TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > جداريات إبراهيم العبدلي . . حواضر الحنين

جداريات إبراهيم العبدلي . . حواضر الحنين

نشر في: 26 مايو, 2012: 06:32 م

متابعة / نورا خالد تصوير/ محمود رؤوف أقام الفنان التشكيلي إبراهيم العبدلي معرضه الجداري الأول على قاعة أكد ،ضم المعرض  عدداً من الجداريات التي اتسمت بالروح البغدادية ،فوجدناه كمثل طائر يحلّق في سماء بغداد القديمة في أواخر العقد الرابع ومطلع العقد الخامس من القرن الماضي حيت كانت  بغداد تعيش آمنة وعادلة ومستقرة سمو النخيل وأناقة نهر دجلة وجمال المباني و حلاوة الروح والملامح.
وأشار الناقد  التشكيلي حسن عبد الحميد  إلى أن الفنان إبراهيم العبدلي استنهض من خلال معرضه جوانب من مكونات وعيه التشكيلي باتجاه تثمين الماضي بفرض هيبة حنينه الطاغي إلى كل ما يمت بصلة إلى بغداد (جانب الكرخ منها بالتحديد) ،فهي متنفس روحه ومذخر هواجسه التي سعى منذ وقت مبكر من سنوات تجربته الفنية الطويلة (بداية الستينات)إلى تخليد مشاهد ومقتطفات انتقائية من عوالم هذه المدينة وترجمتها إلى جدارياته الشاخصة في عدد من المباني والصروح الحضارية والتراثية  التي كان قد أنجزها على مدار فترات متفاوتة يعود قسم منها إلى ثمانينات القرن الماضي، وأضاف عبد الحميد: يحيي (العبدلي) فينا حواضر إنجازات جدارياته المدهشة ،حتى ولو على (الكانفاس)الذي حوته جدران قاعة أكد للفنون ،في محاولة استذكارية ونادرة لم تألفها من قبل جميع قاعات العرض التشكيلي في العراق ،بلا استثناء.وأكد الفنان التشكيلي شداد عبد القهار أن  العبدلي قدم طوال مسيرة حياته الكثير من الأعمال الكبيرة ،وأشار عبد القهار إلى أن الأعمال المعروضة هي مشاريع لجداريات ضخمة توضع في الساحات والبوابات ،فهي للشعبيات البغدادية والحياة البغدادية القديمة ،و قد عكس ذلك كونه ابن هذا المكان وغالبا ما يعكس ذلك على أعماله ،وتمنى عبد القهار في نهاية حديثه أن تنفذ هذه الأعمال في بغداد لتعطي لها جمالية ولتعكس روعة الفن العراقي ومبدعيه.فيما أوضح مدير دائرة الفنون التشكيلية الدكتور جمال العتابي   أن الفنان إبراهيم العبدلي قدم  في معرضه موضوعا جديدا وهو اللوحات الجدارية واستخدم فيها الموروث البغدادي بألوان ورؤية جديدة وذائقة متميزة من خلال جمع كثير من هذه المفردات والتفاصيل في لوحة واحدة .وأضاف العتابي :من المدهش أن يتعامل العبدلي مع حياة بغداد وتفاصيلها ، إذ أعطى ذلك للوحة جمالية إضافية وليس من الجديد على إبراهيم العبدلي مثل هذه الكشوفات بأعماله الفنية الناقد صلاح عباس رئيس تحرير مجلة تشكيل كان له رأي في تلك الجداريات ،إذ قال:إن آلية واشتغال منهجه يعتمد على الأسلوب الواقعي ،هذا الأسلوب الذي يردد التجارب من خارج اللوحة وينقلها إلى داخل اللوحة ،وأشارعباس إلى أن واقعية إبراهيم العبدلي ليست واقعية فوتوغرافية وإنما هي واقعية انتقائية يعمل على توليف المشاهد في آليات الإقصاء والإضافة يشتغل بانتباه بليغ وهو مخطط وملون من الطراز الأول.  وكان آخر المتحدثين الفنان إبراهيم العبدلي  الذي أشار إلى أن معرضه تجربة جديدة بالنسبة لفن المعارض في العراق، وأضاف: الجداريات هي امتداد حضاري طويل للحضارات القديمة من زمن الآشوريين ،فالفنان الآشوري منذ ذلك الزمن عمل الجداريات ،وفي الفن المعاصر أقام العديد من الفنانين المعروفين جداريات مميزة جدا في العراق كجدارية نصب الحرية ،وهذه الجداريات الموضوعة الآن في القاعة هي جداريات منفذة إحداها في شارع حيفا ،والأخرى في المطار الدولي  ،والثالثة  في لندن ،وأكد الفنان العبدلي  أن إقامته هذا المعرض هي لجعل المتلقي يميز بين اللوحة والجدارية ،كما أن  المعرض  رسالة للمسؤولين تقول :إن عماراتنا وساحاتنا  من دون جداريات، وعليهم الاهتمام بها ، فالجداريات من أهم الفنون التي تعكس وتبرز حضارة وتختزل ثقافة وأمكنة ذلك البلد التي توجد فيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram