طالب عبد العزيزيشكو موظفون أمريكيون وعمال عراقيون وعرب يعملون في القنصلية الأمريكية المتوارية في الصحراء،داخل مطار البصرة الدولي،المحصن اليوم بالقوات العراقية من الجيش والشرطة وقوات الأمن،يشكون من صعوبة الوصول لمقر القنصلية،-حيث يعملون- بسياراتهم،بدراجاتهم وحتى سائرين على أقدامهم،بعد أن فرضت الجهات العراقية جملة موافقات وتصريحات عليهم،ولعل حرارة الجو هناك بحد ذاتها،فضلا عن الشعور الوطني العراقي أكبر مشكلة تواجه(المحتل) هناك،
وهكذا ينقلب السحر على الساحر،وتصبح المعادلة لصالح العراقيين في قضية السيادة،ولا يدخل الأمريكي لقنصليته،مهما كانت هويته، إلا بإذن العراقي صاحب الأرض والسماء،المسؤول عن كل شيء في القطعة التي كانت يوما حصناً له،لا يدخلها العراقي إلا بموافقته."وتلك الأيام نداولها بين الناس".كما في منطوق الآية الشريفة. ويقول أحد هؤلاء،:عليَّ أن أمشي يوميا،خلال دخولي وخروجي مسافة تتجاوز الـ 5 كلم،في طريق ترابي حار،وتحت شمس لا ترحم،فبعد أن يتركني سائق التاكسي خارج أسوار المطار،حيث تنتهي المسموحات له،ومن ثم علي أن أخضع لمراقبة شديدة من رجال الأمن العراقيين،تبدأ من التفتيش الدقيق ولا تنتهي ببصمة العين،وكذلك حال العاملين الآخرين بمن فيهم عامل الخدمة البسيط،.وحين سألته عن موقف موظفي القنصلية الأمريكية قال:الأمريكي لا يهشّ ولا ينشّ،وهو عاجز عن فعل أي شيء،وخاضع بذل للقوانين العراقية،بل هو الأضعف بيننا.فرحت بذلك والله،لكني تذكرت المبنى الضخم للقنصلية الأمريكية في دبي،وكذلك مبناهم الجميل في العاصمة الأردنية، عمان،وسط المدينة بضاحية شميساني،حيث يقف الحرس الأردني أنيقا،متسامحاً مع الجميع.لكني قلت لنفسي حييل وعساكم ببو زايد. في المعادلة الأصعب يجد موظفو القنصلية الأمريكية في البصرة أن حال أقرانهم من الدبلوماسيين في القنصلية الإيرانية مثلا أفضل بكثير،فالبناية تقع في رقعة خضراء محاطة بأشجار النخيل،على طريق أبي الخصيب-العشار وفيها عدد غير محدود من العاملين،وهي تؤمن للزائرين العراقيين كل متطلبات تأشيرة الدخول والخروج من وإلى إيران،وهي محروسة بالشرطة العراقية وهناك تطمين ورضا من الجانبين،بل أن مستوى العلاقة بين البلدين يكاد يصل حد الوحدة والاندماج كما صرح بذلك أحد المسؤولين الإيرانيين،فيما يقول أحد موظفي القنصلية الأمريكية بأن حال القنصلية البريطانية ليس بأفضل من الأمريكية،لأنها تطلب المساعدات المالية من الأخيرة إذا أرادت أن تقيم حفلا أو مناسبة ما،يعني هو يقول:"الجماعة ولا طكة،لا فلوس ولا جاه ولا وجه" حييييل وعساكم ببو زايد،وهناك مثل عراقي يقول: الما لكمه يغص بيها" غير أن أحد العاقلين يقول:"لا،ليس كذلك،إذ لا أحد ينكر بأن أمريكا وبريطانيا هما من أسقط نظام صدام حسين،وهما القوتان الكبيرتان في العالم اليوم،ومن غير المعقول أن تصل بهم "المواصيل" إلى هذا الحد،فالحل والربط ما زال بأيد أمريكية،على الرغم من أن الديمقراطيين يختلفون عن الجمهوريين في التعامل مع الأزمات الخارجية،ومن غير المعقول خسرانهم في العراق.لكن صاحبي الأول يؤكد:"والله،أمريكا حايرة،وما بيدها شي تسويه،لعبهم أبو إسراء لعب".ترى كيف تنظر الحكومة الفيدرالية والمحلية في البصرة لقضية التعامل الدبلوماسي مع "الصديق"أمريكا إذا ما صحت أقوال الموظف العراقي في القنصلية الأمريكية بالبصرة،والتي تعاني (القنصلية)الأمرين في التعامل مع سياسي،إسلامي،شيعي عراقي،صعب،لا يفهم أمريكا إلا معسكراً،محتلاً،على الرغم من التودد الذي يبديه الدبلوماسيون الشقر له.
ضيم موظفي القنصلية الأمريكية في البصرة
نشر في: 23 مايو, 2012: 08:10 م