TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :المضحك المبكي

سلاما ياعراق :المضحك المبكي

نشر في: 26 مايو, 2012: 06:11 م

 هاشم العقابي حين طالعني خبر يقول عنوانه: "نائب عن الفضيلة : موضوع سحب الثقة عن الحكومة مضحك ومبك في نفس الوقت"، هكذا ورد بالنص، بحثت عن تفاصيل الخبر بلهفة. ما كان يهمني "المبكي" بقدر ما همني "المضحك" في العنوان، لأني بحاجة حقيقية لشيء من الضحك اريح به نفسي. قلبت تفاصيل الخبر من أعلى الى أسفل، ومن أسفل الى أعلى،
 فلم أجد به شيئا يحملني على الضحك. وللأمانة لم أجد به ما يثير البكاء أيضا. كل الذي وجدته هو ان النائب بهاء جمال الدين قال: "ان موضوع سحب الثقة مضحك ومبك في نفس الوقت كون الكثير من المشاكل والأزمات تشترك فيها جميع الكتل وليس رئيس الحكومة نوري المالكي فقط". أين المضحك الذي جعله يضحك وما الذي أبكاه؟ لا أدري. وبصراحة اني حين فهمت السبب، في ضوء التصريح "برطمت"، مثلما كان الصديق الراحل شريف الربيعي يفعل حين يجد نفسه أمام شيء يحيره او لا يفهمه. والبرطمة لا هي ضحك ولا بكاء كما تعلمون.كنت اظن ان معنى "المضحك المبكي" هو ان يكون هناك حدث له وجهان. احدهما يُضحك والآخر يُبكي. مع هذا شككت في ظني وقلت لأبحث في الجوجل تحت "ما معنى المضحك المبكي؟"، فلعل هناك ما لا افهمه. وفعلا وجدت ان احدهم سأل السؤال ذاته فحصل على أربعة اجوبة، هي كالآتي:الاول: "يعني في خاطري زعلان وابي ابكي وبنفس الوقت ابي اخبي بكيتي بضحكه مصطنعه".الثاني: "شر البلية ما يضحك أو كمثل من يضحك بدموع حزينة".الثالث: "منظر مضحك في ظاهره ومبك في مضمونه".الرابع: "يعني امر عجيب .. امر مستغرب منه".حقيقة لم اجد ايا من هذه المعاني ينطبق على قضية سحب الثقة.وحتى لا انتهي الى هنا واترك القارئ يخرج من المولد بدون حمص، ساختار له نكتة عراقية ينطبق عليها بانها من نوع المضحك المبكي. علما بان اغلب نكاتنا العراقية، لو دققنا بها جيد، سنجدها كذلك. تقول النكتة:ان امرأة اشترت خزانة "كنتور" لتفاجئ بها زوجها المسافر حين يعود لتريه كيف انها حريصة واستثمرت ما كان يبعث لها به من مال ايام غيابه. اكتشفت بعد أيام ان ابواب "الكنتور" تنفتح ان مر القطار بفعل الهزة الصوتية التي يحدثها. ذهبت للنجار واشتكت له الأمر. فجاء بعدته وضبط البراغي والمسامير. لكن الحال تكرر في اليوم التالي فعادت اليه مرة أخرى واخبرته: "خوية هم من مر "الترين" (بفتح الراء والتاء) انفك الباب". قال لها النجار لا حل عندي غير ان اجلس داخل "الكنتور" وانتظر حتى يمر "القطار" لأرى البراغي او المسامير "الراخية" و "اضبها". وبينما هو مختبئ دخل زوجها فجأة. ولان "الكنتور" فاجأه منتصبا بالغرفة اسرع لفتح بابه فوجد النجار. سأله: "ها ولك شتسوي هنا؟". رد النجار: "عمي اكتلني. اكتلني .. هو ياهو اليصدكني لو اكلك انا متاني "الترين"؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram