دمشق/ ا. ف. بوافق المجلس الوطني السوري، التجمع الأكبر للقوى المعارضة في البلاد على استقالة رئيسه برهان غليون، التي قدمها قبل أيام، طالباً منه مواصلة مهامه إلى حين اختيار رئيس جديد في اجتماع يعقد في حزيران المقبل، متعهداً بالحفاظ على وحدته وإنجاز مشروع لهيكلة النظام الأساسي.
وجاء في بيان صادر عن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أن أعضاء المكتب عقدوا دورة اجتماعات جديدة في مدينة اسطنبول التركية، خلال الفترة ما بين 21 و23 أيار الحالي، لمناقشة "الوضع الميداني في سوريا وسبل دعم الكتائب الميدانية والحراك الثوري وتوفير الوسائل اللازمة لتعزيز ثورة الشعب."وأضاف البيان أن النقاش شمل أيضاً "مضاعفة عمليات الإمداد، وزيادة مخصصات الإغاثة للمناطق المنكوبة بفعل جرائم النظام، وتقديم العون لقرابة مليوني لاجئ ومهجر في سوريا ودول الجوار،" مشيراً إلى اتخاذ "جملة من الإجراءات والقرارات في هذا الشأن" من دون أن يفصح عن طبيعتها.وناقش المجتمعون كذلك بحسب بيانهم "الواقع السياسي والتحركات ذات الصلة بمبادرة الجامعة العربية والأمم المتحدة، وأكد في هذا الإطار أن رفض النظام التجاوب معها ومواصلته عمليات القصف والقتل والاغتيال يمثل محاولة مقصودة لتقويضها."ودعا المكتب التنفيذي للمجلس الوطني المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لإقرار آلية جديدة عبر مجلس الأمن الدولي ترغم النظام على وقف جرائمه،" مضيفاً أن النظام "لا يمكن أن يستجيب إلا لمنطق القوة،" على حد تعبيره.وعلى الصعيد التنظيمي، ناقش المكتب التنفيذي رسالة غليون التي وضع فيها استقالته ودعوته الهيئة العامة للاجتماع من أجل إنجاز مشروع الهيكلة وتعديل النظام الأساسي وإصلاح أوضاع المجلس الوطني، وقرر قبول الاستقالة والطلب منه مواصلة مهامه إلى حين انتخاب رئيس جديد في اجتماع الأمانة العامة بالتاسع والعاشر من حزيران المقبل.كما تقرر إنجاز مشروع التوسعة وإعادة هيكلة المجلس الوطني وتعديل النظام الداخلي ودعوة الهيئة العامة خلال شهر.وكان غليون، وهو أكاديمي بارز من مدينة حمص ويعيش حالياً في باريس، قد تقدم باستقالته من قيادة المجلس الوطني الأسبوع المقبل، بعد أيام على انتخابه لدورة ثالثة، ما أثار ردود فعل غاضبة في صفوف عدد من مكونات المجلس، وخاصة تلك التي تنشط في داخل سوريا.وقال غليون في رسالة الاستقالة إن الخطوة تأتي منعاً "لأي فراغ أو خلاف، واستجابة لنداء الثورة والثوار، وتأكيدا على السعي الجاد لطي صفحة الماضي وتأهيل المجلس لمواكبة الثورة."وكان العديد من القوى المشاركة في المعارضة السورية قد اشتكت خلال الفترة الماضية من الضعف في عمل المجلس وكثرة الانقسامات في صفوف الكتل المكونة له، إلى جانب استمرار وجود قوى معارضة خارجه، في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يدعو إلى الوحدة بين المعارضين السوريين كشرط للاعتراف بهيئاتهم التمثيلية.
سوريا: المجلس الوطني يبدأ الهيكلة ويقبل استقالة غليون
نشر في: 24 مايو, 2012: 06:41 م