: أولاً المشروع العراقي أو التجربة العراقية منذ إسقاط النظام إلى الآن بنيت على أساس الشراكة والتوافق الوطني وقيل إن التوافق الوطني إنما هو صيغة من صيغ الديمقراطية غير الاعتيادية، لأن الوضع غير اعتيادي وبالتالي يفترض أن الحكومة التي أسست باعتبارها حكومة شراكة وطنية هكذا قيل، المفروض هذه الشراكة تتجسد في اتخاذ القرار وخصوصاً القرارات المصيرية، واقع الحال أن الحكومة الحالية ينفرد بها السيد المالكي بشكل مطلق، هل هناك شواهد؟ أولاً يركّب الدولة بكاملها وفق إرادته ورؤياه، وأنا لا أريد أن احمل السيد المالكي ما لا يحمله، أنت تستطيع أن تعود إلى خطاباته في الأسبوعين الأخيرين، واحد من الخطابات خطير جدا، واحدة من المقولات هي تنطوي على خطر كبير جدا يجب التنبه له،هو يقول أنا
فخري كريـــم: شخصنة الأزمة السياسية دوافعها معروفة وأهدافها مؤسفة
نشر في: 22 مايو, 2012: 09:40 م